واشنطن - سورية 24
رصد علماء الفلك وبشكل مفاجئ تجمعين عملاقين لمجرات ضخمة في بداية عمر الكون. وقال العلماء إن هذه الجزر النجمية بصدد الانصهار في تجمعات للمجرات. وأوضح الباحثون أن هذه "التكتلات" المبكرة تذهل العلماء لأنهم كانوا يعتقدون أن مثل هذه الأحداث لم تقع إلا فيما بعد في تاريخ الفضاء الكوني. ونشر فريقان من الباحثين الحقائق التي رصدوها في مجلة "نيتشر" ومجلة "أستروفيزكال جورنال" العلميتين.
قامت مجموعة من الباحثين، تحت إشراف تيم ميلر من جامعة ييل الأمريكية، بعمليات رصد شملت 90% من الكون المرئي مستخدمين تلسكوبي "ألما" و "أبيكس" في تشيلي، مما أتاح لهم العودة إلى الوقت الذي لم يبلغ الكون فيه سوى 10% من عمره الحالي. درس الباحثون بقعة ضوء كانت تلفت الأنظار إليها بالفعل في بيانات تلسكوب "هيرشيل" الدولي التابع لوكالة ايسا الأوروبية لأبحاث الطيران والفضاء.
أظهرت الصور الجديدة شديدة النقاء، التي تم التقاطها حديثا، أن هذه البقعة ليست جرما سماويا واحدا بل عبارة عن 14 مجرة هائلة بصدد تكوين كتلة مجرات، حسبما أوضح الباحثون في مجلة "نيتشر"، "وتبقى كيفية نمو هذه المجرات بهذه السرعة لغزا" حسبما أوضح ميلر.
وأوضح الباحثون أن الاندماج الذي رصدوه الآن وقع بالفعل بعد نحو 5ر1 مليار سنة من الانفجار العظيم.
ووفقا للنظريات السائدة، فإن هذه التكتلات للمجرات كان يجب أن لا تقع قبل مرور ضعف هذا الوقت "لذلك.. فإن اكتشافنا يقدم فرصة رائعة لفحص كيفية تكون هذه التكتلات المجرية الهائلة من مجرات ضخمة" حسبما أوضح ميلر. وأشار الباحثون إلى أن تكتلات المجرات هي أكبر بُنى في الكون معروفة لدى العلماء.
ومن المذهل إضافة إلى ذلك حجم إنتاج النجوم في المجرات حيث تمخض عنها إجمالا نحو 15 ألف شمس جديدة.
وللمقارنة فإن مجرتنا، درب اللبانة، تنتج في المتوسط نجما جديدا في السنة.
وبذلك، فإن هذا التكتل من المجرات هو أنشط منطقة اكتشفها الباحثون في الكون الشاب حتى الآن.
وكانت المجرات العشر، التي كشفها فريق ثان تحت إشراف إيفان أوتيو، من جامعة إدنبرة ونشر عنها في مجلة "أستروفيزكال جورنال" والتي تكتلت مبكرا أيضا ،نشيطة بشكل مشابه.
وأوضح أكسل فايس، من معهد ماكس بلانك لعلم الفلك الرادوي الذي شارك في نشر كل من الدراستينن أن " حقيقة أننا نرى في نفس الوقت مثل هذه المجرات الكثيرة في التكتلين في هذه المرحلة من الانفجار النجمي تشير إما إلى آلية غير معروفة حتى الآن تحفز نشاط نشأة النجوم على مدى مئات الآلاف من السنين الضوئية أو إلى وجود تدفق غازات من الشبكة الكونية الأصلية تعيد ملء احتياطي الغاز في كل من هذه المجرات النشطة".
ويعتقد الباحثون أن ما رصدوه في الحالتين ليس صدفة، وأن "الاكتشافات الجديدة باستخدام تلسكوب "ألما" ليست إلا قمة جبل الجليد" حسبما رأى كارلوس دي بروك، الباحث في وكالة ايسا .وأضاف : "أظهرت عمليات رصد إضافية باستخدام عمليات حسابية هندسية(ابيكس) أن العدد الحقيقي لهذه المجرات المكونة للنجوم ربما كان أعلى ثلاث مرات".
أرسل تعليقك