كشفت وسائل إعلام عراقية وأميركية، الأحد، عن تفاصيل جديدة تتعلق باستهداف زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، في عملية نفذها الجيش الأميركي وأدت –على ما يبدو- إلى مقتله.وذكرت مصادر أمنية عراقية أن 8 مروحيات أميركية استهدفت في الساعات الأولى من اليوم الأحد مقر أبو بكر البغدادي في قرية باريشا في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.وأكدت مصادر عسكرية أميركية أن عملية استهداف البغدادي أسفرت أيضا عن مقتل مرافقه و8 أشخاص آخرين، وأن العملية استغرقت ساعة و30 دقيقة.
در المخابرات العراقية في الاستهداف
وقال التلفزيون العراقي الحكومي، "إن المخابرات العراقية ساعدت في تحديد مكان زعيم تنظيم داعش، ونقلت رويترز عن مصادر عراقية قولها إنها تلقت تأكيدات من داخل سوريا بمقتل البغدادي".
وأعلن التلفزيون العراقي أنه سيبث لقطات مصورة للغارة الأمريكية التي نُفذت في سوريا، وقيل إن البغدادي قُتل فيها.
وبينما ذكرت مصادر أميركية أن البغدادي قتل في غارة جوية أميركية بإدلب في سوريا، قالت مجلة نيوزويك الأميركية أن البغدادي فجر نفسه بحزام ناسف بعد فشله في الهرب من حصار القوات الأميركية لمكان إقامته في سوريا.
وكان مسؤول أميركي، اشترط عدم ذكر اسمه، قد قال لـ"رويترز" في وقت سابق، "إن البغدادي استُهدف في عملية أثناء الليل، لكنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت العملية ناجحة".
وقال قائد أحد الفصائل المسلحة في محافظة إدلب إنه يُعتقد أن البغدادي قُتل في غارة بعد منتصف الليل شاركت فيها طائرات هليكوبتر وطائرات حربية في قرية باريشا قرب الحدود التركية، كما وقع اشتباك على الأرض خلالها.
وذكر مصدران أمنيان عراقيان لـ"رويترز" أن العراق تلقى تأكيدًا من مصادر في سورية بأن زعيم تنظيم داعش قُتل.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلي، في وقت متأخر السبت، إن ترامب يعتزم الإدلاء "ببيان مهم" في البيت الأبيض الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (1300 بتوقيت غرينتش)، ولم يذكر المتحدث تفاصيل أخرى عن فحوى بيان ترامب. وكان ترامب قد كتب في تغريدة في وقت سابق: "شيء كبير للغاية حدث للتو".
"القوة الخاصة" التي استهدفت "البغدادي"
تعد القوة الأميركية الخاصة "دلتا فورس"، المعروفة رسميا باسم فرقة العمليات الأولى، إحدى وحدات المهمات الخاصة في الجيش الأميركي، التي تركز أساسا على مكافحة الإرهاب.
وكان لهذه القوة دور كبير في العديد من العمليات الحساسة التي قام بها الجيش الأميركي من بينها مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2011، وأخيرا مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
وذكرت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع، أن الجيش نفذ عملية استهدفت أبو بكر البغدادي، السبت، في المكان الذي يختبئ داخله في محافظة إدلب شما غربي سوريا.
وعلى الرغم من أن مهمة القوة "دلتا فورس" مكافحة الإرهاب، فإنهات تشارك أيضا بشكل خاص في قتل أو اعتقال أفرارد خطرين أو تفكيك خلايا إرهابية، بالإضافة إلى عمليات إنقاذ الرهائن.
وتشترك القوة الخاصة "دلتا فورس" في مهام سرية مع وكالة الاستخبارات المركزية، كما تنشط في مجال حماية الشخصيات الهامة، لا سيما خلال زيارتها للبلدان التي تشهد اضطرابات.
وتخضع القوة الخاصة "دلتا فوري" للرقابة التشغيلية من قيادة العمليات الخاصة المشتركة، على الرغم من أنها مدعومة إداريا من قيادة العمليات الخاصة للجيش الأميركي.
وتأسست القوة "دلتا فورس" عام 1977 من قبل قائدها الأول، العقيد تشارلز بيكويث، مع التهديد المتزايد للإرهاب في جميع أنحاء العالم، وذلك بعد سنوات من العمل مع الخدمة الجوية البريطانية الخاصة في هذا المجال.
وتم تكليف بيكويث بتشكيل الوحدة الجديدة، واختيار أفرادها من مجموعات داخل الجيش، بعد أن اتضحت الحاجة إلى قوة ضاربة تكون دقيقة داخل الجيش الأميركي.
ومن أبرز المهام التي قامت بها القوة "دلتا فورس"، عملية "مخلب النسر" في عام 1980، التي نفذت من أجل تحرير الرهائن الأميركيين داخل السفارة الأميركية في طهران، إلا أن العملية فشلت إذ قتل 8 أميركيين وتدمير طائرتين.
كما ساهمت القوة في الحرب في أفغانستان عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، وكان لأفرادها دور كبير في هزيمة وتفكيك حركة طالبان في أفغانستان.
ترامب يستعد لـ"بيان مهم"
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد كتب في تغريدة في وقت سابق "شيء كبير للغاية حدث للتو"، مشيرا إلى أن الكلمة ستكون عند الساعة 13:00 بتوقيت غرينيتش.
ومن المتوقع أن يدلي ترامب ببيانه في غرفة استقبال البيت الأبيض، حيث سبق وأدلى بعدد من الإعلانات المهمة.
واستخدم هذه الغرفة الأسبوع الماضي لإعلان أن وقف إطلاق النار بين تركيا والأكراد في سوريا صامد.
ويعد البغدادي، واسمه الحقيقي، إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري، من أكثر المطلوبين في العالم، لا سيما من الولايات المتحدة، التي تقود تحالفا ضد التنظيم المتشدد في العراق وسوريا.
ورصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار أميركي لمن يدلي بأي معلومات تسهم في الوصول إلى البغدادي، وكذلك زعيم القاعدة أيمن الظواهري.
"نهاية متوقعة" لمتطرف شغل العالم
ولطالما كان زعيم تنظيم "داعش" المتطرف أبو بكر البغدادي، هدفًا ثمينًا لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، منذ ظهور اسمه وبزوغ نجمه على الساحة الدولية.
ويعد أبو بكر البغدادي، واسمه الحقيقي، إبراهيم عواد محمد إبراهيم علي محمد البدري، المولود في مدينة سامراء شمالي بغداد عام 1971 لأسرة متوسطة، من أكثر المطلوبين في العالم، ورصدت الولايات المتحدة مبلغ 25 مليون دولار أميركي مقابل رأسه.
وحصل البغدادي على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم شهادتي الماجستير والدكتوراة في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية عامي 1999 و2007 على التوالي.
وفي أعقاب الغزو الأميركي عام 2003، الذي أطاح الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، نشط البغدادي في العراق، كما احتجزته القوات الأميركية لاحقا في معتقلي أبو غريب ومعسكر بوكا، حيث قام بنشر الأفكار الإرهابية وتجنيد أتباعه خلال هذه الفترة.
وانضم البغدادي في بداية الأمر، إلى تنظيم القاعدة في العراق، حيث صعد نجمه بين صفوف المتشددين، إلا أنه ساهم في انشقاق تنظيم داعش عن القاعدة.
وأعلن البغدادي في ربيع عام 2013، أن "جبهة النصرة" التي كان يتزعمها هي جزء من تنظيم داعش في العراق، وأطلق عليه اسم "تنظيم داعش في العراق والشام".
وحينما طلب زعيم تنظيم القاعدة الأم، أيمن الظواهري، من البغدادي منح "النصرة" استقلالها، رفض الأخير، وفي فبراير عام 2014، أعلن الظواهري قطع كل علاقات القاعدة بتنظيم داعش.
وبدأ تنظيم داعش في قتال "جبهة النصرة"، وعزز من قبضته على شرق سوريا، حيث فرض البغدادي قوانين صارمة، وبعد أن عزز معقله في شرق سوريا، أمر البغدادي رجاله بالتوسع في غرب البلاد.
وسيطر "داعش" في يونيو عام 2014، على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، وبعد أيام، ألقى البغدادي، الملقب بـ"الشبح"، على الملأ خطبة في مسجد النوري الشهير في مدينة الموصل شمالي العراق عام 2014، وبعدها لم يعثر له على أثر.
ومنذ إعلان سقوط داعش في مارس 2019، راجت تقارير عدة خلال السنوات الماضية بشأن مصير البغدادي، فمنها ما ذكر أنه أصيب خلال المعارك، ومنها ما ذكر أنه قتل، لكن أي من هذه التقارير لم يتم التأكد من صدقيتها، لا سيما مع تشتت التنظيم إلى فلول وخلايا نائمة.
لكن كثيرين رجحوا اختباء البغدادي، في صحراء البادية الشاسعة في سوريا، التي تمتد من الحدود الشرقية مع العراق إلى محافظة حمص وسط سوريا، كون ابنه "حذيفة" قتل في صحراء البادية السورية في يوليو 2018، من جراء غارة روسية بصواريخ موجهة، ويعتقدون أن الابن كان رفقة أبيه.
ويعتقد أن البغدادي كان يتنقل رفقة 3 أشخاص، هم شقيقه الأكبر جمعة، وسائقه وحارسه الشخصي عبد اللطيف الجبوري، الذي عرفه منذ الطفولة، وساعيه سعود الكردي.
إلا أن تم الإعلان عن استهدافه في عملية أميركية، أسفرت عن مقتله برفقة عدد من أفراد أسرته.
وقد يهمك أيضا:
كميات من الأسلحة من مخلفات الإرهابيين في بلدة اللطامنة بريف حماة
أرسل تعليقك