عندما يتعلق الأمر بالسفر إلى النمسا بهدف السياحة والاستجمام، فثمّة تجارب ومغامرات يتحدث عنها كثيرون من الزوار العرب ومن الصعب عدم التوجّه إليها واستكشافها، فعندها سوف تكون الزيارة ناقصة! بالطبع الطبيعة الخلابة هي مصدر الغنى الأول للنمسا، وهي بمثابة كنزها الوطني! ستتأكدين بنفسك من هذا القول حين تطأ قدماك أرضها وتُتاح لك فرصة إمتاع عينيك بمشاهد ربما لم تريها من قبل!
كل أساليب التسلية والترفيه بانتظارك على ضفاف الدانوب في فيينا
لا يمكن أن تقصدي العاصمة فيينا من دون أن تتوقفي لبعض الوقت عند نهر الدانوب. إنه أشبه بشريان الحياة الذي يمرّ في قلب المدينة، وعلى الفور ستلمسين مدى أهميته بالنسبة لسكانها. على ضفافه بُنيت البيوت والمقاهي والمتنزّهات التي تستقبل الروّاد من كل مكان.
ينقسم هذا النهر الرائع إلى ثلاثة أقسام: الدانوب الرئيسي والدانوب القديم والدانوب الجديد. و ينفصل الدانوب الجديد عن الدانوب الرئيسي بـواسطة جزيرةٍ من صنع الإنسان يبلغ طولها 21 كيلومتراً، وتُعدُّ بحق جنّةً استجماميةً حقيقية، إذ تزخر بالكثير من الشواطئ، فضلاً عمّا قدره 180 هكتاراً من المساحات الخضراء الساحرة والعديد من المطاعم والمقاهي. تستضيف هذه الجزيرة كلَّ عامٍ أكبر حفلةٍ في الهواء الطلق في أوروبا، تتمثل في مهرجان جزيرة الدانوب المجانيّ. يحضر المهرجان ثلاثة ملايين زائرٍ على مدى 3 أيام.
ولمزيد من التشويق، يستطيع الزوار أن يصعدوا على متن رحلة رائعة عبر مجرى السفر التاريخي في النهر الذي يؤدي من ريجنسبرغ من العصور الوسطى عن طريق باسو وفيينا إلى بودابست العاصمة الهنغارية.
إنسبروك: المدينة التي لديها الكثير لتقدّمه للكبار والصغار على السواء!
هي عاصمة إقليم تيرول، وتشتهر بموقعها وسط جبال الألب ويستغرق الوصول إليها بالسيارة مدة ساعة ونصف فقط من ميونيخ. يوفر أسلوب حياة جبال الألب في إنسبروك عالماً مذهلاً من المغامرة في الهواء الطلق مع تجربة فريدة من نوعها للأطفال والكبار على حد سواء.
يُقدّم متنزّه موتيرآلم، الموجود على مقربة من إنسبروك، مغامرات كثيرة في الهواء الطلق لجميع أفراد العائلة؛ كما يوفر المعلم السياحي الجديد متعة مبهجة للزوار من جميع الأعمار الذين يستمتعون بالانحدار هبوطاً نحو أسفل الجبل راكبين في عربة الجبال بتأثير الجاذبية. ونقترح عليك البدء من خلال صعود متمهّل في عربة تلفريك موتيرآلم، والانحدار عودةً للأسفل إلى الوادي في عربة جبال رشيقة. ومن ثم انحدري عائدةً مرة أخرى إلى قرى موتير عبر طريق صغير يمتاز بطوله البالغ 5 كلم وفارق ارتفاع معتبر يبلغ تقريباً 750 متراً. ويشكل هذا النشاط المبهج في الهواء الطلق معلماً متميزاً للسيّاح من جميع الأعمار.
كهوف الجليد تعدكِ بتجربة لن تنسيها أبداً!
من المؤكد أنّه سيفوتك الكثير من التشويق إن لم تزوري كهوف الجليد الفريدة من نوعها في العالم. يقع "عالم عمالقة الجليد" في بلدة فيرفين في إقليم سالزبورغ، على بعد 40 كلم من عاصمته مدينة سالزبورغ، ويضمُّ أضخم كهوفٍ جليديةٍ في العالم. إنّه متاهةٌ من الكهوف بطولٍ كليٍّ يبلغ أكثر من 40 كم، فهو ظاهرة طبيعية أُبدعت بواسطة الجليد والصخور. يزورُ حوالى 200000 سائحٍ الكهوف كلَّ سنةٍ ويُعجبون بالمنحوتاتِ الجليدية المُضاءة التي أُبدعت قبل الملايين من السنين بواسطة مجاري المياه الجوفية التي احتلها الجليد في ما بعد. حتى في فصل الصيف تكون درجة الحرارة عادةً ما دون الصفر. توزّع المصابيحُ عند مَدخل الكهف وتُسلطُ أضواءٌ إضافيةٌ على المنحوتات الجليديّة خلال الجولة السياحيّة لخلق تأثيرٍ أكبر. يُنصَحُ الزوارُ بانتعالِ أحذيةٍ مناسبةٍ للمشي على الجليد.
استكشف النمسا على متن القطار!
القطار من أكثر أساليب السفر متعة، والسبب أنه يتيح لك استكشاف معالم الطبيعة الجميلة بينما أنت جالسة في مقعدك الوثير وتحتسين كوب الشاي الدافئ أو تتناولين وجبتك المفضّلة.. وفي النمسا، كوني على يقين من أنّك ستحظين بواحدة من أفضل تجارب السفر عبر القطارات، والفضل يعود إلى قطارات "ريلجيت" (ÖBB Railjet) التابعة لشركة السكك الحديدية الاتحادية النمساوية التي عملت على ربط مطار فيينا بمدينة سالزبورغ في أقل من ساعتين و49 دقيقة. ومن أجل الوصول إلى أفضل أماكن الاستجمام في الهواء الطلق، يمكنك ركوب قطار إقليمي في سالزبورغ يأخذك إلى مدينة "تسيل أم زي". علاوة على ذلك، هناك خط مباشر من مطار فيينا إلى "تسيل أم زي" كل يوم سبت. وفي "تسيل أم زي" يمكنك ركوب القطار الألبي السريع الجميل "أوروسيتي ترانس ألبين" (EurocityTransalpin) باتجاه مدينة كيتسبوهل أو إنسبروك، فهو يوفر مقطورة بانورامية من الدرجة الأولى.
وتذكري أن قطارات السكك الحديدية الاتحادية النمساوية توفر نظام تكييف، رفوفاً واسعة للأمتعة، ومقابس (توصيلات) لشحن الأجهزة الكهربائية ومطاعم على متنها، وذلك وفقاً لفئة القطار.
بيت الموسيقى
لا تزال الموسيقى في هذا البلد تشهد على الدور العريق للنمسا في الموسيقى الكلاسيكية عبر العصور وما زالت مستمرة حتى الآن: الأوبرا الحكومية النمساوية الرائعة في رينغ شتراسه الخاص بالمدينة وقاعات الحفلات الموسيقية في كل أنحاء البلد والأعمال الخالدة للكثير من الفنانين العظماء، فالنمسا على سبيل المثال كانت مهداً لبعض من أهم الملحنين الموسيقيين في التاريخ مثل موزارت وجوزيف هايدن وفرانز شوبرت وأنطون بروكنر وغوستاف ماهلر. وخلال فترة حياة هؤلاء الملحّنين كانت فيينا معروفة على أنها عاصمة الموسيقى في العالم.
فإن كنت تهوين الموسيقى وتعشق الغوص في هذا العالم الساحر، فلا تفوّتي زيارة بيت الموسيقى (House of Music) الذي يُعدّ محطة رئيسية للسيّاح الذين يسافرون إلى فيينا للمرة الأولى.
وهو عبارة عن متحف سمعي تفاعلي يقدّم مقاربةً جديدةً للموسيقى على مستوى هزلي وكذلك علمي. وهو يهدف منذ سنوات إلى توفير المعرفة والوعي وكذلك الانفتاح والحماسة عند التعامل مع الموسيقى. وبالإضافة إلى الجوانب التاريخية يتم التركيز خاصّة على التفاعل بين التأثير المتبادل لإنتاج الصوت الطبيعي والإلكتروني والعلاقة بين التماثلية والرقمية. وبهذا، يمكن للزوار الحصول حتى على فرصة قيادة أوركسترا فيينا.
للتسوّق والطعام نكهة مختلفة في مطار فيينا!
الأرجح أنك ستغادرين النمسا محمّلةً بالكثير من الذكريات السعيدة والتذكارات التي تعكس مدى استمتاعك بإجازتك الرائعة.. لكنّ متعة التسوّق لا تعرف حداً، ولذلك ستكونين محظوظة بالتأكيد إن كنت ممّن لا يملّون من التسوّق، فمطار فيينا يضع في متناولك مجموعة من بوتيكات العلامات المرموقة والموضة الحصرية التي تبقيك مجاريةً لأرقى صيحات الأناقة.
ففي طريق العودة إلى بلدك، يمكنك أن تستفيدي من الوقت الضائع قبل مغادرة الطائرة، بالتسوّق وشراء منتجات وقطع من أحدث التشكيلات، إذ تتزيّن واجهات متاجر المطار بماركات المصمّمين الدولية من فيرساتشي إلى هوغو بوس، وفورلا إلى مايكل كورس، فضلاً عن علامات الصاغة من سواروفسكي إلى فري فيل وماركات التجميل من ديور إلى شانيل التي تلبّي جميع رغباتكم. وتقدّم متاجر هاينمان المعفاة من الرسوم الجمركية خدمة شديدة التميّز مع خدمة الطلب المسبق التي يمكن الحصول عليها مجتمعةً من المتجر قبل المغادرة.
ليس التسوّق وحده ما سيكون بانتظاركم في مطار فيينا. بل الكثير و الكثير من أطيب المأكولات وأكثرها ابتكاراً و تميزاً. على سبيل المثال، يمكن للضيوف في مقهى يوهان شتراوس طلب الأطباق الفيينية التقليدية، مثل يخنة لحم العجل. بينما يغري مخبز ديميل التقليدي الزبائن بمنتجاته الشهيرة. وتُقدّم كعكة زاخر الكلاسيكية (كعكة الشوكولاتة الفيينية) مع جميع أصناف القهوة التي تشتهر بها النمسا في جميع أنحاء العالم. كما يُعد مطعم زوجفوغل الحصري المكان المثالي لرحلة الذواقة الأخيرة مع العائلة بأكملها. ولا يُعد الغذاء فقط هو المذهل في المطار، ولكن أيضاً الإطلالة على مدرجات الإقلاع والهبوط في مطار فيينا، وهي بانوراما ستدهش الأطفال بينما يتمكّن الأهل من تناول طعامهم بهدوء.
وقد يهمك أيضًا :
تمتعي بشهر عسل رومانسي ومميز في النمسا
تعرفي على أبرز المعالم في النمسا لتزوريها في شهر عسلك
أرسل تعليقك