صناعة الصمغ السوداني تتلقى ضربات موجعة بسبب السماسرة والتهريب
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

يخسر المنتجون أكثر من 90% من عائداتهم ويهدّدون بتغيير المجال

صناعة الصمغ السوداني تتلقى ضربات موجعة بسبب السماسرة والتهريب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - صناعة الصمغ السوداني تتلقى ضربات موجعة بسبب السماسرة والتهريب

صناعة الصمغ السوداني تتلقى ضربات موجعة بسبب السماسرة والتهريب
السودان_سورية24

يخسر منتجو الصمغ العربي في السودان نحو 90 في المئة من عائداتهم بسبب السماسرة وعمليات التهريب التي تشكّل خطرًا حقيقيًا على هذا القطاع الاستراتيجي المُثقل بالمشكلات، وأبدى عدد من المنتجون عن مخاوف كبيرة من أن يضطر المنتجون لترك المجال بسبب حالة التغول الكبيرة التي يواجهونها من السماسرة، مشيرين إلى أن عائداتهم الفعلية تقل عن 10 في المئة من السعر الحقيقي في السوق العالمي.

وفيما يصل سعر طن هذه السلعة المهمة التي تبلغ حصة السودان 80 في المئة من إنتاجها العالمي إلى نحو 3700 دولار في الأسواق العالمية، فإن السماسرة يشترون الطن من المنتج بما يعادل أقل من 700 دولار مع الأخذ في الاعتبار أن تكلفة الإنتاج تصل إلى أكثر من 70 في المئة من هذا المبلغ وقال المنتجون إن المعادلة الحالية تدفع بالعديد منهم للتفكير في التحول إلى محاصيل نقدية أخرى مثل السمسم والفول السوداني، إذا لم تسارع الدولة بوضع سياسات واستراتيجيات جديدة تحافظ على حقوقهم وتنقذ هذه السلعة الاستراتيجية التي يفترض أن تكون إحدى الدعائم الرئيسية للميزان التجاري السوداني، خصوصا في ظل الاهتمام العالمي بها إذ أنها تدخل في أكثر من 180 صناعة عالمية ثقيلة وخفيفة.

الإنتاج الفعلي

يقدر الإنتاج الفعلي للصمغ العربي في السودان بنحو 200 ألف طن سنويا لكن نصف هذه الكمية تتعرض للتهريب بواسطة سماسرة متخصصين ويعاد بيعها في الأسواق العالمية عبر دول مجاورة مثل تشاد وأثيوبيا وأفريقيا الوسطى مما يسبب خسائر كبيرة للمنتج الحقيقي، ويفقد الخزينة العامة عائدات ضخمة من العملات الصعبة وتعليقا على التحديات التي تواجه الصمغ في السودان، يؤكد علي حماد عضو اللجنة التمهيدية لمنتجي الصمغ العربي في مركز كيلو 10 بمنطقة النيل الأبيض أن المنتج هو الحلقة الأضعف حيث لا يحصل إلا على الفتات من مجمل العائدات.

 

ويشير حماد إلى أن مجتمعات المنتجين تعيش أوضاعا معيشية متدنية وتفتقد مناطقهم إلى أبسط مقومات الحياة وهو ما يعكس الخلل في المعادلة التسويقية التي تجعل المنتج هو العنصر الأقل استفادة من العائدات ويرى حماد أن السماسرة والمهربين هم أكبر المشكلات التي تواجه المنتجين، إضافة لعمليات القطع الجائر التي كانت تمارسها جهات نظامية مما يهدد إنتاجية المنطقة التي يمتد حزام الصمغ فيها على نحو 340 كيلومتر، ويتميز إنتاجها بجودة عالية بسبب طبيعة التربة.

ورغم كل تلك الصعوبات، يبدي حماد تفاؤلا بالمستقبل حيث يشير إلى أن المرحلة التي أعقبت سقوط النظام السابق شهدت تطورات إيجابية، تجسدت أهم ملامحها في التعاون الذي وجدوه من بعض المسؤولين في الحكومة الانتقالية مثل وزير الطاقة الذي أسهم معهم في توفير الوقود اللازم لتسيير العملية الإنتاجية.

ظلم فادح

وفي ذات السياق يقول عزالدين محمد أحمد، أحد المنتجين في منطقة شمال كردفان، إن الوضع الحالي يجعل المنتج يشعر بالكثير من الظلم والإحباط مما يؤثر سلبا على العملية الإنتاجية ويوضح أحمد أن الكارثة الحقيقية تتمثل في الإهمال الحكومي المتعمد طوال السنوات الماضية إضافة إلى غياب السياسات التسويقية المناسبة التي تضمن حق المنتج وتوفر عائدات مجزية للخزينة العامة ويوضح أحمد إلى أنه ورغم الإنتاج الوفير الذي يحققونه إلا أنهم في المقابل يحصلون على عائدات ضعيفة للغاية بسبب سيطرة السماسرة والوسطاء على السوق.

أما المزارع آدم بدري فيرى ضرورة التدخل السريع من قبل الدولة وحماية المنتجين من سطوة السماسرة ووقف عمليات التهريب التي تسبب أضرارا بالغة للخزينة العامة وتسهم في إفقار المزارعين واحباطهم وبالتالي اللجوء إلى بدائل أخرى رغم أن عائد إنتاج الصمغ كان من الممكن أن يكون أكثر تحفيزا من المنتجات الزراعية الأخرى إذا ما وضعت سياسات تنصف المنتج وتعزز جاذبية مناطق الإنتاج التي تفتقد حاليا لأبسط مقومات الحياة.

منتج مهم

يعود تاريخ شجرة الصمغ في السودان إلى ما قبل 6 آلاف سنة ويغطي حزام الصمغ العربي خُمس مساحة السودان ويعمل في إنتاجه أكثر من 3 ملايين مواطن ويدخل الصمغ العربي في العديد من الصناعات الغذائية والدوائية والكيميائية إضافة إلى صناعة الزجاج والأحبار والألوان وغيرها من المنتجات المهمة ونظرا لأهميته الكبيرة، كان الصمغ العربي ضمن منتجات قليلة استثنتها الولايات المتحدة من العقوبات التي فرضتها على السودان عام 1997.

وقبل أن يبدأ السودان بتصدير النفط، كان الصمغ العربي يدر على البلاد أكثر من 15 في المئة من الايرادات بالعملة الصعبةويطالب المنتجون بأن تعمل الجهات الحكومية والمنظمات الدولية المختصة على إعادة تأهيل حزام الصمغ العربي في السودان بعدما فقد نحو نصف مساحته خلال العقود الماضية، علما أن هنالك خطط لزراعة 6 آلاف كيلومتر بشجرة الصمغ بعد أن خسر حزام الصمغ في البلاد الكثير من أشجاره بسبب الإهمال والعوامل البشرية والطبيعية الأخرى.

قد يهمك ايضا:

وزير النفط السوداني يزور موسكو في 10 كانون أول
القبض على شخص يتاجر بالعملة الصعبة في السوق السوداء

 

 

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الصمغ السوداني تتلقى ضربات موجعة بسبب السماسرة والتهريب صناعة الصمغ السوداني تتلقى ضربات موجعة بسبب السماسرة والتهريب



GMT 10:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الدلو الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 06:44 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

أجواء عذبة عاطفياً خلال الشهر

GMT 09:35 2018 الجمعة ,23 شباط / فبراير

رباب يوسف تؤكّد أنّ كندا من أهم الدول السياحية

GMT 09:43 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 10:00 2019 الجمعة ,14 حزيران / يونيو

تنتظرك أمور مهمة خلال هذا الأسبوع

GMT 09:09 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

هبوط حاد لـ الدولار الأمريكي

GMT 05:24 2019 الأحد ,10 شباط / فبراير

أزياء المصمم عبد محفوظ لخريف وشتاء 2018-2019

GMT 17:40 2019 الأحد ,06 كانون الثاني / يناير

منتخب أستراليا يبدأ رحلة الدفاع عن كأس آسيا أمام الأردن

GMT 06:49 2018 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

أحمد صلاح حسني يعرب عن سعادته بمشاركته في "أبواب الشك"

GMT 07:51 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فرج عامر يكشّف الصفقة "السوبر" التي حسمها "سموحة"

GMT 15:27 2018 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تؤكد إلتزامها بمواصلة دعم السلام في أفغانستان

GMT 20:11 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

12 دولة تبحث إصلاح منظمة التجارة العالمية

GMT 14:57 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب يسحت قُرادة حية من أُذن مريض

GMT 07:16 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

كاين مدينة تتميز بمتحف الحرب والكثير من النزهات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24