رمز النضال الفلسطيني ظريف الطول يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تحوّلت إلى أغنياتٍ ومواويل يُطرب بها السامعون في المناسبات السعيدة

رمز النضال الفلسطيني "ظريف الطول" يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رمز النضال الفلسطيني "ظريف الطول" يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي

ظريف الطول" يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي
رام الله_سوريه24

لطالما ردد الفلسطينيون على طول السنين الماضية حكاية الشخصية التاريخية "ظريف الطول"، التي أضحت مع الوقت جزءً من التراث الوطني لارتباطها بالأرض والدفاع عنها، تلك القصّة ما لبثت إلّا وتحوّلت لأغنياتٍ ومواويل يُطرب بها السامعون في المناسبات السعيدة ومجالس النساء والرجال.

لربما تكون الملامح الحقيقية لتلك الشخصية غير معروفة لدى الكثيرين، لكنّ المؤكد أنّ الجميع يعرف صفاتها التي تكمّلت بالعزة والشهامة والنخوة العربية الأصيلة، الشخص الذي يُنعش القلب عند سماع اسمه، حسب وصف الفلسطينيين، يعود من جديد ويظهر أمامهم على شكل تمثالٍ حديدي جسّده الفنان التشكيلي موسى أبو عصبة باستخدام مهارته الفنية وبعض المعدات البسيطة.

اقرأ أيضا:

"باليك" الروسية تُحيي التراث القديم وتُبدع في إنتاج الأيقونات الدينية والتحف

يقول أبو عصبة، "شهران من العمل واصلت بهما الليل بالنهار منتبهاً لأدق التفاصيل، لأخرج بهذا العمل المتقن، الذي يحمل رمزية ثورية ووطنية لها قيمتها في الشارع الفلسطيني"، موضحاً أنّ تشكيل الشخصية بدأ برسم وتنفيذ "القمباز" الفلسطيني الذي هو بالأساس لباس يتميز به الفلاح، ثم بعد ذلك انتقل لحزام الوسط وما يعتليه من لباس.

ويروي الرجل الخمسيني أنّ بداية الفكرة جاءت من رغبة جامحة بضرورة إعادة إحياء التراث الفلسطيني تشكّلت لديه خلال السنوات الماضية، وقرر تنفيذها من خلال تطويع الحديد والمعادن وموهبته في بناء المجسمات، مبيّناً أنّه اختار البدء بـ"ظريف الطويل" لما تحظى به شخصيته التي عاشت في ثلاثينيات القرن الماضي، تحت حكم الانتداب البريطاني، من عنفوان وحضور شعبي هائل.

وسط قريته التي تدعى برقة، وتقع على مقربة من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، نصب أبو عصبة التمثال الحديدي نهاية الشهر المنصرم وسط حضور شعبي ورسمي. ويشير إلى أنّ طوله متران، وعرضه متر واحد، وعليه ثياب تبدو ثقيلة، ويحمل بيديه شاعوباً (أداة تراثية كانت تستخدم للزراعة)، ويبلغ وزنه 160 كيلو غراماً، واستخدم فيه أجود أنواع الحديد الصلب الذي لا يتأثر بالعوامل الجوية وغيرها.

وفي إجابته على سؤالنا له حول سبب اختيار "ظريف الطول" عن غيره من الشخصيات التاريخية، يقول "تشتهر قريتي بالزراعة، لذا كان لازماً اختيار رمز له علاقة بالأرض والفلاحة"، منبهاً بأنّ التمثال سيعطي القرية قيمة جمالية ومكانة خاصّة بين القرى الفلسطينية، حين يتم نصبه في الوسط، ويتوقع أن تصبح مزاراً سياحياً ومقصداً لكلّ السياح من الداخل والخارج.

"يا ظريف الطول وقف تا قولك... رايح عالغربة وبلادك أحسن لك... خايف يا المحبوب تروح وتتملك... وتعاشر الغير وتنساني أنا"، هي من أشهر الأغنيات التي تناولت تلك الشخصية، كان أبو عصبة يرددها أثناء طرقه بأداة ثقيلة على جانب التمثال في إطار العمل النهائي لإخراجه بأفضل صورة للناس، ويذكر أنّه منذ الطفولة يتمتع بموهبة مميزة في الرسم والنحت، لكنّ هذا العمل هو أول إنجاز متكامل ومهم بالنسبة له.

أبو عصبة عمل ضابطاً في الأمن الفلسطيني، قبل أن يفتتح محددة خاصَة جانب منزله يعمل بها في تشكيل الحديد وصنع المجسمات الفنية المختلفة، يستدرك أنّ عمله هذا أعاد الشغف لعيون الكثيرين من الفلسطينيين الذي يتوقون دائماً لكلِّ ريح يذكرهم بالبلاد التي هجروا منها عام 1948م بسبب اعتداءات العصابات الصهيونية.

ويلفت في نهاية حديثه إلى أنّه يعمل في الفترة الحالية على مجسمٍ للكرة الأرضية، سيُنصب في ميدانٍ آخر داخل قريته، منبهاً إلى أنّ التمثال القادم سيكون للمطربة فيروز التي ناصرت القضية الفلسطينية بأغنياتها ومواويلها.

وحسب الروايات التاريخية، فظريف الطول هو شابٌ ريفيٌّ، يحمل من صفات الجمال الكثير، ومن الخلق الوفير، وكانت الفتيات تتسابق للفت انتباهه؛ لكنّ حياءه كان يمنعه عنهن.

ووفقاً للروايات، فقد شارك الشاب في الثورة ضد الانتداب البريطاني عام 1936م، ومدّ الشباب الثائرين بالسلاح، وحارب معهم في معارك كثيرة، قُتل فيها عدد من أفراد العصابات الصهيونية، إضافة لعدد آخر من الفلسطينيين، آنذاك بحث الأهالي عن جثة ظريف الطول بين الضحايا فلم تكن موجودة، ومن وقتها لم يسمع أي خبر عنه.

وقد يهمك أيضا:

أغاني التراث عن حب الوطن قدمها الفنان أذينة العلي على مسرح معرض دمشق

نورة الكعبي تُشدّد على ضرورة مواكبة الثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمز النضال الفلسطيني ظريف الطول يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي رمز النضال الفلسطيني ظريف الطول يعود من جديد على هيئة تمثالٍ حديدي



GMT 09:46 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 14:20 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

كن دبلوماسياً ومتفهماً وحافظ على معنوياتك

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 17:07 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 12:59 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 04:49 2019 الإثنين ,02 أيلول / سبتمبر

تبحث أمراً مالياً وتركز على بعض الاستثمارات

GMT 08:04 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فخامة الألوان القاتمة في غرف النوم

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

اللاذقية ضبوط تموينية بحق 4 محطات وقود مخالفة

GMT 11:07 2019 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

عمر البشير يُصارع من أجل البقاء وسط احتجاجات تُطالب برحيله

GMT 17:38 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

إطلاق الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في الخرطوم

GMT 05:20 2018 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

كيم كارداشيان و لايفلي تتألقان بالفضي في "فيرساتشي"

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

خضوع ميغان ماركل ووالداتها للوزن بعد عشاء عيد الميلاد

GMT 19:46 2020 الخميس ,14 أيار / مايو

مسيرة فيتيل مع فيراري حافلة بالأحداث

GMT 12:35 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

الحجاب بطريقة عصرية لشهر رمضا ن القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24