في الأيام القليلة الماضية، شهدت المناطق المحررة حالة من التخبط والذهول جراء ارتفاع الدولار "غير المبرر"، كما وصفه البعض، الأمر الذي ترافق مع ارتفاع جنوني لأسعار السلع.
وفي رحلة داخل أسواق مدينة إدلب، أجرى "اقتصاد" جولة مع محدودي الدخل والعمال، للتعرف على أوضاعهم داخل المناطق المحررة في ظل ارتفاع كبير للدولار على حساب الليرة السورية.
"سامر"، 34 عاماً، عامل في محل لبيع الشاورما، يتحدث عن الوضع الذي وصل إليه الفقراء ومحدودي الدخل، وهو منهم حسب وصفه، يقول "سامر": "إذا ستمر الارتفاع على هذا المنوال، سيقضي على ما تبقى من أحلام ضئيلة بتأمين قوت يومنا، فاليوم أصبح راتب العامل أو يوميته لا تكفي لشراء (دجاجة) لأن متوسط الدخل اليومي للعامل يتراوح بين 1000 أو 1500 ليرة سورية أي ما يقارب 1.3 إلى 2 دولار".
ويؤكد "سامر" أنه لم يعد قادراً على تأمين قوت يومه حتى لو كان من الخضار، لأنها ترتفع تلقائياً مع هذا الارتفاع "المجنون" للدولار.
وتابع أن العقوبات الاقتصادية على سورية لا تستهدف أصحاب رؤوس الأموال والمتضرر الأكبر هو الفقير فقط في سوريا، مضيفاً: "أصبحنا نحلم بأن نعيش كأي أنسان على وجه البسيطة، ولا نريد الرفاهية، بل نريد العيش بهدوء.. بدون أزمات تُفتعل لجعل المواطن دائم التفكير بلقمة عيشه والحياد عن قضيته".
وعلّق "أبو المجد"، نازح من مدينة حمص، على تطورات سعر الدولار الأخيرة، ووصفها بـ "المؤامرة" على من تبقى من الشعب السوري في المناطق المحررة.
وأضاف قائلاً: "منذ التهجير والمناطق المحررة متعبة اقتصادياً، والفقير لا مكان له عند بائعي اللحوم والفواكه وغيرها من المواد الغذائية التي باتت (غالية) جداً. بالكاد يستطيع المهجر والمستأجر تأمين إيجار منزله ودفع فاتورة الكهرباء والانترنت، وكان الدولار أقل من 500 ليرة.. أما اليوم فأصبح الأمر غير محتمل، فالدولار يومياً يرتفع من 15 إلى 20 ليرة.. والأسعار تتغير مع كل ارتفاع.. ومدخولنا اليومي لا يتغير بل تتناقص قيمته الحقيقية مع هذا الارتفاع المجنون".
وأكد "أبو المجد"، أن الوضع إذا ما استمر على هذه الحالة، "سنكون غير قادرين على تأمين حتى إيجار المنزل الذي يؤوينا في وضع أصبح لا يطاق"، على حد وصفه.
وفي نفس السياق، تحدث "محمد"، عامل لدى متجر للألبسة الجاهزة، "أنا أتقاضى 45 ألف ليرة شهرياً وليس لدي إيجار منزل ولكن عندي 4 أطفال وأمهم، وإذا قسمنا دخلي على الدولار، فأنا أتقاضى فعلياً (65) دولار أمريكي.. وكل يوم تنقص قيمة الليرة السورية مع هذا الارتفاع، فأنا ملزم يوميًا أن أصرف ما يقرب من دولارين فقط كي أستمر لآخر الشهر بالصرف على البيت وتأمين مستلزماته.. هذا ولم أذكر فواتير الكهرباء والانترنت والمصروف الشخصي وغيره".
وأكد بعض التجار وأصحاب المحلات، أنهم مذهولون مما يحدث، وينتظرون أن يطرأ أمر ما وينخفض سعر الدولار، لأن هذا الارتفاع إذا ستمر "سنجلس في بيوتنا ونغلق محلاتنا"، حسب تعبير بعضهم. واليوم البيع أصبح معدوماً لدى غالبية المحلات وأسعار البضائع أصبحت غالية جداً، ولا أحد يستطيع البيع والشراء.
ومساء الأحد تجاوز مبيع الدولار حاجز الـ 690 ليرة في معظم المناطق السورية، بما فيها إدلب وأريافها.
قد يهمك أيضًا:
"الخزانة" الأميركية تؤكد أنها ستواصل الضغط على إيران ولن يكون هناك أي إعفاءات
التجارة الثنائية بين الصين والدول العربية تُحقِّق 244 مليار دولار في 2018
أرسل تعليقك