خفايا تمويل الواردات من المصارف الخاصة وشركات الصرافة تثير شكوى المستهلكين
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

أوضحوا ارتفاعها بشكل موازٍ لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة

خفايا تمويل الواردات من المصارف الخاصة وشركات الصرافة تثير شكوى المستهلكين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خفايا تمويل الواردات من المصارف الخاصة وشركات الصرافة تثير شكوى المستهلكين

مصرف سورية المركزي
دمشق - سورية 24

يفترض أن تموّل المصارف العاملة في القطر المسموح لها التعامل بالقطع، 10 أصناف لمواد رئيسة، بالسعر الرسمي للدولار، الذي يحدده مصرف سورية المركزي، وهو 436 ليرة سورية، في محاولة لمنع احتكار تلك المواد من المستوردين، وتأمينها للمواطنين بأسعار مناسبة، ما دام تسعيرها سيتم وفق سعر الصرف الرسمي، وليس المتداول في «السوق السوداء»، وبما يؤمن مستلزمات العملية الإنتاجية اللازمة للحفاظ على استمرارها.وتضم تلك المواد السكر والرز والزيوت والسمون والشاي وحليب بودرة للأطفال والمتة، إضافة إلى البذور الزراعية وبيض التفقيس، والأدوية وموادها الأولية.

الشكوى الدائمة للمستهلكين، أن أسعار تلك المواد مسعّرة على سعر الصرف المتداول في «السوق السوداء»، بدليل ارتفاعها بشكل موازٍ لارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة، حتى إنها لا تنخفض عندما تتحسن الليرة.التجار بدورهم يشتكون من العمولات التي تفرضها تلك المصارف على التمويل، التي تتجاوز 45 بالمئة من قيمة الإجازة أحياناً، عدا أن المصرف قد لا يموّل كامل البوليصة، وقد يمولها على دفعات، وكل بحسابه.

ويذكر أن الية تمويل إجازات استيراد المواد الأساسية، والتي تبدأ بتقديم طلب إلى وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية للحصول على إجازة استيراد للمواد التي يرغب بها المستورد، ضمن القائمة التي يفترض تمويلها بسعر الصرف الرسمي، وبعدها يودع المستورد مؤونة في أحد المصارف الخاصة بنسبة 25 بالمئة من قيمة الإجازة ريثما تصدر «ومدتها شهر»، ثم يضع مؤونة بنسبة 15 بالمئة من قيمة الإجازة ريثما يتم تنفيذها، وكلها من دون فوائد.

ويطلب المستورد من البنك نفسه الذي أودع فيه المؤونة الحصول على تمويل لتغطية إجازة الاستيراد بالدولار، وهنا تبدأ القصة، إذ يبين مدير في أحد المصارف الخاصة، أن المصرف يتعامل إما مع شركة صرافة، وإما مع مصرف مراسل، حسب الإمكانية، لتحويل قيمة الإجازة، لذا تطلب شركة الصرافة المبلغ نقداً، وليس تحويلاً من حساب المستورد إلى حسابها، ولتحقيق ذلك، يتم فرض عمولات ورسوم عالية، توزع بين المصرف وشركة الصرافة.ويؤكد المدير أن تلك الرسوم، في العادة، تتم تغطيتها، بطريقة أو أخرى، وقد توزع نسبة منها بين بعض العاملين في البنك، في حال وجود فساد فيه، وقد تذهب للمصرف كاملة تحت مسمّيات متعددة. وهنا لا يمكن لأحد أن يجزم بالأمر إلا الذي يعمل به.

ويلجأ المستورد إلى شركات صرافة لتسديد مستحقات الشركات المورّدة خارج سورية، ووفقاً لعدد من المستوردين والمديرين في المصارف الخاصة يؤكدون إن عمولات التحويل التي تدفع لشركة الصرافة قد تصل 30 بالمئة من قيمة المبلغ، وقد ترتفع في بعض الأحيان إلى 40 بالمئة، أما عمولة المصرف، فتبدأ بنسبة 3.5 بالمئة يضاف إليها فوائد ورسوم وعمولات أخرى لتصل إلى 8 بالمئة، على حين بين أحد المستوردين أنها تتخطى 15 بالمئة أحياناً، وهذا ما أكده مدير في مصرف خاص أيضاً، إذ إن الأمر يختلف من مصرف لآخر.

وبحسبة بسيطة، نكون أمام عمولات إجمالية لشركة الصرافة والبنك تبدأ بـ38 بالمئة وقد تصل إلى 55 بالمئة في بعض الأحوال، أي بوسطي 46.5 بالمئة، ما يعني أن دولار الاستيراد للمواد الرئيسة المدعومة يتحمل زيادة بأكثر من 202 ليرة لكل دولار عمولات ورسوماً وفوائد.. وغيرها، ليقترب من 639 ليرة، والرقم قابل للزيادة، وقد يصل إلى 676 ليرة، وهذا رقم كبير جداً، سببه عمولات، لا نعلم إن كانت باباً للفساد، لكن ما هو معلوم، أنها تميّع موضوع الدعم، وتجعله منفذاً للاسترزاق من بعض شركات الصرافة والمصارف الخاصة، على حساب الهدف الرئيس للتمويل بسعر الصرف الرسمي، وهو ضبط أسعار المواد الأساسية في السوق وعدم رفعها مع تقلبات سعر الصرف المتداول في «السوق السوداء»، وعدم إرهاق المواطن، وبالتالي تحويل دعم المواطنين إلى فرصة لكسب الأرباح والعمولات المرتفعة، وهو ما يقتضي من الجهات المعنية التفتيش والتدقيق لتبيان حقيقته.

أكد مدير في أحد المصارف تقاضي المصارف الخاصة العاملة في تمويل الاستيراد، عمولات كبيرة من قيمة الإجازة، مؤكداً أن المصارف العامة، وخاصة المصرف التجاري، لا يحق له تمويل إجازات استيراد المواد الأساسية المحدد تمويلها بسعر الصرف الرسمي، نظراً لأن المصرف المركزي يربطها بمركز القطع التشغيلي في المصارف، والمصرف التجاري ليس لديه مركز قطع تشغيلي، ونفى مصدر في المصرف التجاري السوري قيامهم بتمويل أي إجازة استيراد.

وأكد مدير في أحد المصارف العامة أن فكرة حصر التمويل بالقطاع العام بدل الخاص، قابلة للتطبيق، ولها إيجابيات عديدة، أبرزها ضمان استقرار أسعار السلع الرئيسة، من خلال تخفيض تكاليف الاستيراد، إلا أن الموضوع يتطلب آلية مختلفة كلياً عن القائمة حالياً، وذلك بإشراك المصارف العامة جميعها، وليس التجاري فقط، لتمويل إجازات الاستيراد للمواد الرئيسة، بشرط وجود لجنة حكومية عالية المستوى تضم المصرف المركزي ووزارات الاقتصاد والتجارة الخارجية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وحصر الاستيراد بالمؤسسات العامة التي يمكنها الاستيراد، مثل مؤسسة التجارة الخارجية، والسورية للتجارة، من خلال تعاملها مع وكلاء، ولكن من دون كل تلك العمولات، وبما يعزز الرقابة على استخدام القطع الأجنبي، وحصره بالتمويل للمواد الرئيسية بالسعر الرسمي، إضافة إلى إمكانية التسعير بشكل حقيقي، وتوزيع المنتجات في الأسواق وفق رقابة حكومية دقيقة، تتابعها وزارة التموين بالرقابة على الالتزام بالتسعيرة الرسمية والحقيقية قياساً إلى التكلفة، على أن يقوم المصرف المركزي بتغطية المصارف العامة بالقطع كما يفعل مع الخاصة.

قد يهمك ايضا“المركزي السوري” يؤكد أن موقعه الإلكتروني مصدر وحيد لنشرة أسعار الصرف

مؤسسة ضمان مخاطر القروض تسهم بتحسين قيمة الليرة

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خفايا تمويل الواردات من المصارف الخاصة وشركات الصرافة تثير شكوى المستهلكين خفايا تمويل الواردات من المصارف الخاصة وشركات الصرافة تثير شكوى المستهلكين



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24