دمشق-سورية24
رغم الحزن والغضب الذي ساد ليل السويداء السبت الماضي بعد الأنباء عن تصفية مخطوف بطريقة بشعة بعد شهر على اختفائه بهدف زرع الشقاق بين الجارتين، وبعيداً عن أي تسميات إنسانية تصف الوضع المتردي في الريفين الغربي للسويداء، والشرقي لدرعا، لا زال عدد كبير من الشرفاء يحاولون ردم الهوة في العلاقات، وتحفيز الخير والمحبة في النفوس للتغلب على الشر.
فالقادمون من الخلف لم يستكينوا للضعف، وحاولوا رغم الإمكانيات القليلة المتاحة، والوضع الأمني المتردي؛ صنع بقعة بيضاء في هذا السواد، حيث جاءت مبادرة مواطن يمتهن الزراعة من ريف درعا، مع أصدقاء له في السويداء؛ يعملون في الزراعة أيضاً لكي تثبت أن الإنسان هو الغاية، خاصة مع ظهور شبح الجوع والعوز الذي ضرب غالبية البيوت لأسباب باتت معروفة، فاتفقوا على بيع البطاطا والبصل بسعر أقل من التكلفة كتجربة أولية في بلدة شقا، على أن يتبعها مبادرات مماثلة خلال الأيام القادمة في أماكن أخرى.
أصحاب المبادرة الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم قالوا أن الفكرة جاءت من رحم الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها الناس، وأن المزارع والتاجر الأساسي القاطن في درعا الذي يمد المزارعين في السويداء بالبذار قرر بيع خمسة أطنان من البصل والبطاطا بمبلغ مليون ليرة سورية فقط لأهالي السويداء، وطلب من أصدقائه الإشراف على هذه الشحنة، وبالفعل كانت الساحة العامة في بلدة شقا مكاناً للبيع، حيث استفاد من هذه المبادرة مئات الأسر.
وبيع كيلو البطاطا بمبلغ 275 ليرة سورية فقط، بينما يباع في الأسواق بضعفي هذا المبلغ، حيث أكد القائمين على المبادرة أن الناس أخذت حاجتها من المادة التي كانت تعد لحم الفقير، ومنهم من اشترى لجيرانه كنوع من التكافل الاجتماعي، فيما بيع كيلو البصل الأبيض بمبلغ 150 ليرة، وهو أقل بضعفين من السعر الموجود في الأسواق.
وأكد القائمون على المبادرة أن الأسعار في السوق تعد سرقة حقيقية للمواطنين وجيوبهم (المخزوقة)، وتدل على انعدام الرحمة والأخلاق، حيث أخبرهم التاجر الأساسي أن المليون ليرة كافية لكي يعوض خسارته، لكن السؤال المعلق الدائم عن الحكومة بمؤسساتها ووزاراتها المعنية.
قد يهمك أيضا:
دعم الإنتاج المحلي السورية تناقش إبرام عقود تصديرية للحمضيات
غرفة تجارة عمّان تطلب تسهيل عبور البضائع والمنتجات الأردنية إلى السوق السورية
أرسل تعليقك