الكاتب البريطاني روبرت فيسك يؤكد أن محايدة لبنان ورطتها في الحرب السورية
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أشار الكاتب أنهم خارج الأحداث لتجاهل تهديدات إسرائيل

الكاتب البريطاني روبرت فيسك يؤكد أن محايدة لبنان ورطتها في الحرب السورية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الكاتب البريطاني روبرت فيسك يؤكد أن محايدة لبنان ورطتها في الحرب السورية

الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك
لندن - كاتيا حداد

نشر الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، مقاله في صحيفة "الإندبندنت"، وتحدث عن تورط لبنان في الحرب السورية، رغم عدم المشاركة الفعلية بها، قائلًا" في مواجهة الغزو المحتمل من بريطانيا وألمانيا في عام 1940 وعزمها على البقاء محايدة، طلبت الحكومة الأيرلندية في دبلن من أحد كبار وزرائها صياغة مذكرة بشأن كيفية البقاء خارج الحرب العالمية الثانية، حيث كان رده بليغ ولكن قاتم يقوله" إن الحياد هو شكل من أشكال الحرب المحدودة"، وهذا ما فعلته لبنان، فطوال سبع سنوات، كانوا يتوسلون ويصلون ويهتفون للبقاء خارج الحرب السورية المجاورة، لتجاهل تهديدات إسرائيل، واحتضان سورية الشقيقة، وتحذيرات أميركا، وتوسلات روسيا، وإغراءات إيران، أعتقد أنك يجب أن تكون موهوبًا بشكل خاص لكي تبتسم بشكل مبهج، وبسيط، وبشجاعة، وبكرامة، وبضجر، في كل مكان حولك تفلت منه".

اللوم يقع على اللبنانيين

وأضاف "عندما يكون لبنان بلا حكومة لمدة شهر، تعرف أن اللوم يقع على اللبنانيين"، هذا ما قاله لي صديق على القهوة في بيروت هذا الأسبوع، "عندما يكون لبنان بدون حكومة لمدة ثلاثة أشهر، تعرف أن الأجانب متورطون"، لقد صمدت الجيوش في لبنان لآلاف السنين، يتعانق اللبنانيين مع سورية المنتصرة حديثًا، كما أنهم مهددون من قبل إسرائيل، محذرون من قبل الأميركيين، محتضنون من قبل الروس، ويحملون الحب الأبدي من الإيرانيين الذين يدفعون ويسلحون ميليشيا حزب الله اللبنانية، وكل ذلك مع ديون وطنية بقيمة 80 مليار دولار، 1.5 مليون لاجئ سوري، وخفض الكهرباء كل يوم بدون استثناء منذ عام 1975."

حكومة سعد الحريري

وأشار فيسك "إنه درس في كيفية أن تكون صغيرًا وأن تبقى آمنًا وتعيش في خوف، إن حكومة تسيير أعمال سعد الحريري، في الواقع الحكومة اللبنانية السابقة للانتخابات والحكومة المقبلة ، كل وزير تم اختياره في ظل نظام البلاد الطائفي المسيحي المتعصب، والتي تبنت سياسة "الانفصال" عن الصراعات الإقليمية، "الانفصال" هو نسخة من الحيادية، حيث يدعي الجميع تقريبًا من الأميركيين إلى الإيرانيين والاتحاد الأوروبي أن لبنان متحد في الحب المتبادل، وأنه أكثر استخدامًا من تدميره في إعادة إحياء الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، وبالطبع، فإن الاتحاد الأوروبي يبدد الأموال على الدولة اللبنانية المفلسة، لأنه لا يريد أن يتدفق المزيد من اللاجئين إلى أوروبا".

حياد لبنان يحميها من نفسها

ولفت "الحقيقة أن حياد لبنان يحميها من نفسها، يتلقى السنة تمويلًا هائلًا من السعوديين، الذين يكرهون الإيرانيين وحزب الله والشيعة اللبنانيين، ورئيس الوزراء اللبناني السني سعد الحريري يحب السعوديين، أو بالأحرى يجب أن يحب السعوديين، لأنهم يدعمون رئاسته للوزراء ولأنه يحمل الجنسية السعودية، ويعتقد السعوديون أنه سيقدم عطاءاتهم، وقد يتذكر القراء خطف الرئيس الحريري في الرياض العام الماضي وظهوره أمام التلفزيون السعودي "لاستقالة" من رئاسته للوزراء إلى أن أنقذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من براثن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأطلق سراحه إلى باريس ، حيث إن الحريري كونه حاملًا لجواز سفر انتقائي، فهو أيضًا مواطن فرنسي."

المسيحيون اللبنانيون

وأوضح "المسيحيون اللبنانيون، كما هو الحال دائمًا منقسمون، الرئيس ميشال عون لا يزال يدعم الرئيس السوري بشار الأسد، والباقي يخشون من "تدخل" سوري آخر في لبنان، بينما يقول حزب الله أنه إذا ضربت إسرائيل إيران ، فإن الحرب بين الميليشيات الشيعية وإسرائيل سوف تستأنف في الجنوب، تهدد إسرائيل حزب الله بشكل منتظم، ولا يزال الدروز بقيادة وليد جنبلاط ينتظرون تدمير الأسد، حاول أن تشرح كل ذلك للرئيس الأميركي دونالد ترامب، على كل حال، قبل عام واحد فقط، أشاد الرئيس الأميركي بالحريري لأنه في الصف الأمامي لمحاربة حزب الله، ولكن  لا يدري على نحو سيء أن الحريري المسكين يجلس إلى جانب وزراء حزب الله في الحكومة اللبنانية، وبالتالي، فإن الأميركيين والسعوديين يحافظون على حثهم المستمر وغير المجدي للبنان على أن حزب الله الشيعي يجب نزع سلاحه وتفكيكه واندماجه مع الجيش اللبناني".

الدعم الأميركي

وذكر "إذن يستمر الدعم الأميركي في الوصول إلى نقطة معينة، قبل شهرين فقط، كان قائد الجيش اللبناني جوزيف عون في واشنطن لمناقشة التعاون في مكافحة التطرف، وبعد أشهر فقط من قيام جنوده وحزب الله بالمساعدة في طرد الإسلاميين من عرسال في شمال شرق لبنان، أعطى الأميركيون الجيش اللبناني أربع طائرات هجومية خفيفة من طراز "A-29 Super Tucano"، وهي قوية بما يكفي لإطلاق النار على تنظيم داعش، ولكن ضعيفة بما يكفي بحيث لا تشكل تهديدًا على إسرائيل، تصل المساعدات العسكرية الأميركية إلى لبنان إلى 70 مليون دولار في العام  مقارنة بمبلغ 47 مليار دولار على مدى 40 سنة إلى الجيش المصري، الذي لا يستطيع حتى قمع انتفاضة داعش الحالية في سيناء".

توقف الأسلحة الأميركية عن الوصول إلى بيروت

وأكد "ستتوقف الأسلحة الأميركية عن الوصول إلى بيروت، وهو ما أوضحه الأميركيون، حال أتت  اللحظة التي يميل فيها اللبنانيون إلى العروض الإيرانية، كما أن الإيرانيون، مع اقتصادهم المتهالك، عرضوا على بيروت المزيد من المال  إلى جانب الأسلحة والمساعدات الزراعية والصناعية، بعد الاتفاقيات العسكرية والدفاعية الجديدة مع سورية، والدور الإنتاجي الذي ستلعبه في إعادة الإعمار في سورية بعد الحرب".

التخلص من مخيمات اللاجئين السوريين في جميع أنحاء لبنان

وقال "تعد هذه أخبار جيدة للرئيس عون ووزير خارجيته جبران باسيل، الذي يصادف أنه صهر عون، حيث يريدان التخلص من مخيمات اللاجئين السوريين في جميع أنحاء لبنان والمساعدة في استعادة التطبيع مع سورية، لكن كان هناك الكثير من الاعتراضات من الأوروبيين والأمم المتحدة، الذين سيضطرون إلى المشاركة ويريدون التأكد من أن اللاجئين لا يتعرضون إلى صفع في السجن لحظة عبورهم للحدود وأكثر من أي شيء آخر يريدون تجنب "التطبيع" "مع سورية ما بعد الحرب تحت حكم الأسد."

السوريون يريدون استئناف علاقاتهم "الشقيقة" السابقة مع لبنان

وأضاف "في غضون ذلك، يريد السوريون استئناف علاقاتهم "الشقيقة" السابقة مع لبنان وهم غير صبورين حال مقاومة اللبنانيون، خصوصًا الحريري، سورية ومع انقطاع التيار الكهربائي الهائل داخل البلاد، تقدم بالفعل الكهرباء إلى لبنان، وكان اللبنانيون مسرعين لسماع أن الحكومة السورية استعادت السيطرة فقط على الموقع الحدودي السوري الأردني في نسيب، من المؤكد أن هذا سيعيد فتح المعبر البري الوحيد للصادرات اللبنانية إلى الأردن والخليج، ولكن أدلى سفير سورية في بيروت، علي عبد الكريم علي، بتصريح ملائم هذا الأسبوع، قائلًا "الأعداء يبحثون الآن عن طرق لوضعهم كبرياءهم جانبا، لذا" وهنا كان يشير إلى لبنان "ماذا عن البلد الشقيق الذي تقع حدوده البرية مع سورية، بالإضافة إلى فلسطين المحتلة؟"، وأضاف علي"سورية بالطبع بحاجة إلى لبنان، لكن لبنان يحتاجها أكثر". "

تقارير مؤلمة لمعسكر الحريري

وأوضح "ثم جاءت تقارير غير مؤكدة ولكنها مؤلمة لمعسكر الحريري المؤيد للسعودية أنه في الوقت الذي يستطيع فيه اللاجئون العائدون عبور نقطة نسيب الحدودية، فإنه لم تكن مفتوحة بعد للشاحنات اللبنانية التي تحمل صادرات البلاد من الخضر والفاكهة".

احتياج السعوديون إلى لبنان

واختتم بقوله "إذن إذا كان لبنان بحاجة إلى سورية أكثر من حاجة سورية إلى لبنان، أفترض أن لبنان بحاجة إلى أميركا أكثر من أن أميركا بحاجة إلى لبنان، لكن إيران تحتاج إلى لبنان أكثر من حاجة لبنان إلى إيران، ويحتاج السعوديون إلى لبنان، لأنهم يستطيعون استخدام الحريري كرأس للسنة ضدّ محور حزب الله الشيعي السوري، وبالتالي إلحاق الأذى بالشيعة الإيرانيين، واللبنانيون مع ديونهم البالغة 80 مليار دولار، يحتاجون إلى السعوديين، والروس من المؤكد أن أسطولهم يبحر من مدينة طرطوس الساحلية السورية، ولا يحتاج إلى أحد، ربما كان ذلك الوزير الأيرلندي، فرانك أيكن، المخضرم في حرب الاستقلال الأيرلندية والحرب الأهلية الأيرلندية، على حق في عام 1940، فالحياد هو شكل من أشكال الحرب المحدودة".

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاتب البريطاني روبرت فيسك يؤكد أن محايدة لبنان ورطتها في الحرب السورية الكاتب البريطاني روبرت فيسك يؤكد أن محايدة لبنان ورطتها في الحرب السورية



GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خضوع ميغان ماركل ووالداتها للوزن بعد عشاء عيد الميلاد

GMT 19:46 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

مسيرة فيتيل مع فيراري حافلة بالأحداث

GMT 12:35 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

الحجاب بطريقة عصرية لشهر رمضا ن القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24