كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن "التحالف الدولي يواصل مفاوضاته مع عناصر تنظيم "داعش" المتبقين في القطاع الشرقي من ريف دير الزور، بالتزامن مع قصف نفذته مدفعية التحالف أمس الخميس في محاولة منه للضغط على عناصر التنظيم للرضوخ وإجبارهم على الاستسلام.
وعلم المرصد أن تنظيم "داعش" عمد إلى تقديم وعود للمدنيين المتبقين في آخر مناطق سيطرته، بأنه سيجري تأمين ممر آمن لهم خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة. ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أنه لم يكتفِ الحصار وانقطاع سبل الخروج مما تبقى لتنظيم "داعش" في شرق الفرات، بزيادة مأساة من تبقى من مدنيين هناك، حتى جاء الجوع وارتفاع الأسعار ليزيد من طينة المأساة هذه بلة، إذ حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان من مصادر أهلية داخل مناطق للتنظيم والمقدر مساحتها بنحو 4 كلم مربع، أن المنطقة تشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار ما تبقى من مواد غذائية داخل الجيب المحاصر، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إذ بلغ سعر كيلوغرام السكر أكثر من 10 آلاف ليرة سورية، فيما وصل سعر الكيلو غرام الواحد من مادة الأرز إلى 18 ألف ليرة سورية، وسط ضعف القدرة الشرائية لدى من تبقى، حيث لا يملك الكثير ممن تبقوا المال لشراء علبة حليب أو طعام لهم ولأطفالهم المحاصرين معه.
أما في مسألة الهروب من جيب التنظيم، فقد علم المرصد أن كلفة تهريب الأشخاص تتطلب مبالغ كبيرة تتراوح بين 1500 و3000 دولار أميركي، للشخص الواحد لإخراجهم من الجيب، وفي بعض الأحيان تصل المبالغ لأكثر من 10 آلاف دولار للأجانب الراغبين بالخروج من الجيب، لإيصالهم عبر طرق التهريب إلى منطقة البصيرة، عبر طرق من البادية لا يتواجد فيها عناصر "قوات سورية الديمقراطية"، بينما يزيد المأساة اتخاذ من تبقى من قادة وعناصر في تنظيم "داعش" للمدنيين دروعاً بشرية، بغية عدم قصفهم من قبل التحالف الدولي الذي يتحضر مع قوات سورية الديمقراطية لإنهاء وجود التنظيم في المنطقة بشكل كامل خلال الأيام المقبلة.
اقرا ايضَا:
اغتيال عنصر في "قوات سورية الديمقراطية" بسلاح كاتم للصوت وسط الرقة
وأكدت المصادر الموثوقة من داخل الجيب للتنظيم أن طريق التهريب طويل فضلاً عن الأحوال الجوية السيئة، كما تعمد القوات المنتشرة في محيط الجيب لاستهداف أي تحرك من داخل الجيب نحو خارجه، حيث أن بعض العوائل اضطرت للعودة إلى الجيب نتيجة استهدافهم، كما فقدت هذه العوائل المبالغ المالية التي كانوا رصدوها لدفعها للمهربين عند إيصالهم إلى الوجهة التي يقصدونها ما يحتم عليهم مصيراً مجهولاً.
وطالب السكان عبر المرصد السوري التحالف الدولي و"قسد" بفتح الطريق أمام الخارجين للوصول إلى المناطق التي يريدون الخروج لها ومن ثم التأكد من هويتهم وانتماءاتهم، حيث أكدوا للمرصد السوري مأساوية الأوضاع وسط مخاوف على حياتهم من قصف للتحالف أو للقوات المحيطة بالمنطقة
المصادر الموثوقة عادت للتأكيد للمرصد السوري أن عشرات الأطفال والنساء والمسنين، أصيبوا بأمراض نتيجة سوء المعيشة والنقص الحاد في الأدوية والأغذية وارتفاع أسعار الموجود منها، فضلاً عن انعدام الرعاية الطبية، ومحاولة التنظيم إبقاء المؤونة لنفسه وعدم تزويد من يتخذهم دروعاً بشرية بها، كما أن المرصد السوري رصد خلال الأيام والأسابيع الأخيرة تصاعداً في أعداد الوفيات جراء تردي حالتهم الصحية خلال فترة انتظارهم للعبور والإيصال إلى "مخيم الحول"، وبعضهم يخرج من الجيب بحالات صحية سيئة.
ووثق المرصد السوري ارتفاع أعداد من قضوا وفارقوا الحياة في مخيم الهول وعلى طريق الموت الواصل إليه، بما لا يقل عن 28 حالة نتيجة البرد والأمراض التي أصيبوا بها والحالة الصحية المتردية ونقص الأدوية والعلاج اللازم خلال عملية التنقل والخروج من جيب التنظيم عند ضفة الفرات الشرقية بريف دير الزور الشرقي، لحين وصولهم إلى مخيم الهول، حيث فارق البعض الحياة مع خروجه من الجيب والبعض الآخر فارق الحياة في الطريق إلى المخيم، في حين من بين المجموع العام 9 فارقوا الحياة جراء أوضاع صحية صعبة عانوا منها داخل مخيم الهول فيما البقية فارقوا الحياة على الطريق وخلال خروجهم من الجيب
وكان وثق المرصد السوري خروج 37085 منذ الأول من ديسمبر الفائت وحتى السادس من شباط / فبراير الجاري، من جنسيات مختلفة سورية وعراقية وروسية وصومالية وفلبينية وغيرها من الجنسيات الآسيوية منذ مطلع شهر كانون الأول / ديسمبر من العام 2018، من بينهم أكثر من 35035 خرجوا من جيب التنظيم منذ قرار الرئيس الأمريكي ترامب بالانسحاب من سورية، من ضمنهم نحو 3400 عنصر من تنظيم "داعش"، القسم الغالب منهم من الجنسية العراقية، ممن جرى اعتقالهم من ضمن النازحين، بعد تعرف السكان عليهم وإبلاغ القوات الأمنية بتسللهم، والقسم الآخر سلم نفسه بعد تمكنه من الخروج من الجيب الأخير للتنظيم.
وكان المرصد السوري أفاد قبل ساعات عن بدء عمليات التحالف الدولي وقوات سورية الديمقراطية الأخيرة، لإنهاء وجود تنظيم "داعش"، في شرق الفرات بشكل كامل، وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد السوري فإن قوات التحالف الدولي أرسلت تعزيزات عسكرية من قواعدها في شرق الفرات، نحو المناطق القريبة من الجبهات مع المنطقة المتبقية للتنظيم، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، وسجل المرصد السوري شريطاً مصوراً يرصد الآليات وهي تتجه عبر الطريق الدولي نحو شرق دير الزور، قادمة من ريف الحسكة، وذلك في إطار التحضيرات التي تجري لبدء العملية العسكرية ضد من تبقى من قادة وعناصر التنظيم، الذين يرفضون الاستسلام ويسعون في الوقت نفسه لإيجاد مخارج نحو ريف دير الزور الشرقي عن طريق مهربين أو إلى الجيب الأخير للتنظيم في غرب الفرات، ضمن البادية السورية في شمال السخنة، عبر عمليات تسلل من خلال نهر الفرات إلى الضفاف الغربية للنهر.
مجموعة من "حراس الدين" تستهدف سيارة لـ"هيئة تحرير الشام"
وفي محافظة حلب، رصد المرصد السوري توتراً في القطاع الجنوبي من الريف الحلبي، بين "هيئة تحرير الشام" وتنظيم "حراس الدين". وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد فإن مجموعة من حراس الدين أقدمت على إطلاق النار على سيارة لهيئة تحرير الشام في منطقة تل حدية بريف حلب الجنوبي، بعد مشادة كلامية بين الطرفين، الأمر الذي أدى الى إصابة اثنين من تحرير الشام.
وكان المرصد السوري نشر ليل أمس الأول، أنه لا تزال حالة الفلتان الأمني مستمرة في الظهور في إدلب ومحيطها والأرياف المتصلة بها من المحافظات الثانية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان تفجيراً عند دوار الجرة في مدينة إدلب، لا يزال الغموض يلف أسبابه وطبيعته وأهدافه، في الوقت الذي جرى الحديث عن تفجير عبوة ناسفة في مبنى بالمدينة، ما تسبب بأضرار مادية، ولم ترد معلومات عن الخسائر البشرية الناجمة عن التفجير إلى الآن.
ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال 9 أشهر من العمليات متفاوتة العنف، مقتل 449 في أرياف إدلب وحلب وحماة، منذ الـ 26 من نيسان / أبريل الفائت من العام الجاري 2018، تاريخ بدء تصاعد الفلتان الأمني في المحافظة.
القوات السورية تنفذ تستهدف 6 بلدات في ريفي إدلب وحماة
رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان عمليات قصف صاروخي نفذتها القوات الحكومية السورية مساء الخميس، ضمن المنطقة منزوعة السلاح في إطار الخروقات المستمرة للهدنة الروسية – التركية، حيث قصفت أماكن في تلمنس وحيش وتل عاس بالقطاع الجنوبي من ريف إدلب، وأماكن أخرى في كفرزيتا ولطمين وحصرايا بالريف الشمالي لحماة، دون معلومات عن خسائر بشرية. ونشر المرصد السوري منذ ساعات، أنه رصد خروقات متجددة من قبل القوات الحكومية السورية طالت مناطق سريان الهدنة الروسية التركية. وفي التفاصيل التي حصل عليها المرصد فإن القوات الحكومية السورية قصفت مناطق في محيط بلدة اللطامنة، ضمن القطاع الشمالي من الريف الحموي، كما استهدفت القوات الحكومية السورية أماكن في منطقة التح في الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، ما أدى لأضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية.
ونشر المرصد السوري قبل ساعات أن القوات الحكومية السورية استهدفت بالقذائف الصاروخية مناطق في محيط بلدتي جرجناز وتلمنس وقرية معرشمارين بريف معرة النعمان الشرقي بالقطاع الجنوبي الشرقي من إدلب، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في بلدة تلمنس، في حين تشهد بلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، قصفاً متجدداً من قبل القوات الحكومية السورية، ما أسفر عن أضرار مادية.
كما استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة الواقعة في الريف الشمالي لحماة، ترافق مع اشتباكات في محور تل مصيبين شمال حلب، بين الفصائل العاملة في المنطقة من جهة، والقوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل ساعات أنه شهدت بلدة التح الواقعة في الريف الجنوبي الشرقي من إدلب، قصفاً صاروخياً من قبل القوات الحكومية السورية، أسفر عن إصابة عدة مواطنين بجراح، بالتزامن مع قصف مدفعي متجدد من قبل القوات الحكومية السورية، على مناطق في محيط بلدة اللطامنة وقرية الصخر بريف حماة الشمالي، ضمن المنطقة منزوعة السلاح، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية حتى اللحظة، ويندرج القصف السابق ضمن الخروقات المستمرة لمناطق هدنة الروس والأتراك السارية في محافظات حلب وحماة وإدلب واللاذقية، ومناطق بوتين- أردوغان المنزوعة السلاح
ورصد المرصد السوري صباح الخميس، عمليات خرق جديدة طالت مناطق سريان الهدنة الروسية التركية، حيث استهدفت القوات الحكومية السورية مناطق في قريتي الجيسات والصخر ومنطقتي كفرزيتا واللطامنة، بريف حماة الشمالي، كما استهدفت القوات الحكومية السورية بالرشاشات الثقيلة أمان في محيط بلدة سكيك في ريف إدلب الجنوبي، في حين رصد المرصد السوري استهداف الفصائل الإسلامية لبلدة محردة التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية ويقطنها غالبية من المواطنين من أبتاع الديانة المسيحية، في الريف الشمالي الغربي لحماة، ما تسبب بأضرار مادية، في حين لم ترد إلى الآن معلومات عن سقوط خسائر بشرية، جراء عمليات القصف المتبادلة والخروقات التي طالت مناطق سريان الهدنة الروسية التركية.
كما وثق المرصد السوري استشهاد ومقتل 214 على الأقل خلال تطبيق اتفاق بوتين – أردوغان هم 68 مدنياً بينهم 26 طفلاً و9 مواطنات استشهدوا في قصف من قبل القوات الحكومية السورية والمسلحين الموالين لها واستهدافات نارية وقصف من الطائرات الحربية، ومن ضمنهم 3 استشهدوا بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل، و65 مقاتلاً قضوا في ظروف مختلفة ضمن المنطقة منزوعة السلاح منذ اتفاق بوتين أردوغان، من ضمنهم 14 مقاتلاً من "الجهاديين" و23 مقاتلاً من "جيش العزة" قضوا خلال الكمائن والاشتباكات بينهم قيادي على الأقل، قضوا في كمائن وهجمات للقوات الحكومية السورية بريف حماة الشمالي، و81 من القوات السورية والمسلحين الموالين لها.
وقد يهمك ايضَا:
إيران تُرسل "قوات حفظ سلام إلى إدلب و حلب بناء على طلب الحكومة السورية
خروقات متبادلة للهدنة الروسية التركية على الأراضي السورية
أرسل تعليقك