فتاة القطار
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

فتاة القطار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فتاة القطار

فتاة القطار
القاهرة -سورية 24

في رحلتي نحو المجهول، ولا غرابة بذلك فجميعنا لا ندرك أن القدر الذي نرمي عليه حلم الخلاص من اثقال الحاضر أو الماضي ليس سوى ما تبقى لنا من عمر مجهول الملامح، وغموضه هو ما يجعلنا نحيا على أمل أنه قد يحقق لنا في المستقبل بعض الأمور التي لم ننجح في تحقيقها سابقاً ويعطينا القدرة على الصمود والمثابرة على أمل تحقيقها. تلك الأهداف التي نطمح لها او المشاعر التي لم يسبق أن شعرنا بها

وخلال سيري نحو مصيري صادفت في طريقي فتاة صغيرة تقف عند كل عصرٍ تنتظر القطار. وما أن يصل، تسرع هاربة غير مهتمة بنظرات الناس التي تنهشها من الفضول في محاولة اكتشاف لغز فتاة الانتظار والهروب.

وأنا مثلهم، لدي حب الوصول إلى الحقيقة أو نوع من حب الاكتشاف، اسئلة كثيرة كانت تدور في رأسي: ما هو سر هذه الفتاة؟ ولما تنتظر القطار؟
في اليوم التالي، عدت إلى نفس المكان، انتظرتها وإذ بها تصل مسرعة      وكأنها خائفة من أن يفوتها موعد وصول القطار.

وما أن وصل حتى أسرعت الخطوات مبتعدة ولاذت بالفرار. لحقت بها، وفجأة رأيتها تدخل من باب مقبرة قريبة وترمي بجسدها الهزيل باكية على قبر.

 اقتربت منها وأمسكت بكتفها فنظرت إلي، أنا الغريبة الفضولية وأخذت تكلمني بصوت متقطع عن مزايا والدها الراحل. قالت إنها تنتظر يومياً موعد عودته بالقطار لكن حين يصل خالياً تفرّ هاربة.

 عانقتها ثم أمسكت بيدها وأخذتها حيث موقف القطار وقلت لها أنظري كمّ الأشخاص الذين يصعدون وينزلون يومياً من هذا القطار، رغم ذلك نحن لا نراهم ولا يتركون أثراً لكن ذلك لا ينفي حقيقة أنهم احياء. أما الآن أغمضي عينيك وحاولي أن تشعري بخطى والدك المتجهة نحونا، الأحباب يا صغيرتي لا يغيبون هم يستوطنون قلوبنا وأرواحنا يخلدون فيها إلى الأبد. موتهم ليس سوى انعدام رؤية وقد تكون عملية سطو للقلب على العين سالبة منها حاسة النظر.

وأكثر ما افرحني أن بعد أيام عدت إلى المحطة لأجد فتاتي، فتاة القطار واقفة أمام طيف والدها مبتسمة واثقة.

وقد يهمك أيضا" :

رئيس دار الأوبرا يُعلن تفاصيل فعاليات الدورة الـ27 لمهرجان الموسيقى العربية

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتاة القطار فتاة القطار



GMT 13:31 2021 السبت ,06 شباط / فبراير

من شعر الكميت بن زيد والأعشى

GMT 15:32 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

أقوال ساخرة

GMT 14:08 2021 الثلاثاء ,02 شباط / فبراير

أبيات من شعر حافظ ابراهيم

GMT 14:52 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أبيات من الشعر اخترتها للقارئ

GMT 14:53 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 15:17 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تجنب اتخاذ القرارات المصيرية أو الحاسمة

GMT 14:56 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أحوالك المالية تتحسن كما تتمنى

GMT 16:42 2020 الأحد ,01 آذار/ مارس

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 08:55 2019 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

موسكو تعلق على "موت" المفاوضات بين واشنطن وطالبان

GMT 14:09 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

تبدأ بالاستمتاع بشؤون صغيرة لم تلحظها في السابق

GMT 17:40 2018 الجمعة ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

BMW تعيد السيارات الهجينة من جديد بطرح "E 330 " تعرف عليها

GMT 10:21 2018 السبت ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

"جبهة النصرة" تعلن الحرب على الجيشين الروسي والسوري

GMT 11:33 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش المصري يفتتح مجمعًا حضاريًا متكاملًا في وسط سيناء

GMT 16:56 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

وزير الخارجية البريطاني يلتقي بنظيره السويسري

GMT 21:27 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد بان كيك بالشوكولاتة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24