القاهره-سورية 24
زُين متحف الفن المصري الحديث في دار الأوبرا المصرية، بلوحات ومنحوتات تمثل واقع الفن التشكيلي المصري بكل تنوعاته ومشاربه وأجياله، والتي جمعها المعرض العام في دورته الـ40، وهو معرض قومي يحتضن أعمال الفنانين المصريين ليسلط الضوء على نبض الحركة الفنية، راصدًا التواشج بين الأجيال.
وضم المعرض أعمال 293 فنانًا، وافتتحته مساء الخميس الماضي، الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية،و خالد سرور، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، بحضور الفنان طه القرني، القوميسير العام وأعضاء اللجنة العليا للمعرض، مع عدد كبير من المثقفين والنقاد والإعلاميين وعشاق الفن التشكيلي من مصر وأبناء الجاليات العربية والأجنبية المقيمة بها.
وقال القرني، حسب ما ذكرت وسائل الإعلام، إن المعرض يعد تجسيدًا لواقع الحركة التشكيلية المصرية، ويمثل تلاقحًا بين أجيال الفنانين حاملا رؤية مستقبلية للفن التشكيلي في مصر، لافتًا إلى وجود مجموعة متميزة من الأعمال الخزفية المستوحاة من التراث المصري، مشيرًا إلى أن المعرض العام سينتقل بعد انتهائه إلى أسوان عاصمة الثقافة المصرية هذا العام، مضيفًا، "تميزت دورة العام الحالي بأنها لم تعتمد على مشاركة الفنانين بدعوات توجه لهم بل تقدم الفنانين الكبار والشباب بأعمالهم التي عرضت على لجنة متخصصة انتهت لتصنيف الأعمال المشاركة مع مراعاة التنوع الذي انعكس في آلية العرض التي حظيت بإعجاب رواد المعرض من النقاد والجمهور والفنانين"، وإلى جانب مشاركة كبار الفنانين التشكيليين المصريين من بينهم، الدكتور أحمد نوار، والدكتور مصطفى الرزاز، شارك عدد كبير من الشباب ومنهم من يشارك لأول مرة.
وبيّنت وزيرة الثقافة المصرية في حديثها للصحافيين، أن المعرض العام هو الحدث الأبرز على خريطة الفعاليات الفنية المتخصصة باعتباره محفلًا لتلاقي الأجيال ومناسبة هامة تلقي الضوء على إبداعات فناني مصر، مشيدة بالمستوى الفني الرفيع للأعمال المشاركة، مؤكدة أن الأعمال المشاركة ترسم ملامح من المناخ الإبداعي للمجتمع المصري، أنه جاري مناقشة إمكانية زيارة المعرض للأقاليم تجسيدًا لمبدأ العدالة الثقافية.
وكان من الأعمال اللافتة في المعرض الممتد عبر 3 طوابق العمل الفني،"أنشودة الهرم" للفنانين عبد الله داوستاشي، وهاني السيد، وهو العمل الذي يجمع ما بين رقة وتجريد الفن الفوتوغرافي وصلادة فن النحت في سميترية بديعة، حيث قدم النحات السكندري رؤية نحتية للهرم عبر استخدام "الحديد الخردة" المطلي باللون الأسود والمطعم باللون الأحمر.
وقدّم المصور الفوتوغرافي، عبد الله داوستاشي، عبر 22 لوحة فوتوغرافية رؤية مبهرة لتفاصيل هذا الهرم، معتمدًا على تقنية التجهيز في الفراغ، وقال داوستاشي إن العمل يجمع بين تقنيات النحت والتصوير الفوتوغرافي، وقد جاء نتاج معارض عدة شاركت فيها مع النحات هاني السيد نتج عنها عدة أعمال مشتركة في معارض بالقاهرة والإسكندرية، لافتًا إلى أن هذا العمل التركيبي يُسلط الضوء على قيمة ورمزية الهرم في الحضارة المصرية وتأثيره المستمر عبر الزمن.
وجاءت أيضا بعض اللوحات تجسد جمال وحروفية الخط العربي برؤى حديثة ومبتكرة، إلى جانب لوحات مستلهمة من التراث المصري العريق، حيث قدم الفنان إيهاب لطفي، لوحة تجسد حضارة النوبة، بعنوان "حاملات الحضارة"، وجاءت تجسد سيدات نوبيات يحملن أواني فخارية بألوان مستوحاة من التراث الفلكلوري للنوبة في تكنيك جديد يبتعد فيه الفنان عن اعتماده على تقنيات النور والظلال في أعماله التي اشتهر بها عن النوبة.
بينما قدم الفنان عمار شيحة عملًا فنيًا مبتكرًا من نفايات وبقايا الحديد، حمل عنوان "أمومة"، وعبر أسلوب التشكيل المجسم استطاع الفنان أن يعبر عن فكرة مليئة بالمشاعر الإنسانية السامية وعلاقة الأم بطفلها عبر مادة صلدة وصعبة التشكيل عصية على التطويع.
وقد يهمك أيضًا:
"اليونسكو" تقرّر إدراج فن "الأراجوز" على قوائم التراث الثقافي العالمي غير المادي
وزارة الآثار المصرية تُعلن استرداد 222 قطعة أثرية من الخارج
أرسل تعليقك