أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المفاجئة إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، بالتقدم «الهائل» الذي تحقق في سوريا، التي تشهد نزاعاً منذ عام 2011، كما أعلن الناطق باسم الكرملين الثلاثاء، ومن المنتظر أن يزور الرئيس الروسي، اليوم الأربعاء، مدينة إسطنبول، للمشاركة في مراسم افتتاح خط أنابيب «السيل التركي» الذي سينقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر تركيا.
وقال ديمتري بيسكوف كما نقلت عنه وكالات أنباء روسية، «خلال محادثاته مع الأسد، لفت بوتين إلى أنه اليوم، يمكن القول بثقة إنه تم اجتياز طريق هائل نحو إعادة ترسيخ الدولة السورية ووحدة أراضيها»، وذلك خلال أول زيارة للرئيس الروسي إلى العاصمة السورية منذ بدء الحرب. ونقل بيسكوف عن الرئيس الروسي أيضاً قوله إنه «كان يمكن أن نرى بالعين المجردة عودة الحياة بسلام إلى شوارع دمشق».
وأضاف أن «الرئيس السوري عبر له عن امتنانه للمساعدة التي قدمتها روسيا والجيش الروسي في المعركة ضد الإرهاب ومن أجل عودة السلام إلى سوريا»، مشيرا إلى أن الأسد قدم التمنيات لروسيا أيضاً بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي المصادف في 7 يناير /كانون الثاني.
عن مضمون اللقاء، قال بيسكوف إن «الرئيسين استمعا إلى تقارير حول الوضع في مختلف مناطق البلاد». وسيزور الرئيس الروسي عدة أماكن أخرى خلال زيارته دمشق.
وبحسب الصور التي نشرها صحافيون روس على وسائل التواصل الاجتماعي، فإن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو كان حاضرا إلى جانب بوتين.
في القاعة الأولى، ظهر بوتين مع شويغو وإلى جانبهما الأسد ووزير الدفاع السوري علي عبد الله أيوب يتابعون عرضا عسكريا من قبل قائد القوات الروسية، وظهر في الصور الكثير من الضباط الروس. وفي القاعة الثانية، ظهر الأسد ووزير دفاعه وكاتب محضر على طاولة حوار مقابل الرئيس بوتين متوسطا أربعة ضباط روس.
وأعلنت حسابات الرئاسة أن بوتين وصل «دمشق في زيارة التقى خلالها الرئيس الأسد في مقر تجميع القوات الروسية» في العاصمة.
ونشرت صورة للأسد وهو يصافح بوتين وجلس قربهما ضباط روس. وأوردت أن الرئيسين «استمعا إلى عرض عسكري من قبل قائد القوات الروسية العاملة في سوريا».
وهنأ الأسد الضباط والعسكريين الروس بمناسبة عيد الميلاد، معرباً «عن تقديره وتقدير الشعب السوري لما يقدمونه من تضحيات إلى جانب أقرانهم من أبطال الجيش العربي السوري».
وقدّم بوتين بدوره التهاني لقواته العاملة في سوريا بمناسبة عيد الميلاد، بحسب المصدر نفسه، وسبق لبوتين أن زار سوريا في ديسمبر (كانون الأول) 2017، لكن زيارته اقتصرت حينها على قاعدة حميميم الواقعة على الساحل السوري غرباً، التي تتخذها روسيا مقراً لقواتها.
وتعد روسيا أحد أبرز حلفاء الحكومة السورية إلى جانب إيران، وقدمت لها منذ بداية النزاع في عام 2011 دعماً دبلوماسيا واقتصاديا، ودافعت عنها في المحافل الدولية، وخصوصاً في مجلس الأمن الدولي، حيث منعت مشاريع قرارات عدة تدين النظام السوري. واستخدمت روسيا حق النقض (فيتو) 14 مرة ضد مشاريع قرار حول سوريا، كان آخرها في ديسمبر (كانون الأول) ضد مشروع قرار قدمته الكويت وألمانيا وبلجيكا لتمديد المساعدة الإنسانية للأمم المتحدة عبر الحدود لأربعة ملايين سوري لمدة عام، وتريد موسكو خفضها.
وساهم التدخل الروسي منذ سبتمبر (أيلول) 2015 بقلب ميزان القوى في النزاع لصالح الجيش السوري، ومكنه من تحقيق انتصارات عدة في مواجهة الفصائل المعارضة وتنظيم داعش على حد سواء.
قد يهمـــك أيضـــا:
عميد متقاعد: هذا هو “الأمر الأخطر” الذي ناقشه بوتين في زيارته المفاجئة إلى دمشق
جانب من محادثات بوتين والأسد في مقر تجمع القوات الروسية في دمشق
أرسل تعليقك