يسعى فريق الهلال السعودي لمواصلة توهجه الآسيوي، وتأكيد أحقيته في بلوغ النهائي القاري، عندما يستقبل مساء الثلاثاء ضيفه السد القطري في مواجهة ذهاب إياب نهائي دوري أبطال آسيا، بعد أن أنهى مواجهة الذهاب بانتصار عريض 4 - 1. وهو ما يعني دخوله لمواجهة هذا المساء بفرص عديدة، فيما يتعين على منافسه أن يسجل الرقم نفسه من الأهداف النظيفة، ليبلغ النهائي على حساب الأزرق السعودي.
ويدخل الأزرق، ممثل كرة القدم السعودية في هذه البطولة، هذه المواجهة منتشياً بانتصاراته المتلاحقة في الدوري المحلي وتربعه على صدارة الترتيب، على الرغم من الغيابات العريضة التي حرمته من أبرز نجومه في الفترة الماضية يتقدمهم السوري عمر خربين ونواف العابد، إلا أن الروماني رازفان المدير الفني للفريق يمتلك خيارات واسعة في جميع المراكز، ولن يكون لغياب العابد تأثير واضح على الخريطة الزرقاء، لوجود كوكبة من النجوم القادرين على تعويض خروج أي لاعب من القائمة الأساسية.
وترتكز قوة الهلال على القوة الهجومية الضاربة بوجود الثلاثي الأجنبي الفرنسي غوميز، والإيطالي جوفينكو، وكارليو، بجانبهم سالم الدوسري، ومن الصعوبة على أي فريق منافس إيقاف الزحف الهجومي الهلالي؛ خصوصاً الغزو من الأطراف بوجود ظهيري الجنب محمد البريك وياسر الشهراني، اللذين يشكلان جبهات هجومية مع كارليو وسالم الدوسري، بينما يتفرغ الإيطالي جوفينكو لصناعة اللعب وتنفيذ الكرات الثابتة، كما يمتلك الإيطالي الحلول الفردية لمهارته العالية، بالإضافة إلى دقة التسديد من مسافات بعيدة.
وبدا التفاهم ما بين لاعبي متوسط الدفاع؛ الكوري الجنوبي هيون سو وعلي البليهي، مطمئناً في المواجهات الماضية، ما أسهم في اختفاء الهفوات الدفاعية، كما كان لعودة عبد الله عطيف في خط المنتصف دور بارز في صد هجوم الأندية المنافسة، وسيدفع الروماني رازفان المدير الفني للكتيبة الزرقاء بمحمد كنو كلاعب أساسي في منطقة محور الارتكاز، وبجانبه عبد الله عطيف، ولن يجازف بالسماح لظهيري الجنب بالتقدم لمساندة المهاجمين، كما كانوا عليه في الدوري المحلي خوفاً من استغلال الفريق المنافس المساحات الخلفية التي يتركها البريك والشهراني على الأطراف.
وينتهج مدرب الهلال السعودي بأسلوبه الفني الاعتماد على كرة القدم الحديثة، التي لا تعتمد على مراكز معينة، ولا على نجم معين داخل المستطيل الأخضر، وبناء الهجمات من حارس المرمى حتى الوصول للمهاجم بتناقل الكرات القصيرة بين أقدام اللاعبين، وإجبار الفريق المنافس على التراجع لمناطقه الخلفية، ولا تقتصر الخطورة الهلالية على المهاجمين، ودائماً ما يحدث ظهيرا الجنب قلقاً مستمراً لدفاع الخصوم باختراقات البريك وتسديدات ياسر الشهراني، بالإضافة إلى اختراقات محمد كنو من العمق والدخول كمهاجم ثالث بجانب كارليو وغوميز.
ويحتكم الضيوف على دكة بدلاء تعج بالأسماء المميزة والقادرة على الإضافة الفنية، بوجود هتان باهبري وناصر الدوسري وصالح الشهري، ولا ينتظر مدرب الفريق السعودي مرور الوقت حتى يحدث تغييراته الفنية ويدفع باللاعبين البدلاء، ودائماً ما تتحرك أوراقه الفنية بين شوطي اللقاء، كما حدث في مناسبات عديدة، وكانت هذه التغييرات كفيلة بقلب موازين المباراة لصالحه، ومن المؤكد أن الروماني يدرك أنه بات قريباً من حصد بطاقة التأهل للنهائي الآسيوي، وسيدخل هذه المواجهة بكامل قوته، سواءً الدفاعية أو الهجومية، بعدما تكشفت جميع الأوراق في مباراة الذهاب.
وفي الجانب المقابل، يبحث الإسباني تشافي المدير الفني للضيوف، عن إخراج لاعبي فريقه من الروح المعنوية المحبطة بعد الخسارة الكبيرة التي تلقوها على أرضهم وبين جماهيرهم، كما سيفتقدون خدمات عبد الكريم حسن الظهير الأيسر صاحب المجهود الوافر بين النواحي الدفاعية والهجومية، بسبب البطاقة الحمراء التي تلقاها في موقعة الذهاب، واتضح تأثر فريقه بعد استبعاده في شوط المباراة؛ حيث تلقى مرمى سعد الشيب 3 أهداف هلالية.
ولن يجد الإسباني تشافي طريقة غير حشد قوته الهجومية لضمان الوصول الباكر لمرمى الهلال، على حساب النواحي الدفاعية، على الرغم من معرفته بقوة الهجوم الهلالي، وسيدفع الإسباني بكامل أوراقه مستنداً على كوكبة النجوم الذي يمتلكهم في جميع المراكز، بداية من حراسة المرمى، وحتى خط المقدمة بقيادة الجزائري بونجاح، وفي خط المنتصف نام تاي هي وغابي، بجانب العناصر المحلية الممثلة في سعد الشيب وخوخي بوعلام وأكرم عفيف وحسن الهيدوس وحامد إسماعيل وسالم الهاجري.
وينتهج الفريق القطري بأسلوبه الفني الاعتماد على تحركات غابي وأكرم عفيف على الأطراف الهجومية، بينما يتولى حسن الهيدوس مهمة صناعة اللعب في منتصف الميدان، وغاب الجزائري خورخي بوعلام تماماً في المواجهات الثلاث الأخيرة للسد، وهو ما سيدفع الإسباني تشافي للعب بطريقة 4 - 4 - 2، ويدفع بمهاجم آخر بجانب بوعلام.
وتعتبر هذه المواجهة الـ15 بين الفريقين في البطولة القارية، حيث انتصر الأزرق السعودي في 8 مباريات، مع انتصارين للفريق الأبيض القطري، و3 تعادلات، وأحرز السد اللقب الآسيوي في مناسبين، ومثله الهلال، وبلغ الأخير المباراة النهائية عام 2014 و2017، وخسرهما أمام سيدني الأسترالي، وريد دينامندز الياباني، بينما حقق السد اللقب مرتين عامي 1989 و2011.
قد يهمك ايضا:
جيريس يكشف على تشكيلة تونس ضد أنغولا
أرسل تعليقك