موسكو ـ حسن عمارة
دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى العمل بما يخدم مصلحة الشعب السوري في إعادة إعمار بلاده، وانطلاقا من الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضي سورية. وقال لافروف قوله أمام اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة الصينية بكين "بالنسبة إلى إعادة بناء الاقتصاد في سورية فإن ذلك سيستغرق وقتا وأنا على قناعة بأنه ينبغي علينا أن نعمل بما يخدم مصالح الشعب السوري وانطلاقا من الاحترام التام لسيادة ووحدة أراضي سورية".
ولفت لافروف إلى أن كلامه هذا جاء من حقيقة أن مجموعة كبيرة من الدول كانت تسعى لتقسيم سورية وتحاول تدميرها وأن الولايات المتحدة ادعت أن هدفها الوحيد من وجودها العسكري في سورية كان طرد الإرهابيين وهزيمة تنظيم "داعش" الإرهابي، ولكن رغم كل مزاعمها ومزاعم الرئيس دونالد ترامب فإنها في واقع الأمر تتمركز على الضفة الشرقية لنهر الفرات دون أن يكون لها أي نية بالمغادرة".
وأعرب لافروف عن أمله بتوضيح الموقف الفرنسي حول التعاون مع روسيا بشأن سورية وقال "آمل جدا بعد الاتصالات مع الزملاء الفرنسيين أن نضفي شيئا من الوضوح على كيفية تعاوننا مستقبلا حول التسوية في سورية مع الالتزام بالقواعد والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة”.
وكان لافروف وصف دعوة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لإبقاء القوات الأميركية في سورية، بأنها "موقف استعماري". وفي موضوع آخر أكد لافروف أن الدلائل على انتشار سياسة التخويف من روسيا واضحة في أعمال ونتائج اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في تورنتو بكندا، مبينا استعداد موسكو للدفاع عن موقفها بصبر بانتظار "أن يدرك شركاؤنا أن مثل هذه السياسة العدائية تجاه موسكو تعد طريقا مسدودا".
وجدّد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تأكيده عدم شرعية وقانونية العدوان الثلاثي الأميركي البريطاني الفرنسي على سورية، مبينا أنه نفذ بناء على مسرحية مفبركة ومزاعم باستخدام الكيميائي في مدينة دوما. ونقل موقع روسيا اليوم عن شويغو قوله خلال اجتماع مجلس وزراء دفاع دول منظمة شانغهاى للتعاون في بكين اليوم: إن مسرحية الأحداث في مدينة دوما بالغوطة الشرقية أدت الى تنفيذ الدول الغربية الثلاث ضرباتها غير الشرعية على أراضي سورية الدولة ذات السيادة.
وشدّد شويغو على ضرورة عدم السماح للارهابيين بالحصول على أسلحة دمار شامل واستخدامها مرارا لأهداف استفزازية وإثارة الفوضى بين السكان المدنيين وتضليل المجتمع الدولي حول حقيقة ما يجري في سورية والمثال الأخير لذلك هو الطابع المسرحي للهجوم الكيميائي المزعوم في مدينة دوما السورية.
ولفت وزير الدفاع الروسي إلى أن الظروف باتت مؤاتية الآن في سورية لاستعادة الاستقرار وعودتها كدولة موحدة لا يمكن تقسيمها، مشددًا على أن هذا الهدف يتطلب بذل الجهود ليس من قبل روسيا فحسب بل والأعضاء الآخرين في المجتمع الدولي.
وحذّر شويغو من امتلاك الإرهابيين في سورية طائرات دون طيار قادرة على الطيران لمسافة أكثر من مائة كيلومتر وما يحمله ذلك من خطر على المناطق المكتظة بالسكان، لافتا إلى أن الإرهابيين عاجزون عن إنتاج أو الحصول على مثل هذه الطائرات دون تلقي المساعدة الفنية من دول متطورة. وأشار شويغو إلى أن إرهابيي تنظيم "داعش" ينتقلون بعد هزيمتهم في سورية والعراق إلى مناطق في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا حيث يتم إنشاء خلايا إرهابية جديدة وعلى سبيل المثال افغانستان التي يزداد الوضع فيها تفاقما.
وبيّن وزير الدفاع الروسي أن الولايات المتحدة تدفع العالم نحو سباق تسلح جديد وترغب في الحفاظ على دور المهيمن في القضايا الدولية باستخدام كل الوسائل بما فيها العسكرية وهي غير مستعدة للتعاون على أساس المساواة حتى مع حلفائها التقليديين. وقال شويغو: إن هذه السياسة تؤكد الحاجة إلى تحقيق تحولات في العلاقات الدولية والانتقال إلى نظام متعدد الأقطاب يتميز بإعادة توزيع مجالات النفوذ والمنافسة الصعبة على القيادة الإقليمية والعالمية.
أرسل تعليقك