أكّد مسؤول بالبنك المركزي الصيني أمس الأحد، إنه من المتوقع استمرار الضغوط التي تدفع أسعار المستهلكين للارتفاع بسبب فيروس كورونا في المدى القريب، لكن الضغط سينحسر تدريجيا ولا أساس لتضخم ولا لانكماش أسعار في المدى الطويل.
وأبلغ تشن يو لو، نائب محافظ بنك الشعب الصيني، إيجازا صحافيا أن إجراءات استيعاب أثر الفيروس المتخذة حتى الآن حققت نتائج كبيرة.
ودعا لتقوية تنسيق السياسات بين الدول في ظل جائحة فيروس كورونا العالمية. وقال تشن يو لو، لمؤتمر صحافي إن محافظ البنك يي قانغ تبادل وجهات النظر مع جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي، ومع صندوق النقد الدولي وهيئات أخرى.
يأتي هذا في الوقت الذي شدد فيه الأمين العام لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي أنخيل غوريا السبت على ضرورة التعامل مع أزمة وباء كورونا المستجد عبر جهد اقتصادي "منسق على الصعيد الدولي"
وقال غوريا في بيان: "وحده جهد كبير يتصف بالصدقية ومنسق على الصعيد الدولي يتيح مواجهة الوضع الطارئ للصحة العامة واستيعاب الصدمة الاقتصادية وإفساح المجال للنهوض". وأضاف أن ما يحصل هو "ثالث أكبر صدمة اقتصادية ومالية واجتماعية في القرن الحادي والعشرين، ويتطلب جهدا عالميا عصريا مماثلا لخطتي مارشال ونيو ديل مجتمعتين". وتضم منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي دولا نامية، وسبق أن توقعت تراجعا كبيرا في النمو خلال العام 2020.
وتابع غوريا "من المرجح أكثر فأكثر أن نشهد تراجعا كبيرا في إجمالي الناتج الداخلي العالمي أو في هذا الإجمالي على المستوى الإقليمي خلال الفصل الراهن والفصول التي تليه في 2020، وعلينا أن نتحرك الآن لتجنب انكماش مديد". ودعا إلى تحرك سياسي في مجالات عدة مثل الصحة لتشجيع العمل على لقاحات وعلاجات، والاقتصاد عبر تشجيع الإنفاق على دعم العناية الطبية وتقديم المساعدة للأفراد والشركات، إضافة إلى "التصدي للتوترات التجارية".
وإزاء هذه التداعيات، يشهد الأسبوع الجاري انعقاد أهصم تجمع يشهده العالم في اللحظة الراهنة، إذ تستضيف السعودية التي ترأس مجموعة العشرين للعام الجاري، قمة استثنائية بقادة المجموعة من خلال وسائل التقنية الافتراضية، لبحث الأوضاع والظروف الراهنة المتعلقة بتطورات تفشي فيروس "كورونا"، وسط آمال الوصول إلى حلول إنقاذية.
وجاءت دعوة السعودية الأسبوع الماضي لانعقاد قمة استثنائية لقادة مجموعة العشرين، هذا الأسبوع في إطار استضافة السعودية أعمال مجموعة العشرين، داعية لتوحيد الجهود الدولية وتعزيز الاستجابة العالمية لإيقاف الآثار الإنسانية والاقتصادية الجارية من تداعيات انتشار الفيروس.
وقالت السعودية وقتها، إن هذه الأزمة الصحية العالمية وما يترتب عليها من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية، تتطلب "استجابة عالمية"، مؤكدة أن قادة مجموعة العشرين سيضعون سياسات متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي.
في غضون ذلك، قال نائب محافظ بنك الشعب الصيني، إن الإجراءات المتخذة على صعيد السياسات في الآونة الأخيرة تساعد الاقتصاد الصيني على التحسن وإنه يتوقع تحسنا كبيرا للمؤشرات الاقتصادية في الربع الثاني من العام. أضاف، أن النظام المالي للبلاد ما زال مستقرا، وأن هناك الكثير من أدوات السياسة المتوافرة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن ينكمش اقتصاد الصين في الربع الأول بسبب إجراءات احتواء انتشار فيروس كورونا.
قد يهمــك أيضــا:
الصين تقدم 43 مليار دولار للشركات المساهمة في مكافحة "كورونا"
البنك المركزي الصيني يكشف عن موازنته الضخمة لمكافحة "كورونا"
أرسل تعليقك