لندن ـ ماريا طبراني
يعدّ الفرو أحد أكثر المواضيع إثارة في صناعة الموضة، لكن النقاش وصل إلى أوجه خلال الشهور الأخيرة، حيث انتشار عدد كبير من الملصقات تحظر استخدام جلود الحيوانات في صناعة الملابس، ووثقت القضايا المتعلقة باستخدام فرو الحيوان في الملابس بطريقة جيدة، ورغم اعتبار الفرو أحد رموز الأناقة في الماضي فالآن من يفعل ذلك حتى من نجوم هوليوود تتم إدانته.
وتعدّ غوتشي وبربري وكوتش، إحدى دور الأزياء القليلة البارزة التي حظرت صناعة الفرو، وأعلن أسبوع الموضة في لندن أنه سيصبح خاليا كليا من الفرو في سبتمبر/ أيلول 2018، مما أدى إلى زيادة الطلب في وقت لاحق على الفرو الاصطناعي، والذي اعتمدته علامات تجارية مثل شرمبس وشارلوت سيمون، لكن يدّعي المدافعون عن البيئة أن هذه البدائل غير القاسية على الحيوانات، والتي غالبا ما تستخدم البلاستيك تسبب أضرارا خطيرة للكوكب.
وحظرت زراعة الفرو في إنجلترا وويلز في عام 2000، وتبعتها أسكتلندا وشمال أيرلندا في عام 2002، لكنه لا يزال من القانوني استيراد وبيع الفرو من أنواع مثل الثعالب والأرانب والشينشيلا، ومعظمها من إنتاج المزارعين الأوروبيين، ووفقا إلى تقرير حكومي، استوردت بريطانيا بقيمة 63 مليون جنيه إسترليني من الفرو ومواد الفرو، كما تواصل علامات تجارية مثل فيندي ولويس فيتون وميو مياو، تواصل استخدام الفرو، وكذلك علامات تجارية جديدة مثل ساكس بوتس.
اقرأ أيضا:
- إطلالة ساحرة لجينيفر لوبيز باللون الأبيض في نيويورك
وقال مارك أوتن، رئيس الاتحاد الدولي للفرو، إنه يعتقد بأن صناعة الفرو يمكن أن تكون أكثر أخلاقية واستدامة باستخدام البدائل الاصطناعية، ويضيف: "إنه منتج طبيعي كليا، قابل للتحليل الحيوي"، لكنّ هناك خلافا بين المدافعين عن البيئة بشأن التعليقات التي تشبه تعليقات أوتن، حيث يقولون إن صناعة الفرو تحاول تمويه نفسها وسط تزايد شعبية الفرو، إذ يقول كلير باس، المدير التنفيذي لمنظمة هيومان سوسيتي إنترناشونال: "الفرو يكون طبيعيا حين يكون على ظهر الحيوان، أما الاصطناعي يشكل تهديدا كبيرا على البيئة، حيث تلوث المياه بالفوسفور والنيتروجين، وكذلك الهواء الناتج عن عملية الحرق، وإصدار ملوثات الهواء مثل أول أكسيد الكربون، وأكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت وحمض الهيدروكلوريك"، ويوضح: "توجد أيضا مجموعة من المواد الكيميائية السامة المستخدمة في عملية الدباغة وصناعة الملابس".
وتحدّثت النائبة البريطانية عن حزب العمال، ماري كريغ، عن التهديدات البيئية التي تشكلها صناعة الفرو الاصطناعي على البيئة، وقالت: "معاطف الفرو الاصطناعي غالبا ما تكون مصنوعة من ألياف تركيبية مشتقة من الوقود الأحفوري التي تسهم في انبعاثات الغازات الدفيئة"، وأضافت: "الموضة تخبرنا أنه بإمكاننا الحصول على أي شيء نريده، وإننا لا نريد قتل الحيوانات للحصول على الفرو، لكن ما لم تخبرنا به هو عواقب استخلاص المواد من الكربون للبدائل الاصطناعية. تصنع هذه الملابس بالكامل من ألياف اصطناعية مثل البوليستر وهو منتج ثانوي لصناعة البترول".
وتحثّ الحكومة البريطانية صناعة الموضة على معالجة هذا الأمر، وتضع العلامة التجارية ستيلا مكارتني مثالا رائعا للآخرين لاتباعه.
قد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك