صوّت الفلبينيون في منطقة الجنوب ذات الأغلبية المسلمة، بأغلبية ساحقة، على إقامة منطقة حكم ذاتي جديدة تشمل خمس مقاطعات وثلاث مدن، وهي نتيجة تأمل الحكومة في أن تحل السلام في جزء من البلاد مزقته الحرب، وكذلك معالجة القضايا التي تجذب المجندين إلى جماعات مستوحاة من تنظيم "داعش" المتطرف.
وأعلنت لجنة الانتخابات يوم الجمعة أن استفتاء بانغسامورو، تم التصديق عليه، بعد 4 أيام من التصويت، والذي صوت فيه 1.6 مليون شخص بنعم، بينما صوت 250 ألف شخص بلا.
وسيعقد تصويت آخر في 6 فبراير/ شباط، للسماح لمزيد من المدن والقرى بالانضمام إلى المنطقة التي تتمتع بالحكم الذاتي.
وأنهى الاستفتاء العام صفقة سلام وقّعتها الحكومة مع جبهة تحرير مورو الإسلامية، في العام 2014، حيث تعهد المتمردون بإنهاء الانتفاضة الانفصالية التي استمرت لنحو 30 عامًا، وأسفرت عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، في مقابل الحصول على حكم ذاتي أوسع.
ورحّب مراد إبراهيم، رئيس جبهة التحرير، بالانتصار لكنه قال إنه يعلم أن العمل الحقيقي من أجل سلام دائم قد بدأ للتو.
وأضاف"نرى ذلك تحديًا ضخمًا، لأننا كوننا ثوريين سنتحول إلى حكام، سيكون ذلك صعبًا للغاية، لأن الكثيرين منا لم يكونوا أبدًا في الحكومة."
اقرا ايضَا:
دوتيرتي يؤمن بديلا للعاملات الفلبينيات العائدات من الكويت
وستوسع المنطقة التي تحمل اسم "بانغسامورو" سلطات وموارد وأراضي منطقة الحكم الذاتي في مينداناو المسلمة، كما ستتلقى مبلغ يقدر بنحو 1.3 مليار جنيه إسترليني، كمنحة لتعزيز التنمية في منطقة يوجد بها أعلى معدلات الفقر في الفلبين.
وستشمل بانغسامورو مناطق أرمنيا الأساسية من ماغوينداناو، ولاناو ديل سور، وباسيلان، وسولو، وتاوي تاوي.
وصوتت مدينة كوتاباتو، التي رفضت مرتين الانضمام إلى منطقة الحكم الذاتي، في استفتاءات سابقة، بنعم هذه المرة، بمعدل هامش ضيق أكثر من أي مكان آخر، حيث 36.682 موافق إلى 24.994 رافض.
وانتشرت الاحتفالات على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من ليلة الإثنين، حين أشارت الحسابات غير الرسمية إلى انتصار التصويت بنعم، في جميع أنحاء جنوب الفلبين، مما أثار الآمال في إنهاء عقود من العنف، وكانت هناك موجة من الهجمات الأخيرة من قبل المسلحين المرتبطين أو الذين يستحون الهجمات من تنظيم "داعش"، بما في ذلك حصار مدينة مراوي في عام 2017.
وأدى انفجار ليلة رأس السنة الجديدة إلى مقتل شخصين وإصابة العشرات في مدينة كوتاباتو، وفي الليلة التي سبقت الاستفتاء، ألقيت قنبلة يدوية على منزل لمسؤول عام.
ووصفت الحكومة يوم الاستفتاء بأنه سلمي نسبيًا، على الرغم من أنه تم الإبلاغ عن بعض المشاجرات خارج مراكز الاقتراع، وقد تجاوز الإقبال نسبة 85 ٪، وفقا ل جيمس جيمينيز، المتحدث باسم لجنة الانتخابات.
وستحدد خطوتان حاسمتان نجاح أو فشل المنطقة الناشئة حديثًا، وهما الحكم والتسريح، حيث سيعين الرئيس رودريغو دوتيرغ، السلطة الانتقالية في بانغسامورو، للحكم حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2020، ميعاد إجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد، ومن المتوقع أن يسيطر على السلطة الانتقالية 80 عضوًا من مرشحي جبهة التحرير، وثانيا، وستسرح جبهة التحرير قواتها التي يتراوح عددها بين 30 إلى 40 ألف فرد، مقابل المساعدة الاجتماعية والمعيشية.
قد يهمك ايضَا:
عمليات قصف مدفعي تترافق مع اشتباكات تخرق الهدنة التركية الروسية مجدداً
- إزالة حواجز لمخابرات الجيش السوري في الغوطة الشرقية واعتقال ضباط منها
أرسل تعليقك