أنقرة - سورية 24
بدأ الادعاء العام في تركيا التحقيق مع عدد من الروائيين والأدباء، بينهم أشهر روائية في تركيا والحائزة على جوائز عدة، إليف شفق، بتهمة “تناول مواضيع حساسة”.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب اتهامات وحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لروائيين يعالجون مواضيع مثل العنف الجنسي والعنف ضد الأطفال، والتي يعتبرها حزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حساسة بالنسبة للمجتمع التركي، وفقا لصحيفة “أحوال” التركية.
وحسب الصحيفة فإنه بعد مشاركة كثيفة من جانب متصفحي مواقع التواصل لصفحة من رواية الكاتب التركي عبدالله شفقي على “تويتر” في وقت سابق هذا الأسبوع، قالت وزارة الثقافة والسياحة التركية إنها تقدمت بشكوى جنائية ضد الكاتب، وتضمنت الفقرة سردًا أوليًا لاعتداء جنسي على طفل من عيون المتحرشين بالأطفال أنفسهم، وأفادت “أحوال” أن نقابة المحامين في تركيا تقدمت أيضًا بشكوى تطالب الحكومة بحظر الكتاب واتهام مؤلفه وناشره “بإساءة معاملة الأطفال والتحريض على أعمال إجرامية”، وتم احتجاز الناشر فيما بعد، وفقا للصحيفة.
ومنذ ذلك الحين، يتقاسم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع من روايات لكتاب آخرين، بما في ذلك إليف شفاق، والروائية عائشة كولين، مطلقين ضدهم نفس الاتهامات الموجهة لعبدالله شفقي. وأكدت شفاق أنها تلقت العديد من الرسائل المسيئة خلال اليومين الأخيرين، بينما طالب نائب عام بالتحقيق في كتبها، خاصة كتاب “نظرات ثاقبة” الصادر عام 1999 و”بنات حواء الثلاثة” الصادر عام 2016.
وقالت شفق إن السلطات في تركيا تريد التحقيق الآن في أي رواية خيالية تتضمن قصصا عن التحرش بالأطفال، وتابعت: “المفارقة أن هذا بلد لديه عدد متزايد من حالات العنف الجنسي ضد كل من النساء والأطفال، والمحاكم التركية لا تتخذ إجراءات في هذا السياق، والقوانين لم تتغير، لذلك يحتاج البلد إلى اتخاذ إجراءات طارئة للحد من التحرش وليس الأمر بأن تلاحق السلطات الروائيين، إنها مأساة كبيرة، باتت كمطاردة الساحرات”.
يُذكر أنه تمت ملاحقة وتبرئة شفق في 2006 من تهمة “إهانة تركيا”، إثر تحدث إحدى شخصيات رواياتها عن “المجزرة الأرمنية”.
بدورها قالت أنتونيا بيات، مديرة مؤسسة PEN الإنجليزية لحرية القراءة والكتابة، إنها تشعر بقلق عميق بشأن التهديدات التي تتعرض لها شفق، وأوضحت أنه إذا كتبت كاتبة عن هذه المواضيع مثل العنف الجنسي والتحرش الجنسي، فإن هذه الجمل تُستقطع من الكتاب كما لو كنت تدافع عن التحرش الجنسي.
قد يهمك أيضًا:
سيرك ألماني يُقيم عروضًا من دون حيوانات للمرة الأولى في العالم
عبدالله الفيفي يُؤكِّد أن الثقافة "ثروة" والشِّعر "موهبة" لا يُمكن تعلّمها
أرسل تعليقك