يلتف السوريون كسياج منيع حول وطنهم وقت المحن لزيادة القوة والمنعة، ويتصرفون في الشدائد كرجل واحد يضم معطفه بقوة إلى صدره والرياح العاتية تحاول خلعه عن جسده، وأهالي الفيحاء وأبناء الفرات العظيم والجزيرة السورية وغيرهم من أبناء الوطن الغيارى تتجمد الكلمات في حناجرهم غضبا وحنقا من هذا العدوان الثلاثي على وطنهم ويزيدهم ألما أنه عدوان بأموال ومباركة أنظمة عربية وفي مقدمها آل سعود الوهابي.
ولم تتعب تلك الحناجر من ترديد عبارات النصر والصمود فإيمانهم بوطنهم وجيشهم وقائدهم يزيدهم أملا بأن النصر قريب على الإرهاب وداعميه، ولطالما ترفع السوريون عن كل ما شغلهم عند المحن ويصبحون كجسد واحد وعلى قلب رجل واحد وتحت راية الوطن وإيمانهم راسخ كالجبال بأن النصر آت والعدوان زائل والحياة مستمرة بإرادة أبناء الوطن.
وأهالي دمشق الفيحاء الذين رصدوا تصدي الجيش العربي السوري لصواريخ العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي وسجلوا على جوالاتهم آلاف المقاطع المزينة بلهيب المضادات الأرضية وهي تفجر صواريخ العدوان اعتبروا أن العدوان الأميركي لم يفاجئهم لأن الولايات المتحدة طالما ناصبت الدول المستقلة صاحبة السيادة العداء.
وعبر عدد من المواطنين الذين التحقوا بأعمالهم منذ الصباح الباكر كعادتهم عن بهجتهم وهم يرون المضادات الأرضية للجيش العربي السوري تسقط صواريخ الرئيس الأميركي الذكية كما وصفها معيدين إلى الأذهان ذكريات انتصار حرب تشرين التحريرية، حيث اعتلوا أسطح الأبنية السكنية كما فعلوا فجر اليوم لمشاهدة الصواريخ السورية وهي تسقط طائرات العدو الإسرائيلي.
وعلى رائحة القهوة والشاي في أحد مقاهي دمشق القديمة حيث رواده من كبار السن الذين يتغنون بذكريات جميلة عن تاريخ سورية الحديث المزين بانتصارات الجيش العربي السوري وهم يؤكدون أن هذا العدوان الغاشم لن يجدي نفعا للدول الغربية فالسوريون أصحاب إرادة قوية وتاريخ مجيد وحضارة عريقة لن يفل بهم الحديد والنار فالجيش ومن خلفه أبناء الوطن لن يرضخوا للعدوان مهما اشتد والنصر على أعداء الوطن قريب بفضل تضحيات الشهداء والجرحى ووعي السوريين وقوة الجيش العقائدي وحكمة القيادة وشجاعتها.
والمدنيون الذين يسكنون في الأحياء المجاورة لساحة الأمويين وغيرهم ممن سارعوا إلى القدوم إلى الساحة بعيد انتهاء العدوان ببضع دقائق عبروا عن تحديهم للعدوان بصدور عارية وهمم تطاول أعنان السماء مؤكدين أن ترامب المجرم وآل سعود وجميع الأنظمة الخليجية والدول التي وقفت مع العدوان وساندته لن يستطيعوا التأثير على فرحة النصر بتحرير الغوطة الشرقية من الإرهاب، لافتين إلى أن أدوات الدول المعادية لسورية من الارهابيين والمرتزقة إلى زوال بفضل بطولات الجيش العربي السوري الذي يحقق الانتصارات على امتداد مساحة الوطن.
وفي أقصى الشرق السوري حيث مدينتا دير الزور والحسكة تعيشان الأمن والأمان بعد اندحار الإرهاب عن معظم مناطق المحافظتين رصد المراسلون فرحة الأهالي بفشل العدوان وبصمود الجيش وتصديه لصواريخ الغدر والهمجية المغلفة بلبوس المدنية والتقدم. والأهالي الذين انطلقوا إلى أراضيهم وأعمالهم كالعادة منذ ساعات الصباح الباكر عبروا عن غضبهم من هذا العدوان الغاشم الذي جاء لحرف الأنظار عن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية التي تدعمهم دول العدوان أميركا وفرنسا وبريطانيا، مؤكدين أنهم على استعداد لقتال أعداء الوطن إلى جانب الجيش العربي السوري وإن لم يبق فيهم غير الرضيع من أبنائهم.
وفي حلب الصمود التي نفضت غبار الإرهاب عن كاهلها، رُصدت شوارعها الحياة اليومية في قلب المدينة والتقت عددا من أهلها الذين خبروا العدوان لسنوات عبر عملاء أميركا وإسرائيل ودول الغرب والخليج المتآمرين والمعتدين على سورية وأبنائها من التنظيمات الإرهابية. والأهالي أكدوا أنهم لا يهابون العدوان ولا تهديدات الرئيس الأميركي الذي يتاجر بدماء الشعوب ويقبض لقاء ذلك مئات الملايين من دول الخليج وخاصة السعودية، لافتين إلى أنهم صمدوا أمام أدواتهم من الإرهابيين واليوم مستعدون مع أبنائهم للوقوف يدا واحدة مع الجيش العربي السوري للتصدي لأي عدوان على سورية بقلوب ثابتة لا تهاب الموت لأن الوطن هو العرض والكرامة والحياة الآمنة.
وفي مدينتي طرطوس واللاذقية حيث الأمل يتجدد دائما مع كل زغرودة أم شهيد وكل ابتسامة طفل لم تكن لولا تضحيات الشهداء عبر عدد من أبناء المحافظتين عن استنكارهم للعدوان الثلاثي الذي أفشله السوريون قبل وقوعه بإصرارهم وإرادتهم على المضي قدما في الدفاع عن وطنهم والاستمرار في ممارسة حياتهم الطبيعية، مهما كلفهم ذلك من ثمن كما عبروا للمراسلين مؤكدين أن إفلاس الولايات المتحدة والدول المرتمية في أحضان سياساتها العدوانية دفعهم لحفظ ماء وجوههم القذرة عبر عدوان موصوف على دولة ذات سيادة.
ولفت عدد من الأهالي إلى أن العدوان يعبر عن ضعف قراءة الإدارة الأميركية والدول التي تتبعها وعن الهرطقة السياسية لها وللأنظمة العربية التي تنفذ أجنداتها الرامية إلى تفتيت المنطقة. وأشار الأهالي إلى أنهم قدموا الشهداء في سبيل الوطن واليوم لن يثنيهم عدوان أو تهديد أو وعيد عن الوقوف إلى جانب الجيش العربي السوري في الدفاع عن الوطن حتى تطهير ترابه من دنس الإرهاب وإعلان النصر على أعدائه من التنظيمات الإرهابية وداعميها من الدول الغربية والاقليمية والخليجية.
وكانت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة أكدت في بيان أن عدوانا ثلاثيا غادرا نفذته في الساعة 55ر3 دقيقة فجر اليوم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا عبر إطلاق حوالي 110 صواريخ باتجاه أهداف سورية في دمشق وخارجها وأن منظومات دفاعنا الجوي تصدت بكفاءة عالية لصواريخ العدوان، وأسقطت معظمها في حين تمكن بعضها من إصابة أحد مباني مركز البحوث في برزة الذى يضم مركزا تعليميا ومخابر علمية واقتصرت الأضرار على الماديات كما أنه تم حرف مسار الصواريخ التي استهدفت موقعا عسكريا قرب حمص وأدى انفجار أحدها إلى إصابة 3 مدنيين بجروح.
أرسل تعليقك