لم تكن هناك رغبة لدى لاعبي سان أنتونيو سبيرز وتورونتو رابتورز بالوجود في الملعب بعد معرفتهم بخبر مصرع أسطورة لوس أنجليس ليكرز السابق كوبي براينت عن 41 عاماً في حادث تحطم مروحية، لكنهم استغلوا اللقاء الذي حسمه الضيف الكندي الأحد، في دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، من أجل تكريمه بأفضل ما يمكنهم.
وارتأى الفريقان وفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، أن ارتكاب انتهاك بعدم التسديد حتى مرور الـ24 ثانية المخصصة للهجمة في أول اللقاء الذي جمعهما، سيكون بمثابة تكريم لبراينت الذي ارتدى الرقم 24 في المراحل الأخيرة من مسيرته الأسطورية بعد أن كان يرتدي سابقاً الرقم 8.
ولقي براينت، المتوج بلقب الدوري الأميركي خمس مرات بقميص لوس أنجليس ليكرز، إضافة إلى ذهبيتين أولمبيتين مع منتخب بلاده، حتفه الأحد نتيجة تحطم مروحية كانت تقله في كالاباساس، جنوب ولاية كاليفورنيا.
وعبر لاعب ارتكاز الضيوف الإسباني مارك غاسول عن حزنه الشديد بعد معرفته بالحادث، وصرح قائلاً: «تفكر بعائلته وأصدقائه والوضع الذي يمرون فيه. كل ما تريد فعله هو العودة إلى منزلك من أجل تقبيل أولادك وزوجتك. كل شيء آخر لا يهم في الوقت الحالي».
وكانت ابنة براينت جيانا، البالغة من العمر 13 عاماً، من بين الضحايا التسع الذين سقطوا في الحادث، وقد علم لاعبو سان أنتونيو سبيرز وتورونتو رابتورز بهذا الخبر المفجع قبل ساعة فقط من صافرة بداية اللقاء، وكشف مدرب سان أنتونيو، غريغ بوبوفيتش الذي شاهد فريقه يتلقى هزيمته الخامسة والعشرين في 45 مباراة بعد أن عجز أي من لاعبيه عن الوصول إلى حاجز الـ15 نقطة، أن «الجميع كان متأثراً بشأن المأساة التي حصلت لكوبي. جميعنا يعرف العظمة التي كان عليها كلاعب، لكنه تجاوز حدود اللعب الرائع. لقد كان لاعباً تنافسياً لا مثيل له».
ووصف ما حصل بأنه «شيء مأساوي. لا توجد كلمات يمكن أن تصف كيف يشعر الجميع حيال ذلك. كلنا نفكر في الأسرة والوضع التي تمر به الآن. هذا هو المكان الذي يجب أن تنصب فيه كل أفكارنا»، وبدا التأثر واضحاً على أسطورة سبيرز، تيم دانكن، الذي يعمل حالياً مساعداً لبوبوفيتش، فيما حاول ديمار ديروزن مواساة زميله صانع الألعاب لوني ووكر، رغم أنه شخصياً كان أكثر المتأثرين برحيل براينت لأنه ترعرع في كومبتون، كاليفورنيا، وهو يشاهد أسطورة كرة السلة يقود ليكرز إلى خمسة ألقاب قبل أن يصبح لاحقاً من أعز أصدقائه.
ولدى سؤاله عما يعنيه له براينت، أجاب ديروزن: «كل شيء، كل شيء. كل ما تعلمته كان من كوبي، كل شيء. لو لم يكن كوبي موجوداً، لما كنت هنا، لما أحببت اللعبة، لما تمتعت بالشغف، الاندفاع. كل شيء جاء منه»، من جهته، انهار حارس أتلانتا هوكس تراي يونغ قبل مباراة فريقه ضد واشنطن ويزاردز، وقام بتغيير ملابسه ليرتدي رقم 8 بدلاً من رقم 11 المعتاد تكريماً لبراينت.
وخلال الاستعداد للمباراة، التي سجل فيها 45 نقطة و6 كرات مرتدة و14 تمريرة حاسمة، شوهد يونغ وهو يعانق والدته وينفجر بالبكاء، كما أنه نشر صورة له بصحبة كوبي على حسابه الرسمي على «تويتر» بعد المباراة وعلق عليها قائلاً: «كل الدروس، كل النصائح، كل كلمة قلتها لي... ستظل عالقة بذهني إلى الأبد. شكراً لك كوبي».
وظهر لونزو بول، لاعب نيو أورليانز بيليكانز خلال مباراة فريقه مع بوسطن سيلتك وهو يرتدي حذاء مكتوب عليه «ارقد في سلام يا كوبي»، وفي كولورادو، بدأت مباراة دنفر ناغتس وهيوستن روكتس في ملعب «بيبسي سنتر» بدقيقة صمت، قبل أن يهتف الجمهور «كوبي! كوبي! كوبي!».
وقال أوستن ريفرز لاعب روكتس، بعد خسارة فريقه: «بصراحة، لم أكترث لما حصل. هذا الألم لن يذهب في المستقبل القريب. لا تحتاج أن تكون مشجعاً لكرة السلة لتشعر بالأمر (الحزن)»، وقال الصربي نيكولا يوكيتش لاعب دنفر ناغتس بعد اللقاء: «لم أصدق الخبر. إنه أسطورة هنا، إنه أسطورة في العالم بأجمعه. خسرنا إنساناً عملاقاً، مثالاً يحتذى به. إنها خسارة فادحة للجميع».
وارتدى ملعب «ماديسون سكوير غاردن» اللونين الأصفر والأرجواني الخاصين بالغريم ليكرز تكريماً لبراينت، أثناء مباراة نيويورك نيكس مع بروكلين نتس، وفي فلوريدا، فاز أورلاندو ماجيك على لوس أنجليس كليبيرز، وبدا التأثر كبيراً على دوك ريفرز، مدرب لوس أنجليس كليبيرز، قبيل المباراة قائلاً: «ضحكنا ومزحنا بشأن ذهنية الـ(مامبا)، (لقب اشتهر به براينت نسبة إلى الأفعى العملاقة السامة). كلنا بحاجة إلى هذه الذهنية في الوقت الحالي».
وأعرب مفوض الدوري آدم سيلفر عن حزنه الكبير لوفاة براينت، قائلاً: «عائلة الـ(إن بي إيه) (الرابطة الوطنية لكرة السلة» حزينة للوفاة المأساوية لكوبي براينت وابنته جيانا. على مدى 20 موسماً، أظهر كوبي ما هو ممكناً حين تلتقي الموهبة مع الرغبة الكبيرة للفوز. كان أحد أفضل اللاعبين في تاريخ لعبتنا، محققاً إنجازات أسطورية... ولكننا سنتذكره بشكل أكبر لأنه ألهم الأشخاص من حول العالم لالتقاط كرة سلة والمنافسة بأفضل ما لديهم».
ولم يكن رأي أسطورة شيكاغو بولز مايكل جوردن الذي لطالما شُبِهَ براينت به، مختلفاً عن سيلفر إذ نعى «بلاك مامبا» بالقول إنه سيتم تذكر براينت كأحد أعظم اللاعبين في اللعبة، مضيفاً: «لا يمكن للكلمات أن تصف الألم الذي أشعر به».
وأضاف جوردن المتوج بلقب الدوري ست مرات «أحببت كوبي، لقد كان بمثابة الأخ الصغير بالنسبة لي»، وتكررت هذه المشاعر من قبل العملاق شاكيل أونيل الذي توج بثلاثة ألقاب بصحبة براينت في زمالة شابتها بعض التوترات.
وقال أونيل في حسابه على «تويتر»: «لا توجد هناك كلمات تعبر عن الألم الذي أشعر به جراء كارثة خسارة ابنة أخي جيجي وأخي. كوبي براينت، أحبك وسأفتقدك. تعازي الحارة لعائلة براينت وعائلات الضحايا الذين سقطوا في الحادث. أشعر بالإعياء في الوقت الحالي (من شدة الحزن)»، وبالنسبة لأسطورة بوسطن سلتيكس لاري بيرد فإن «نجم براينت كان مستمراً في الارتفاع يومياً ولم يكن يعرف حدوداً بسبب مواهبه الفكرية والإبداعية الكثيرة ورغبته في رد الجميل للآخرين. كان شغفه باللعبة وعائلته والآخرين واضحاً في كل ما أنجزه».
قد يهمك أيضًا:
جيمس يقود ليكرز للفوز على ميامي هيت في دوري السلة الأميركي
ليبرون جيمس يتجاوز تشامبرلين ويقترب من رقم جوردان
أرسل تعليقك