القاهرة -سورية 24
يتواصل العمل في مشروع المتحف المصري الكبير، بميدان الرماية في الجيزة، والمقرر افتتاحه في عام 2020، ونقلت وزارة الآثار قطعا أثرية من المتحف المصري في التحرير لعرضها داخل قاعات المتحف الكبير، بعد ترميمها وتجهيزها للعرض.
واستقبل المتحف الكبير، 614 قطعة أثرية، وسط إجراءات أمنية مشددة وبالتعاون مع شرطة السياحة والآثار وشرطة النجدة، وأوضح أسامة أبوالخير، مدير عام شؤون الترميم في المتحف المصري الكبير، أن «هذه القطع تضم 11 قطعة من مقتنيات الملك توت عنخ آمون، من أهمها أكاليل الملك، ومجموعات متعددة من القطع التي تنتمي إلى عصور تاريخية مختلفة ابتداءً من عصر الدولة القديمة حتى العصور المتأخرة».
وتعد قاعة توت عنخ آمون بالمتحف المصري بالتحرير من أهم القاعات التي يقبل عليها السياح، حيث تجذب مقتنيات الملك الشاب الذهبية زوار المتحف، ومن المقرر أن تكون مقتنيات توت عنخ آمون أهم مقتنيات المتحف الكبير، حيث ستُعرض كاملة للمرة الأولى في قاعة كبيرة صُممت خصيصاً لهذا الغرض، ويبلغ عددها 5398 قطعة أثرية، استقبل منها المتحف الكبير حتى الآن أكثر من 4300 قطعة، من بينها العجلة الحربية. وعقب افتتاح المتحف الكبير سيتحول المتحف المصري بالتحرير إلى متحف يروي تاريخ الفن المصري القديم.
وقال أبو الخير إنه «فور وصول القطع إلى المتحف المصري الكبير تم إيداعها داخل معامل الترميم الخاصة بكل قطعة حسب مادة الأثر، كما حرص فريق العمل على استخدام أحدث الأساليب العلمية خلال عملية تسلم وتغليف القطع، وإعداد تقرير مفصل عن حالة كل قطعة قبل البدء في أعمال الترميم اللازمة لها».
وشكّل نقل وترميم أكاليل توت عنخ آمون «تحدياً كبيراً»، على حد قول عيسى زيدان، مدير عام الترميم الأوّلي بالمتحف، نظراً «لضعفها وشدة جفاف أوراقها، وإصابتها الحشرية وعدم تماسك أوراق وجذوع الأكاليل»، على حد قوله، موضحاً أن «فريق العمل من المرممين تعاملوا معها بكل دقة ومهارة عالية، وقاموا بعمل دعامات خارجية من الفوم الخالي من الحموضة والمبطن بالتايفك وتغطيتها بورق التشيو الياباني ذي النعومة العالية ثم تغطيتها بقماش الكربلين الخالي من الحموضة لمنع الحركة في أثناء عملية النقل، ثم وُضعت الأكاليل داخل صناديق مبطّنة من الفوم المقاوم للاهتزازات واستُخدمت مواد تحافظ على ثبات درجة الرطوبة النسبية في أثناء عملية النقل»، مشيراً إلى أنه «فور وصول القطع الأثرية إلى مركز الترميم بالمتحف المصري الكبير تم إدخال الأكاليل إلى منطقة التعقيم للبدء في العلاج الفوري من الإصابات الحشرية».
ونظراً إلى أهمية قطع توت عنخ آمون ولطول فترة إنشاء المتحف فإن وزارة الآثار كانت تخطط لافتتاح المتحف جزئياً خلال العام الجاري، حيث يتم افتتاح القاعة الخاصة بتوت عنخ آمون فقط، لكنّ اعتراضات الأثريين المصريين أدت إلى إلغاء الفكرة، على أن يتم افتتاح المتحف بشكل كامل عام 2020.
ومن بين القطع التي تم نقلها إلى المتحف الكبير مجموعة من التماثيل الخشبية الأوزيرية، والمغطاة بطبقة من القار الأسود وتماثيل مصنوعة من الحجر الجيري الملون والتي ترجع جميعها إلى عصر الدولة القديمة من أشهرها تمثال سن نفر، أحد كبار رجال القصر الملكي في عصر الأسرة الخامسة، ولوحة من عصر الأسرة 26 للملك بسماتيك الأول صوِّر عليها «أبو الهول».
وقال أبو الخير إن «من القطع الفريدة التي تم نقلها صندوق من الخشب للملك أمنحتب الثاني مغطّى بطبقة من الملاط الأبيض نُقشت عليه خراطيش الملك وكتابات هيراطيقية».
وأوضح عيسى زيدان أنه «تم إجراء أعمال الترميم الأولى لكل قطعة قبل عملية النقل مع مراعاة استخدام المواد والخامات الملائمة للأثر وغير المؤثرة على طبيعته نظراً إلى حساسية تلك القطع».
ومن المقرر أن يضم المتحف المصري الكبير 100 ألف قطعة أثرية. ويقع المتحف على أول طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، بالقرب من أهرامات الجيزة، على مساحة 117 فداناً، وبدأ إنشاؤه في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، حيث وُضع حجر الأساس في عام 2002. ولاستكمال تكلفة المتحف التي كانت تبلغ في بداية المشروع نحو 550 مليون دولار، حصلت مصر على قرض ميسر من اليابان بقيمة 300 مليون دولار، وتعرقل تنفيذ المشروع بسبب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وزادت تكلفة الإنشاء، فتم زيادة القرض الياباني بنحو 450 مليون دولار.
أرسل تعليقك