تسارع منظمات دولية عديدة لمد يد العون للنازحين والمهجرين من ضحايا تنظيم داعش لتسهيل عودتهم لمناطق سكناهم وتأهيلهم لما بعد الأزمة ،
ومن تلك المنظمات الوكالة الاميركية للتنمية الدولية ( USAID) والمنظمة الدولية للهجرة التابعة للامم المتحدة (IOM). حيث أعلن مدير وكالة التنمية الدولية الاميركية، مارك غرين، عن تقديم مساعدة مالية جديدة كجزء من جهود الحكومة الأميركية التي أعلنت على لسان نائب الرئيس مايك بينس لدعم أبناء الأقليات الدينية والعرقية الذين هجروا جراء حملة الإبادة الجماعية ضدهم على يد مسلحي داعش . وقامت الوكالة بمنح هذا التمويل لصالح الخدمات الكاثوليكية للإغاثة وصندوق بولندا للتضامن .
وتقدمت وكالة التنمية الدولية بمنحة قدرها 6,8 مليون دولار لمؤسسة الخدمات الكاثوليكية للإغاثة التي تعمل بالشراكة مع الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية في أربيل لمساعدة العوائل المتضررة بتوفير احتياجاتهم المنزلية العاجلة وتسهيل عودتهم لبيوتهم عندما يكون ذلك ممكنا .
منحة أخرى لوكالة التنمية الدولية وبالتنسيق مع حكومة بولندا ضمن مذكرة تفاهم سيتم توفير 528,500 ألف دولار لصالح مشروع من عدة مانحين لتوفير رعاية صحية نوعية للجماعات المتضررة من انتهاكات داعش لهم . وسيشمل المستفيدون من هذه الرعاية على الأشخاص الذين يعيشون في مخيمات ومواقع أخرى خارج المخيمات في شمالي العراق وكذلك الأشخاص الآخرين غير المنتفعين من المجتعات المضيفة . المبادرة ستمول عيادتين طبيتين ثابتتين مع فريق طبي آخر متنقل .
المساعدة الجديدة هي جزء من تعهد لمساعدة المكونات الاجتماعية المتضررة في العراق والحفاظ على واقع التعدد الديني والمذهبي في البلد . وتعمل الوكالة الدولية للتنمية مع مسؤولين منتخبين وقادة عشائريين ومؤسسات دينية محلية غير حكومية وكذلك القطاع الخاص لمساعدة ابناء الأقليات الدينية والعرقية من ضحايا داعش وذلك لتحسين ظروف معيشتهم وتوسيع فرصهم الاقتصادية وتطوير وتعزيز مشاركتهم الديمقراطية .
وقد بلغت مجموع المساعدات المالية التي تقدمت بها وكالة التنمية الدولية الاميركية لدعم واسناد المكونات المتضررة من ابناء الأقليات الدينية والعرقية في الموصل وما حولها بحدود 380 مليون دولار . وتتضمن تلك المساعدة تمويل مهم عبر مبادرة استجابة انقاذ المتضررين .
منذ إعلان العراق النصر على داعش عام 2017 ما تزال المناطق الأكثر تضرراً تعاني من نقص في الخدمات وقلة فرص العمل وكسب المعيشة فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنى التحتية العامة فيها.
ومن جانبها بادرت المنظمة الدولية للهجرة IOM التابعة للامم المتحدة الى إنشاء ستة مراكز موارد مجتمعية بالشراكة مع المركز المشترك للتنسيق والرصد التابع للحكومة العراقية والشركاء الآخرين في المجال الإنساني من أجل تلبية حاجات العودة للسكان المتضررين وإعادة الاندماج بينهم بصورة أفضل .
اقرأ أيضًا:
قتلى في غارات على ريف إدلب وهجوم على قوات الحكومة السورية في درعا
وضمن هذه الجهد قامت المنظمة الدولية للهجرة بافتتاح مركز للموارد المجتمعية في جلولاء بمحافظة ديالى حيث رحب المركز بعودة 220 ألف نازح الى بيوتهم . ويهدف المركز الى تعزيز فرص إعادة الاندماج الاجتماعي والاقتصادي المستدام من خلال تسهيل تقديم الخدمات للعوائل العائدة فضلا عن العوائل النازحة والمجتمع المضيف. تعمل هذه المراكز على توفير المساعدات والتفاعلات الأساسية لجميع هذه المجتمعات والمؤسسات العامة التي تدعمها من مؤسسات حكومية ووكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى ومنظمات مجتمع مدني .
تشمل أنشطة مراكز الموارد المجتمعية على نشر الوعي بين أفراد المجتمع وتوفير المعلومات اللازمة ، المشورة والتمثيل القانوني وكذلك الأنشطة التعليمية غير الرسمية والاستشارات الخاصة بقضايا السكن والأراضي والملكية وفرص كسب العيش وبناء القدرات والمهارات بالإضافة الى ما يتعلق بخدمات الحماية وخدمات الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي وغيرها من الخدمات الأخرى داخل مناطق التغطية لمراكز الموارد المجتمعية .
نصير عبد الستار ، المدير التنفيذي للمركز المشترك للتنسيق والرصد قال: "تعتبر مراكز الموارد المجتمعية جزءًا مهمًا من جهودنا للتعامل مع ظروف النازحين قبل وبعد عودتهم وضرورة فهم احتياجاتهم وذلك لكي نتمكن من توفير استجابة فعالة وتوفير الخدمات وفرص العمل، وسوف تساعدنا هذه المراكز على وضع آليات لتسهيل العودة الآمنة وإعادة اندماج الفئات السكانية المتنوعة ضمن المكونات المتضررة".
من جانبه قال جيرارد وايت، رئيس بعثة منظمة الهجرة الدولية في العراق ” إن المنظمة الدولية للهجرة هي واحدة من ببين الشركاء الآخرين الذين يعملون على تنفيذ برامج الحماية والصحة وسبل كسب العيش والتعليم من خلال مراكز الموارد المجتمعية . ومن الضروري من خلال التنسيق مع الحكومة أن نواصل عملنا في دعم المجتمعات المتضررة من خلال إيجاد حلول مستدامة لهم مثل ستراتيجيات إعادة الاندماج على المدى الطويل وتوفير الخدمات الأساسية.
وقد جاء افتتاح مركز الموارد الاجتماعية في جلولاء مباشرة بعد افتتاح مركز آخر في بيجي بمحافظة صلاح الدين خلال أوائل الشهر الجاري . وكان الهدف من إنشاء هذين المركزين في بيجي وجلولاء هو لغرض توفير عودة آمنة للنازحين الى مناطقهم ومساعدتهم على إعادة اندماجهم وتعافيهم في مناطق سكناهم الأصلية ، وكان ذلك بتمويل من الاتحاد الأوروبي ، حيث يساهم المشروع في تحسين أداء إدارة الهجرة في العراق ويهدف الى بناء قدرة المهاجرين والنازحين قسراً والمجتمعات المضيفة على التعافي من المصاعب بسرعة .
وقد يهمك أيضا:
التحالف الدولي تجري عمليات لتدمير مركز عبور داعش من سورية للعراق
قوات سورية الديمقراطية قسد تحتل مبان حكومية سورية في الحسكة
أرسل تعليقك