دمشق-سورية24
ارتبط الساحل السوري بالعديد من الصناعات والحرف التقليدية وخاصة المتعلق منها بالصناعات البحرية حيث انطلقت صناعة السفن الصغيرة من جزيرة أرواد إلى الموانئ السورية وهي معروفة بدقة صناعتها وجمالها وأهم أنواعها “المركب واللنش والزورق و الفلوكة” وهذه الصناعة يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد.
عائلة من محافظة طرطوس أثبتت مهارة السوريين وابداعهم بهذه الصناعة وأرادت أن يقترن اسمها بصناعة سفينة كبيرة في طرطوس وبشكل كامل وبمهارة وتقنية عالية رغم قلة الإمكانات حيث عمل حسام أبو النصر في مجال إصلاح حديد السفن على مدى أربعين عاما ليقرر بعدها أن يوظف خبرته وما تعلمه طيلة تلك السنوات في صنع سفينة سورية تحمل مواصفات عالمية بكل أقسامها وميزاتها واستطاع حسام ابو النصر مع ولديه ونحو إثني عشر شخصاً ممن يعملون في الورشة الخاصة لديه و يمتلكون ذات الخبرة أن يصنعوا سفينة مكونة من طابقين إضافة إلى طابق خاص بغرفة المحرك وغرفة القيادة و العنابر والبرج والمكنة إضافة إلى حجرات خاصة بطاقم السفينة وقسم خاص للقبطان.
وأوضح أبو النصر في تصريح لمراسلة سانا أن وزن السفينة يبلغ 160 طنا وطولها اكثر من 28 متراً وعرضها سبعة أمتار وعمق غاطسها ثلاثة أمتار ونصف المتر وسرعتها نحو 20 ميلاً بحرياً بالساعة وباستطاعتها حمل 300 طن مشيراً إلى إدخال تعديلات وإضافات على المخطط الخاص بالسفن والتي رأى فيها ضرورة لتميز عمل السفينة كخزانات المياه والمازوت وغيرها.
عائلة طرطوسية تصنع سفينة بقدرة تحميل 300 طن وبمواصفات عالمية
أبو النصر الذي يمتلك ورشة لإصلاح وصيانة السفن ويحمل ترخيص لمزاولة مهنتي صيانة وإصلاح السفن إضافة إلى بناء السفن بين أن ما ورثه عن والده وأجداده من مهنة عريقة تميز بها الساحل السوري منذ آلاف السنين يحرص على نقله لأولاده الذين وجد فيهم الحب والشغف لمتابعة ذات الطريق ليدعموا خبرتهم العملية بالدراسة الأكاديمية في مجال بناء وهندسة السفن مؤكدا القدرة على بناء سفن تصل حمولتها إلى عشرة آلاف طن في حال توافر الظروف المناسبة وفي مقدمتها إنشاء أحواض جافة لإصلاح وبناء السفن في منطقة الساحل السوري الذي يتميز بمساحة واسعة تسمح بإقامتها مما يوفر الجهد الكبير والوقت الذي يستغرقه العمل وهو مطلب كل من يعمل بهذا المجال واعتبره أمراً ضرورياً حان وقت تنفيذه مضيفاً أن الوقت الذي يستغرقه بناء سفينة في حال توافر الظروف الفنية المناسبة لا يتجاوز العام الواحد .
وقال أبو النصر: السفينة التي بدأ العمل بإنشائها نهاية عام 2014 لم يقف في وجه إكمالها سوى ظروف الحرب الارهابية على سورية والحصار الغربي الجائر والذي أخر حصولهم على المعدات الخاصة بغرفة القيادة غير الموجودة في سورية كما قال محمد أحد أبناء حسام أبو النصر الذي يحمل شهادة ميكاترونيك “ميكانيك والكترون” والمسؤول عن تركيب المحرك والأجهزة التقنية بالسفينة مبيناً أن قوة محركها تبلغ 600 حصان بحري مما يجعلها تسير بقوة أكبر.
وأشار محمد إلى القدرة على بناء سفن أكبر وأضخم بكثير تضاهي وتفوق السفن العالمية في حال وجود الأحواض الجافة لنري العالم بأسره أنه وبالرغم من كل الظروف والأزمات كيف أن الإنسان والعقل السوري قادر على الإبداع والتميز في كل المجالات.
قد يهمك ايضا:
روسيا تستثمر نصف مليار دولار في عملية تحديث ميناء طرطوس السوري
الرئيس الأسد يبحث مع بوريسوف التعاون القائم بين سورية وروسيا
أرسل تعليقك