فشلت قمة الرئيسين الأميركي دونالد ترامبوالكوري الشمالي كيم جونغ أون، كما كان متوقعاً لها ، نتيجة لسوء تفسير نياتهما تجاه بعضمها البعض منذ لقائهما الأول في "سنغافورة" في يونيو/حزيران الماضي.
فالرئيس الأميركي ظلّ يركز على ما اعتبره دعماً شخصيا وثيقا للزعيم الكوري. وقال لأنصاره: "وقعنا في الحب... كتب لي رسائل جميله ". لكن يبدو أن هذه الرسائل قد أغضبت ترامب لعدم تقديمها مقترحات ملموسة لما كان كيم سيفعله كجزء من الصفقة.
وكان البيان المشترك الذي صدر عن اجتماع سنغافورة، أكد التزام كوريا الشمالية "بنزع سلاحها النووي من شبه الجزيرة الكورية" ، الذي فهمه ترامب على انه تعهد بنزع السلاح النووي بالكامل. لكن يبدو أن "عبارة نزع السلاح في كوريا الشمالية هي شعار روتيني للنظام يشير إلى نزع فتيل التوترات تدريجيا في شبه الجزيرة ، والقيام على مراحل بازاله الاسلحه المتعددة الأطراف" .
أقرا ايضًا:
طالب أسترالي يروي تجربته الفريدة في كوريا الشمالية
أما من جانب كيم فقد خرج من سنغافورة وهو يفسر سلوك ترامب كدليل على يأسه للتوصل إلى اتفاق، الأمر الذي من شأنه أن يترك معظم ترسانته في مكانها أثناء تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة ورفع العقوبات ، وكل هذه التصورات قد تصادمت بشكل مؤلم في "هانوي" أمس الأربعاء ، حيث اكتشف الزعيمان أنهما "ليسا على وفاق كما أعتقدا" .
وحول فشل القمة ، قال جوزيف يون ، الممثل الأميركي السابق للسياسة الكورية الشمالية في "المعهد الأميركي للسلام": "كان من الواضح منذ البداية أنهما سوف سيختلفان حول مقدار نزع السلاح النووي، وعن مدى تخفيف العقوبات". وأضاف: "كل من كيم وترامب الآن في موقف صعب للغاية ، واعتقد ان ترامب الآن يجب ان يدرك ان نزع السلاح بشكل كامل ، مهما كان ما سيقدمة لكوريا ليس خياراً مطروحاً لدي كيم". وأضاف يون: "ربما كانت صفقة أصغر ممكنة".
بينما قال ، العديد من الخبراء الذين انتقدوا بشدة دبلوماسية ترامب إنهم اعتقدوا أنه فعل الشيء الصحيح برفضه قبول الصفقة التي قدمها كيم في هانوي، التى من شأنها تخفيف العقوبات بالكامل على كوريا الشمالية في مقابل تعهدات منها بإغلاق أقدم وأكبر مجمع للأسلحة النووية في "يونغبيون".
وأيّد جويل ويت ، (وهو مسؤول سابق في وزاره الخارجية ولديه خبرة طويلة في التفاوض مع كوريا الشمالية، وحالياً هو زميل في مركز الفكر المركزي ستيمسون) ، عدم قبول ترامب الأتفاق، وقال: "لم أكن لأوافق على هذا الاتفاق أيضا. اعتقد انه فعل الشيء الصحيح بعدم التوقيع عليها".
كما قال فيبين نارانغ ، وهو خبير في الانتشار النووي من "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" ، انه " من الجيد أن كيم يونغ لم يلتزم بإغلاق مجمع (يونغبيون) النووي ، لأنه إن التزم وخرق هذا الألتزام سيضع نفسة في طريق تصادمي مع الولايات المتحدة".
ورغم عدم وقوع الأتفاق، لم يظهر ترامب أي على رد فعل عنيف ضد كيم لخيبة الأمل المريرة التي واجهها يوم أمس الخميس ، وأوضح أنه "ما زال يؤمن بحسن نية الزعيم الكوري الشمالي ، حتى بعد قضية التعذيب الوحشي والمميت الذي تعرض له الطالب الأميركي أوتو وارمبر في سجن كوري شمالي".
وخشي البعض ، من أن "عدم تخلي كيم عن ترسانته النووية، سيجعل ترامب يلجأ إلى التهديدات التي ساعدت على دفع البلدين إلى شفا الحرب في صيف وخريف عام 2017.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا
ترامب يدرس كل الاحتمالات بشأن مهلة التجارة مع الصين
"تخفيضات ترامب" تُحفّز نمو الدين العام الأميركي لأعلى مستوى
أرسل تعليقك