سقطت ثلاثة صواريخ من أصل خمسة استهدفت مساء الأحد المنطقة الخضراء وسط بغداد، داخل حرم السفارة الأميركية مباشرة، وأصاب أحدها المطعم في وقت العشاء، بحسب ما أكد مصدر أمني لوكالة "فرانس برس"، وبدوره أكد مصدر أميركي لقناتي "العربية" و"الحدث" سقوط صواريخ داخل حرم السفارة الأميركية في بغداد.وأشار مصدر إعلامي إلى تحليق كثيف للطيران الأميركي في سماء بغداد وبالقرب من السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء إثر الهجوم. كما أكد هبوط مروحيات داخل مطار سفارة أجلت عدد من المصابين اللذين وقعوا بالهجوم.
وفي نفس السياق، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مسؤول عراقي رفيع تأكيده إصابة شخص واحد على الأقل بجروح، ولم يتضح بعد إن كان مواطناً أميركياً أو موظفاً عراقياً يعمل في البعثة.وتعرضت البعثة الدبلوماسية الأميركية لهجمات صاروخية عدة خلال الأشهر الأخيرة، لكن هجوم الأحد، وهو الثاني خلال أسبوع، كان في وقت أبكر من المعتاد. وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها عن إصابة مباشرة.
الولايات المتحدة تدعو لليقظة
وقد دعت الولايات المتحدة الأحد العراق إلى حماية المنشآت الدبلوماسية الأميركية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في بيان "ندعو حكومة العراق إلى الوفاء بالتزاماتها لحماية منشآتنا الدبلوماسية".وأضاف: "منذ أيلول/سبتمبر وقع أكثر من 14 هجوماً من جانب إيران والميليشيات المدعومة إيرانياً ضد موظفين أميركيين في العراق".وتابع المتحدث: "لا يزال الوضع الأمني متوتراً، وما زالت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران تُشكل تهديداً. لذلك، نبقى يقظين".
من جهته، أبلغ السفير الأميركي في العراق رئيس الوزراء عادل عبد المهدي استنكار بلاده الشديد لقصف مبنى السفارة.وقد استهجن عبد المهدي، في بيان صدر عنه مساء الأحد، استهداف السفارة الأميركية في بغداد في وقت سابق من الأحد، مؤكداً أن هذه الأعمال "مدانة وخارجة عن القانون".وأكد عبد المهدي أن "هذه الأعمال تضعف الدولة وتمس بسيادتها وبحرمة البعثات الدبلوماسية الموجودة على أرضها".
واعتبر أن "استمرار هذا التصرف الانفرادي اللامسؤول يؤدي إلى الإضرار بالمصالح العليا للبلد وعلاقاته بأصدقائه ويحمل البلاد كلها تبعات وتداعيات خطيرة".وأضاف: "الحكومة تؤكد التزامها بحماية جميع البعثات الدبلوماسية واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك".وأهاب عبد المهدي بـ"بكل القوى الخيرة والمسؤولة الوقوف مع الحكومة بتنفيذ التزامات العراق لإيقاف مثل هذه الأعمال وكشف فاعليها وتحميلهم المسؤولية".
وكشف أنه أمر القوات العراقية "بالانتشار والبحث والتحري لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات"، وباعتقال من أطلق هذه الصواريخ "لينال جزاءه أمام القضاء".وشدد عبد المهدي على أن "هذه التصرفات قد تجر العراق ليكون ساحة حرب خصوصاً في وقت بدأت فيه الحكومة بإجراءات تنفيذ قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الاجنبية من البلاد".ونفت مصادر مقربة من الزعيم االشيعي العراقي، مقتدى الصدر، الدعوة للتظاهر، الأحد، ضد الوجود الأميركي في البلاد.
وفي وقت سابق، أفاد بيان منسوب إلى مكتب الصدر، أنه يدعو لمظاهرات، الأحد، في بغداد ومدن عراقية أخرى ضد السفارة الأميركية.وأضاف البيان: "ندعوكم، الأحد، إلى وقفة احتجاجية ضد السفارة الأميركية وأذنابها ممن تجاسروا على" الصدر.والسبت، اعتبر محتجو العراق، السبت، أن الصدر غدر بهم. وفي بيان شديد اللهجة ضد الزعيم العراقي الشيعي، اعتبرت اللجنة التنسيقية للتظاهرات أنه خان "الأحرار" في إشارة إلى المتظاهرين.
كما أكدت اللجنة "أن متظاهري العراق لم يخرجوا إلى الساحات بفتوى دينيّة أو تغريدة صدريّة"، داعية الصدر ألا يراهن وأنصاره على نفاد صبر المحتجين.إلى ذلك، اتهمت التنسيقية زعيم التيار الصدري بركوب موجة الحراك، ومحاولة استغلاله. وأكدت أن المتظاهرين باقون في الساحات حتى تحقيقِ المطالب، مشددة على أنهم "لن يكونوا ورقة على طاولة المتاجرة السياسية كما فعل الصدر"، بحسب ما جاء في البيان.
وعلى صعيد آخر استأنف الجيش الألماني تدريب قوات عراقية في إقليم كردستان الشمالي، الأحد، بعد حوالي 3 أسابيع من تعليقه في أعقاب قتل الولايات المتحدة لجنرال إيراني بارز في بغداد.وقال الجيش إن قائد القوات الدولية التي تقاتل تنظيم داعش رفع التعليق. واستأنفت ألمانيا التدريب في أربيل، الأحد مع شركائها. وللجيش الألماني حوالي 90 جنديا في أربيل.
هذا ولا تزال مهمة التدريب الألمانية في وسط العراق معلقة، ولم ترد أنباء على الفور ما إذا كانت ستستأنف أم لا.وفي تدبير مؤقت، نقلت ألمانيا 35 جنديا من العراق من قواعد في التاجي وبغداد يوم 7 يناير/ كانون الثاني، وتحول معظمهم إلى الأردن المجاور.واتخذ القرار بعد مقتل قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في 3 يناير/كانون الثاني، بضربة أميركية، ما أثار توترات إقليمية بشكل كبير وصعد أزمة بين واشنطن وطهران.
وقــــــــــــــد يهمك أيـــــضًأ :
متظاهرو العراق يتحدّون الطقس ويواصلون قطع الطرق الرئيسية والجسور
توقعات بتوقف الاحتجاجات في العراق حال تسمية رئيس حكومة مطابق للشروط
أرسل تعليقك