إذا نظرنا إلى المواضيع التي طرحتها Dior من خلال عروض أزيائها فسنجد بأنها متعددة وتتجه في مناحٍ مختلفة، بين النهضة الفرنسية والتغيير في عالم الفن وصولاً إلى قضايا النسوية، وهذا التنوع ليس بغريب على الإطلاق فهو مرتبط بشخصية ماريا غراتسيا كيوري، وعشقها للبحث واكتشاف الجديد والخوض في مواضيع تمس بشكل عميق بكل منا.
خلافاً للكثير غيرها ممن يشاركونها نفس المهنة، تتمتع ماريا غراتسيا كيوري بنظرة عامة شمولية، فلم تحصر أفق تفكيرها بقضايا مرحلية ضيقة، بل وسعت نظرتها لتضمن أن يجد الجميع مكاناً لهم، وفكرة ترتبط بهم وتمسهم في كل جديد تقدمه.
وفي مجموعتها لأزياء الاوت كوتور موسم خريف شتاء 2020استوحت ماريا أفكارها من بيني سلينغر، الفنانة المناصرة لحقوق المرأة التي صمّمت سينوغرافيا العرض، وتحكي قصة الخيمياء القوية بين النار والهواء والماء، وسط طبيعة عدائية وغامضة تزخر بالكائنات الأنثوية
حافظت علامة Dior على عنوانها في باريس وبقي 30 Avenue Montaigne عنوان مقر Dior منذ أن افتتحه كريستيان ديور عام 1946. لكن قامت سلينغر بتحويل منزل علامة Dior الأيقوني بشكل كلي إلى غابة تضم الينابيع والشلالات والغيوم والنباتات المختلفة، كل ذلك من خلال أوراق جدران امتدت من الأرضية حتى السقف. لقد تحول منزل Dior إلى مكان جديد كلياً ومذهل بطريقة لا توصف.
ولدت مجموعة أزياء Dior للاوت كوتور موسم خريف 2020من رحم الغابة. وبدأت ماريا العرض بطرح سؤال قوي وعميق، وهي طريقة لطالما استهوت ماريا. هذه المرة جاء السؤال: ”?Are Clothes Modern“ في إشارة إلى معرض برنارد رودوفسكي عام 1944 والذي أقامه في متحف الفن المعاصر، والذي جاء بناء على مقالة نشرها في العام نفسه وتحمل العنوان ذاته.
في هذا المعرض طرح برنارد تساؤلات حول الرابط بين تصميم الأزياء واستخداماتها وفعاليتها، وفيما إذا كانت الأزياء تتمتع بقدرة على الحفاظ على كونها عصرية وقدرتها على تحدي الوقت والمكان
بكونه مصمماً معمارياً، برع برنارد رودوفسكي في تحليل الرابط بين الشكل والوظيفة لكل تصميم. فبالنسبة لعالم الموضة، كانت بعض التصاميم بالنسبة لبرنارد تتناقض مع وظيفتها، مثل الأحذية بالكعب العالي التي تؤلم قدمي من ترتديها. استغلت ماريا غراتسيا فرصة تصميم أزياء الكوتور لتسلط الضوء على هذه الفكرة، حيث يمنحها هذا النوع من الأزياء الفرصة للابتكار وحرية أكثر في التصميم.
ركزت ماريا على اللون الأسود في تصاميم مجموعة Dior الجديدة لتساعدنا على فهم التصاميم بوضوح أكبر. الفكرة الأساسية التي دار حولها العرض كانت: نحن نقدم تصاميم ليرتديها الانسان ولتناسب الجسم البشري، فهل هناك فكرة أكثر فخامة ورقياً بالنسبة للجسم من الراحة؟
بعد أن أصبحت هذه الفكرة واضحة بالنسبة لنا، يمكننا أن ندرك الآن سبب اختيار منزل Dior في 30 Avenue Montaigne ليحتضن العرض، فهذا يرتبط مع فكرة أن الأزياء هي بمثابة المنزل الذي تعيش فيه أجسادنا، كما هو منزل Dior.
في مجموعة أزياء Dior للاوت كوتور موسم خريف شتاء 2020رأينا اللون الأسود يطغى على كل التصاميم التي تنوعت بين الفساتين القصيرة والمعاطف الأنيقة والفساتين بالقصات أيقونية وتنورات الشيفون.
صممت ماريا المجموعة بدقة متناهية لتمنح المرأة روح المقاتلة، وذلك من خلال الأزياء التي غطتها قصاصات الجلد التي توزعت على الأزياء بشكل الريش فبدت العارضات وكأنهن مقاتلات أسطوريات حلقن من الأساطير القديمة. في النهاية لم تكتفي ماريا بإيصال فكرتها بطريقة مجازية وفضلت الأسلوب المباشر إذ اختتم العرض مع عارضة أزياء ارتدت تصميماً يطابق تصميم منزل Dior، لتؤكد على فكرة أن الأزياء هي المنزل الذي نسكن فيه.
وبالعودة للسؤال الأول الذي طرحته المجموعة ”هل الأزياء عصرية؟“ فإجابة ماريا غراتسيا كيوري كانت وبكل وضوح: نعم.
قد يهمـــك أيضــا: ملابس لامعة على طريقة الفاشينيستا هادية غالب
إليك 15 صيحة غريبة من أشهر عروض الأزياء في نيويورك لربيع 2020
أرسل تعليقك