كشفت صحيفة بريطانية عن أن أجهزة الاستخبارات في كينيا، كانت تلقت تحذيرات من أن "حركة الشباب" الصومالية تخطط لشن هجمات إرهابية على أهداف رفيعة المستوى في الدولة الواقعة في شرق أفريقيا، مع بداية العام الجديد، وفقا لمسؤولين أمنيين غربيين وإقليميين.
ونقلت صحيفة الـ"غارديان" البريطانية عن مسؤولين ومصادر أخرى قولهم: إن "التحذيرات تم تمريرها عدة مرات في الأشهر الأخيرة"، مضيفين "أنهم كانوا محبطين لعدم رؤية رد قوي وجهوزية لدى السلطات الكينية".
أقرأ أيضًا : "زايد الإنسانية" تعالج الأطفال والمسنّين في هرجيشا الصومالية
وقامت قوات الأمن الكينية بتطهير مجمع الفنادق والمطاعم والمكاتب في العاصمة "نيروبي"، صباح الأربعاء، بعد أن هاجمه في اليوم السابق أربعة مسلحين من "حركة الشباب"، وهي (منظمة إسلامية متطرفة مقرها الصومال المجاور). وأعلن الرئيس الكيني ، أوهورو كينياتا ، أن الحادث اسفر عن مقتل 14 مدنيا فضلاً عن منفذي الهجوم.
وكانت "حركة الشباب" التي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، شنت سلسلة من العمليات الإرهابية في كينيا في السنوات الأخيرة، وفي عام 2013 ، استحوذت الحركة التابعة لتنظيم "القاعدة" الإرهابي على مركز تجاري فاخر في "نيروبي" ، مما أسفر عن مقتل 67 شخصًا.
وأشارت صحيفة الـ"غارديان" إلى أن التحذيرات ربما ستضع السلطات في كينيا في موقف محرج، والتي تعتبرها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والقوى الغربية الأخرى، "لاعبًا محليًا محوريًا لمكافحة الإرهاب".
وقال مسؤول في المخابرات الكينية إن المعلومات التي تم تمريرها من قبل السلطات الأمنية حول الهجمات المخطط لها، كانت تفتقر إلى التفاصيل، ومع ذلك كانت البلاد في حالة تأهب قصوى منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وأوضح مصدر أمني آخر لوكالة "أسوشيتد برس"، إن "الإرهابيين شتتوا مسؤولي الأمن عن طريق تغيير المواقع المستهدفة".
وشنت حركة الشباب الإرهابية تمرداً على مدى عقد من الزمان لفرض سلطتها المتشددة على الصومال، ورغم أنها أُجبرت على الخروج من المدن الكبرى ، فإنها تسيطر على الكثير من المناطق الريفية الجنوبية والوسطى.
وفي أكتوبر / تشرين الأول 2017 ، أسفر انفجار شاحنة مفخخة تابعة لحركة الشباب عن مقتل أكثر من 500 شخص في العاصمة مقديشو. وغالبًا ما تهاجم الحركة المطاعم والفنادق باستخدام أساليب شبيهة بتلك التي استخدمت في نيروبي.
وقال خبراء إن هجوم الأربعاء يهدف إلى جذب انتباه وسائل الإعلام. وأوضح حسين شيخ علي ، وهو مستشار سابق للأمن القومي في الصومال ورئيس "معهد هيرال" وهو مركز أبحاث مقره مقديشو ، إن "الهجوم الإرهابي يهدف الى جذب إعلامي كبير فعدد الضحايا ليس الهدف الرئيسي".
وأضاف حسين شيخ علي، أن "الهجوم الأخير في نيروبي هو رد أولاً وقبل كل شيء على الغارات الجوية الأميركية". وأضاف: إنهم يرسلون رسالة مفادها أن الضربات الأميركية لم تؤدِّ إلى إضعافهم، كما يعتبر الجيش الأميركي وبعض وسائل الإعلام".
مشيراً الى "الهدف الثاني قد يكون التأثير على الرأي العام في كينيا حيث يتم نشر القوات الكينية في الصومال لمحاربة حركة الشباب".
من جهته، رشيد عبدي، وهو (خبير أمني في نيروبي يعمل مع المنظمة الدولية غير الحكومية لمعالجة الأزمات)، إن "دعاية المجموعة الإرهابية تسلط الضوء باستمرار على الوجود الكيني في الصومال ، لكنها أشارت إلى أن الروابط الدولية تعني أن هناك أجندة أوسع نطاقا تدفع المتطرفين أيضا".
وقد أحبطت الشرطة الكينية عدة هجمات مشابهة لـ"حركة الشباب" على مدى السنوات الأخيرة ، رغم أن العديد من التحقيقات أظهرت أن الفساد سمح للمتطرفين بالتنقل بسهولة عبر الحدود مع الصومال.
ولدى المجموعة بعض الشبكات في كينيا نفسها بشكل أساسي تقدم الدعم اللوجستي والمجندين. ومع ذلك ، غالبا ما يتم جلب المهاجمين من الصومال. كما أن "حركة الشباب" تعاني من بعض المشاكل الداخلية الخاصة ، والتي تتبلور حول نقص الأموال والقوى البشرية التي أجبرتها على فرض ضرائب غير شعبية على المجتمعات المحلية.
كما ان الحركة تمزقها الفوارق الحزبية وتواجه منافسة من تنظيم "داعش" الإرهابي. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع ، وذكرت وسائل الإعلام التابعة لحركة الشباب أن الجماعة قامت بإعدام قائد "داعش" في الصومال.
يذكر أنه في العام الماضي ، كانت "حركة الشباب" هدفاً لحملة مكثفة من الضربات الجوية الأميركية. وقد تسببت هذه الهجمات في وقوع خسائر كبيرة وقتل العديد من كبار القادة في الحركة.
قد يهمك أيضًا :
واشنطن تُعيد "وجودها الدبلوماسي الدائم" في الصومال بعد 28 عامًا على إغلاق سفارتها
أميركا تُعيد "وجودها الدبلوماسي الدائم" في الصومال بعد 28 عامًا
أرسل تعليقك