بيروت ـ سورية 24
بدأ رئيس الاتحاد السويسري ألان بيرسيه زيارة رسمية للبنان تستمرّ يومين، استهلها ظهر الإثنين, بمحادثات أجراها مع نظيره اللبناني ميشال عون، توافقا فيها على "ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية التاريخية على مختلف الصعد وتطوير آليات التعاون بين البلدين في المجالات كافة، بما يخدم مصالحهما المشتركة".
وتركّزت المحادثات بشكل أساسي على موضوع النازحين السوريين ومقاربة كل طرف لمسألة عودتهم إلى سورية. وقد شدد بيرسيه على "توفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة".
وجدد عون التأكّيد على "موقف لبنان المتمسك بعودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلدهم"، وترحيبه بـ"المبادرة الروسية التي تصب في هذا الاتجاه".
وطلب من الرئيس السويسري أن "تقف بلاده إلى جانب هذه الخطوة وعدم ربطها بالحل السياسي الذي قد يطول التوصل إليه". وقال إن "لبنان متمسّك بمبادرة السلام العربية وضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني، ومن بينها حق العودة". وأدان عون "قانون القومية الدينية الذي أقره الكنيست الإسرائيلي والذي يتناقض مع مسار التاريخ"، رافضًا أي "مساس برمزية مدينة القدس ومكانتها الإنسانية والدينية الفريدة".
و أكد الرئيس بيرسيه مواصلة بلاده "مساعدة لبنان من خلال دعم السكان المحليين وكذلك النازحين، إلى حين توفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة وبكرامة"، عادًّا أن "المطلوب في هذه المرحلة إظهار نوع من البراغماتية، وإيجاد حلول قابلة للتطبيق والنجاح في الجمع بين الشروط الضرورية لتأمين عودة النازحين في أفضل الظروف وعدم تجاهل التوصل إلى حل سياسي".
وقال الرئيس السويسري: "نحن مقتنعون في سويسرا بأن محادثاتنا الثنائية وتبادل الأفكار المشتركة في غاية الأهمية في هذا الإطار، كما أن الدور الذي يجب على المجتمع الدولي أن يضطلع به هو أيضا مهم". ورأى أنه "من الواجب أن يكون هناك نقاش حول المبادرة الروسية المتعلقة بعودة النازحين، والمكان الوحيد الذي يجب أن يجرى فيه هذا النقاش هو داخل المؤسسات الدولية".
وقال بيرسيه عن مبادرة عون الداعية إلى جعل لبنان مركزًا لحوار الأديان والحضارات"جهوزية سويسرا لتعميق البحث بشأنها مع لبنان ولدينا مصلحة للقيام بذلك"، مشيرًا أن "التوافق مع الرئيس عون على تعميق المحادثات بشأنها على المستوى الثنائي، ومن ثم نرى ما المبادرات التي يمكن أن ندعمها في هذا الاتجاه على الصعيد متعدد الأطراف".
و انتقل بيرسيه إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وجرى بحث العلاقات الثنائية والتعاون البرلماني بين البلدين، وتناول التطورات في لبنان والمنطقة وموضوع النازحين السوريين.
وكشف بري بعد اللقاء أنه "جرى نقاش بمنتهى الجدية بشأن العلاقات اللبنانية - السويسرية، واستعرضنا الكثير من التاريخ والأمور المتلائمة بين لبنان وسويسرا منذ عام 1983 حتى اليوم". وقال: "كانت هناك مواقف بشأن موضوع النازحين وضرورة أن يكون التعاطي بهذا الموضوع من قبل لبنان، لأنه يخفف أعباء كثيرة عنه عدا عن العلاقات السويّة المفروض أن تكون دائماً بيننا وبين السوريين"، مشيرًا إلى "وجود نقاش بشأن مواضيع عدة منها ما يتعلق بالعلاقات البرلمانية بين البلدين". أضاف بري "أعتقد أن 95 في المائة إن لم يكن أكثر من السوريين الموجودين في لبنان باتت مناطقهم محررة، ومع ذلك نحن لا نلزم أحدا (بالعودة) لكن علينا أن نتساعد نحن والدولة السورية على العودة".
أرسل تعليقك