يمتلك الفنان التشكيلي محمد الركوعي علاقة جدلية بلوحته بعد سنوات طويلة من التجربة الفنية استخدم فيها تقنيات خاصة أعطت لعمله خصوصية الفكرة النابعة من داخله ومن إحساسه ليترجمها بأسلوبه المتجذر بتراث فلسطين وحياة شعبها.
وحول وجود المرأة في لوحاته كبطلة أساسية بزيها الفلسطيني التراثي يقول الركوعي في حديث لـ سانا: “للمرأة الأولوية عندي لأنها تمثل الوطن وأرضه وناسه ولديها قدرات للنهوض بالمجتمع العربي بعد كل النكسات والخيبات التي تعرضنا لها كما أنها في فلسطين لعبت دور الفدائي المقاتل وربت أجيال المقاومة لذلك أعطيها الأولوية والصدارة”.
أما عن تقديمه للتراث الفلسطيني في لوحاته فأوضح الركوعي أنه يجد في رسم الأزياء والمشغولات اليدوية نوعاً من التمسك بتراث الآباء والاجداد وكذلك العمارة والتراث الشرقي والإسلامي للحافظ على الهوية الوطنية و الإرث الحضاري والإنساني لفلسطين.
ويقول الركوعي: “الإنسان بدون ماضيه لا يمكن أن يسير نحو التطور والحضارة وعندما يكون الفنان ابن بيئته سيجعل من جمال التراث الإنساني وفن العمارة عناصر تشكيلية يعتمدها في عمله الفني في وجه أعداء الأمة اللاهثين لمحو هويتنا ووجودنا”.
وعن أثر تنوع فترات حياته ما بين الأسر في سجون الاحتلال الاسرائيلي والحرية يقول: “عندما كنت في الأسر تعايشت مع الواقع ورسمت الكثير من الأعمال الفنية بمواد بدائية مع انعدام وجود الأدوات فأنتجت فناً مقاوماً للاعتقال ولممارسات الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني لتأتي بعدها مرحلة ما بعد الأسر حيث تأقلمت مع واقع الحرية وما يتطلبه من تحدٍ للغربة وبعد سنة تقريباً عدت إلى ممارسة الفن بأدوات وفيرة متنقلاً بين مدارس وأساليب الفن المتعددة.
ويجد الفنان الركوعي أن الفن الذي قدمه التشكيليون الفلسطينيون في العالم متنوع ومتأثر بمختلف المجتمعات التي لجؤوا إليها مبيناً أن المناخ الفني في سورية ساعده مع أجيال من التشكيليين الفلسطينيين لامتلاك تجارب غنية بما للتراث الفني السوري من غنى وتنوع واصالة.
وحول المعوقات التي تعترض تطور الفن التشكيلي في الوطن العربي عموماً يقول الركوعي: “عدم إدراك أهمية الفن التشكيلي من الجهات المعنية بالفن والثقافة في الوطن العربي وعدم رعايته بالصورة المطلوبة هو أحد أكبر العقبات التي تواجه الفن فالتفرغ شرط مهم لإبداع الفنان وهذا لا يأتي دون رعاية ودون انتشار ثقافة اقتناء الأعمال ما يعود بالفائدة على الفنانين ويساهم في تطور الفن عموم”.
ويعبر التشكيلي الركوعي عن تفاؤله بمستقبل الفن التشكيلي السوري والفلسطيني ويختم بالقول: “عودة الأمان إلى سورية ستسهم في نهضة فنية مهمة فالأمل موجود والفنانون والمبدعون موجودون في الساحة.”
والتشكيلي محمد الركوعي من مواليد قطاع غزة عام 1950 نزحت أسرته بعد نكبة 1948 من بلدة جورة عسقلان أقام معرضه الفني الأول في غزة عام 1970 والتحق بعد نيله شهادة الدراسة الثانوية بمعهد إعداد المعلمين ليتخرج فيه ويعمل مدرساً لمادة التربية الفنية اعتقلته سلطات الاحتلال الاسرائيلي عام 1973 بتهمة المشاركة في أعمال فدائية وبقي في الأسر ثلاثة عشر عاماً حتى تحريره في عملية لتبادل الأسرى سنة 1985.
اختار الإقامة في دمشق منذ تحريره التي يزاول فيها عمله الفني وانتخب عضواً في الهيئة الإدارية لاتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين فرع سورية أكثر من مرة وهو مشارك دائم في المعارض الجماعية لاتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطينيين له عدة معارض فردية داخل سورية وخارجها ومشاركات عديدة في معارض جماعية.
قد يهمك ايضا
إحباط محاولة تهريب لوحة أثرية بين العراق وسورية
50 عملا فنيا في المعرض السنوي لنقابة الفنانين التشكيليين بحمص
أرسل تعليقك