عشرات مِن المُطالبين بالسلام بإسرائيل مُحاصرون في القدس
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

يحملون لافتات بالعربية مكتوبًا عليها "أوقفوا الاحتلال"

عشرات مِن المُطالبين بالسلام بإسرائيل مُحاصرون في القدس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - عشرات مِن المُطالبين بالسلام بإسرائيل مُحاصرون في القدس

المُطالبين بالسلام بإسرائيل مُحاصرون بالقدس
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد

حُوصر عشرات من المطالبين بالسلام في إسرائيل بإحدى الطرق في القدس الشرقية وهم يحملون لافتات بالعربية والإنجليزية والعبرية والمكتوب عليها "أوقفوا الاحتلال"، وفي مشهد حزين للاحتجاجات في إسرائيل، يختلط فيه كبار السن اليساريون المثقفين ذوي الشعر الأبيض، مع حشد من الشباب الأصغر سنا، ينظر عدد قليل من رجال الشرطة الإسرائيلية إليهم بتعبيرات مملّة، بينما تشل حركة المرور كالمعتاد. يبدو أن الجميع يعرفون بعضهم البعض.

هذا المشهد هو جزء من ما تبقى من ما يسمى بمعسكر السلام الإسرائيلي، الذي يحارب من قبل النظام السياسي الذي يتجه إلى اليمين، حيث تُستخدم كلمة "يساري" و "سلمي" على نطاق واسع كسلاح ضد قطاع دائم الجدل في المجتمع يتزايد تهميشه وانتقاده ووصفه بالخيانة.

في الانتخابات المقبلة، غالبا ما سيتم تجنب قضية الفلسطينيين التي كانت ذات يوم محور التركيز للسياسة الإسرائيلية، حيث وجد استطلاع للرأي أجري في كانون الأول/ ديسمبر، أنه في حين أن أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين يريدون مفاوضات سلام، فإن 75٪ منهم متأكدون أنها ستفشل. وقالت معهد إسرائيل للديمقراطية "Israel Democracy Institute" الذي أجرى الاستطلاع، إن قضية السلام "اختفت بالكامل تقريبا من الخطاب العام الإسرائيلي".

أقرأ ايضَا:

الجامعة العربية تدين تفريق الشرطة الاسرائيلية اعتصام رهبان اقباط في القدس

يقول أحد المتظاهرين، بيبي جولدمان، وهو يهودي أرجنتيني هاجر إلى إسرائيل عام 1976، منذ ذلك الحين ومن القطاع اليساري: "لسوء الحظ، نحن أقلية صغيرة"، مضيفا: "بعد سنوات من المحاولات الفاشلة، يسأل الكثير من الإسرائيليين أنفسهم عما إذا كان السلام، ناهيك عن إقامة دولة فلسطينية، ضروريا في الوقت الذي يتم فيه إغلاق غزة تماما، واحتلال الضفة الغربية، وازدهار الاقتصاد".

لم يعد الرجل البالغ من العمر 67 عاما يحتج لإقناع الإسرائيلين بالسلام، لقد جاء لأسباب محدودة ولكن ملموسة - كإسرائيلي، مع الحقوق الإضافية بموجب القانون الذي يتتبعه، حيث يمكنه أن يقف كدرعا بشريا للفلسطينيين الذين يواجهون عمليات إخلاء قسرية أو هجمات من المستوطنين.
على الرغم من مهاجمة المستوطنين له، يواصل نشاطه كل يوم جمعة ويخرج للاحتجاج، كما أوضح: "نحن نعيش مرة واحدة فقط. لن أستطع أن أغفر لنفسي إذا تركت كل هذا يحدث وانا مكتف الأيدي".

في العديد من الأيام، يقف الجندي الإسرائيلي السابق يهودا شاؤول، الذي يبلغ من العمر 37 عاما، في مقدمة حافلة تتجول في الضفة الغربية لإظهار كيف يبدو الاحتلال للإسرائيليين والزوار الأجانب، حيث يناضل شاؤول من خلال المنظمة التي أسسها "Breaking the Silence" أو "كسر الصمت"، والمؤلفة من قدامى المحاربين، للكشف عن حقيقة سيطرة إسرائيل على الحياة الفلسطينية.

ثقافة شاؤول موسوعية، ويبدو أنه يعرف تاريخ كل مستوطنة في البلاد - البالغ عددهم أكثر من 140 مستوطنة تقريبا و600 ألف من السكان - وكيف ومتى تم تأسيسها وكيف تؤثر كل واحدة على الفلسطينيين الذين يعيشون فيها.

عندما اطلق شاؤول مؤسسة "كسر الصمت" لأول مرة بعد الانتفاضة الثانية العنيفة للفلسطينين، يقول شاؤول إن مؤسسته كانت "مهيمنة" موضحا: "إنها تضم أصواتا ناقدة، لكنها أصوات جاءت من مؤسسة القوات المسلحة.. لقد حصلنا على الحق في التحدث علنا"، لكن بعد عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صفقات مع القوميين المتدينين في عام 2015 لتشكيل الحكومة الائتلافية الأكثر يمينا في تاريخ البلاد، نمت سلطة القوى المؤيدة للمستوطنات.

ومنذ ذلك الحين تصاعدت الهجمات على مؤسسة "كسر الصمت"، وكان هناك محاولات متعمدة لإحراق مكاتبهم، بالاضافة إلى تسلل الأشخاص الذين يعملون سرا مع الحكومة إلى المنظمة كما أطلق قانون لحظر التحدث عما ينادي به المنظمة في كل مكان حتى المدارس.

كاتب العمود
تقول عميرة هاس والتي عاشت في المناطق الفلسطينية، أولا في غزة والآن في الضفة الغربية، منذ عام 1993، ككاتبة إسرائيلية: "يجب عليك الإقامة في المكان الذي تكتب عنه" مضيفة إن إنهاء الحكم العسكري الإسرائيلي لمدة 51 عاما لا يمثل مشكلة في هذه الانتخابات، لأن جيلا جديدا "يعتبر هذه الحقيقة نهاية طبيعية".

وتوضح هاس: "هناك جيلا جديدا لا يزال يفهم وجود تناقض بين صورة إسرائيل الذاتية باعتبارها مستنيرة وتقدمية وليبرالية وديمقراطية، وفي نفس الوقت تقوم بالاحتلال.. لدينا جيل يعرف كيف كانت الحياة قبل بدأ الاحتلال في 1967. " كما تقول: "إنهم من الطبقة المتوسطة العليا، ومن الأذكياء، ومن الجيش، ومن يعملون في التكنولوجيا المتقدمة"، وكما نجحت حركة المستوطنين في أن تصبح قطاعا مهما في المجتمع، فإن فكرة ضم مساحات شاسعة من الأراضي التي أخذوها، أصبحت بسرعة فكرة سائدة، وتضيف هاس: "لم يعد هناك معسكرات مؤيدة أو معادية للسلام في إسرائيل، فقط هناك معسكر واحدا للفوز ".

ويعد يوسي بيلين، الوحيد من بين الأربعة الذين شغلوا مناصب في الحكومة، وهو الأكثر تفاؤلا. كان جزء كبير من حياته السياسية التي دامت ثلاثة عقود في حزب العمل الموالي للدولتين، ولكن أيضا في حزب ميرتس، الذي يعارض بشدة الاحتلال. كلا الطرفين في انخفاض الآن. في التسعينيات، كان جزءا من محادثات سرية في النرويج أدت إلى اتفاقات أوسلو، وهي إطار لإبرام اتفاق سلام توقف في النهاية، يقول: "هناك شعور عام بأنه لا يوجد شيء يمكننا فعله".

يبقى عدد قليل مثله في البرلمان الإسرائيلي حيث تركت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، أحد أبرز دعاة السلام في البلاد، السياسة هذا الشهر بعد أن أشارت استطلاعات الرأي إلى أن حزبها الصغير لن يدخل البرلمان مجددا. وفي كلمتها التي أعلنتها بعد ذلك، قالت ليفني إن السلام أصبح "كلمة لا تمثل شيئا الآن".

تقول بيلين، البالغة من العمر الآن 70 عاما، إنها وعدت بمغادرة السياسة وهي في الستين من العمر للسماح لحشد أصغر سنا بأن يقدموا أفكار جديدة، لكن هل كانت ستتقاعد إذا كانت أيديولوجيتها المؤيدة للسلام أكثر نجاحا؟ إنه سؤال جيد. والذي ردت عليه بـ"ربما لا"، ومع ذلك، فهي تنكر أن السلام خارج الخطط التي يتم مناقشتها، مضيفة أنه جزء أساسي من النفس الإسرائيلية.

وقد  يهمك أيضَا:

الادعاء العام الإسرائيلي بصدد توجيه تهمة الفساد لـ"نتنياهو" رسميًا

الاحتلال الإسرائيلي يهدم مغسلة سيارات في بيت صفافا جنوب القدس

 
syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشرات مِن المُطالبين بالسلام بإسرائيل مُحاصرون في القدس عشرات مِن المُطالبين بالسلام بإسرائيل مُحاصرون في القدس



GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا

GMT 12:21 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حرب تغني لسيد درويش والشيخ إمام في دار الأوبرا

GMT 22:12 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على أرقام الهلال على ملعبه قبل الكلاسيكو السعودي

GMT 15:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قتلى وجرحى من "قسد" بهجمات في ريف دير الزور

GMT 13:14 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تُفجر مفاجأة لفعالية "الأسبرين" في محاربة "كورونا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24