أسبوع الأزياء في باريس يستعين بالتصوير السينمائي للهرب إلى عالم الأحلام
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

تجعل المُشاهد يُركِّز على فنية التصوير والتفصيل والحياكة

أسبوع الأزياء في باريس يستعين بالتصوير السينمائي للهرب إلى عالم الأحلام

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أسبوع الأزياء في باريس يستعين بالتصوير السينمائي للهرب إلى عالم الأحلام

أسبوع الأزياء في باريس يستعين بالتصوير السينمائي
باريس - سورية 24

شهد العالم في الأشهر الأخيرة تغييرًا زعزع أساسات عالم الموضة وكاد أن يصيبه بالشلل لولا ما يتمتع به من خصوبة خيال وتلك الرغبة المحمومة في الإبداع، وحسب أسبوع باريس للأزياء الراقية، أي "الهوت كوتور" فإن الجائحة حركت المياه الراكدة وأدخلتهم عوالم جديدة.

انطلق الأسبوع، ولأول مر منذ 152 بشكل افتراضي، وغابت الزبونات اللواتي لهن الفضل في إنعاش هذا الخط والإبقاء عليه حيا، وغابت النجمات اللواتي تُضفين عليه بريقا وألقا، كما غابت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ولا يخفى على أحد أهمية هؤلاء من ناحية الترويج لهذه العروض على مستوى العالم وخلق إثارة لا تُقدر بثمن.

كان من الممكن تأجيل الأسبوع في ظل الظروف الحالية، وما تستدعيه من تباعد اجتماعي وعدم قدرة على التحرك والسفر وغيرها، لكن معظم بيوت الأزياء، وبتشجيع من فيدرالية الموضة الفرنسية، فضلت تسجيل حضورها ولو افتراضيا ولسان حالها يقول بأنها تعرف أن ذاكرة الناس قصيرة، وبالتالي لا بد من الإبقاء على ما تثيره من أحلام، مشتعلة بأي شكل. 

غير خفي على أحد أن هذا الأسبوع بالذات نخبوي. فهو بمثابة ناد لا تدخله سوى المقتدرات، بالنظر إلى أن فستان زفاف من هذا الخط يمكن أن يتعدى المائة ألف دولار بكثير، الأمر الذي كان يجعل الدعوة لحضوره حتى يناير (كانون الثاني) الماضي، خاصة جدا.

 هذه الخصوصية كانت تزيده قوة وتميزا. 

يوم أول من أمس، الاثنين، تابعه الكل من على جهاز كمبيوتر أو هاتف محمول.

 على الطريقة الباريسية، تضمن عدة مفاجآت أكدت أنه استفاد من التجربة التي عاشها أسبوع لندن في بداية يونيو (حزيران) الماضي، التي لم تخلف ردودا إيجابية كثيرة. 

برودها دفع باريس للاجتهاد وإيجاد طرق أكثر فنية للتعويض عن الإثارة التي تتمتع بها عروض الأزياء التقليدية. القاسم المشترك بين أغلب العروض الافتراضية للأسبوع الباريسي لخريف 2020 وشتاء 2021. أنها اعتمدت على أفلام سينمائية قصيرة، صبت فيها كل ما تملكه من فنية وشاعرية.

قالت تمارا رالف، مصممة دار «رالف أند روسو» بأن تشكيلتها كانت خلاصة أشهر من الحجر الصحي قضتها في التأمل في جمال الطبيعة وفي نفس الوقت قراءة ما يحمله المستقبل من اختراعات وابتكارات. 

كان واضحا أن تمارا، مثل غيرها لم تنس أن موسم «الهوت كوتور» هو موسم الأحلام مع رشات من الفانتازيا. ففي هذه الأوقات العصيبة «لا بأس من الهروب إلى عالم فانتازي نحلم فيه ونستشعر فيه الجمال» حسب قولها. 

ترجمت المصممة هذا الهروب من خلال السفر من عُقر مشغلها الواقع وسط لندن إلى عوالم بعيدة لتُنفس عن حالها، قائلة: «في ظل الظروف الحالية وما تفرضه من قيود، علينا أن نخلق مفهوما جديدا للسفر على بساط الخيال».

أمر يوافقها عليه دانييل روزبيري، مصمم دار «سكياباريلي، الذي شارك في الأسبوع بفيلم لا يتعدى طوله أربع دقائق، لخص فيه فنية الدار وحرفيتها العالية، وهو يُعلق بأن «الجائحة قلبت كل الموازين المتوارثة والمألوفة في عالم الأزياء.

 الآن بدلا من فريق ينفذ هذه المجموعة، اعتمدت على الخيال والرسم في هذه المرحلة قبل أن أرسلها إلى ورشات الدار في باريس لتنفيذها فيما بعد». 

الحجر الصحي بالنسبة للمصمم الأميركي الأصل، قد يكون أثر على السفر والحركة والتفاعل الإنساني، إلا أنه لم يؤثر على الإبداع أو الخيال بل العكس خلق وسائل جديدة للتعبير الفني. 

يظهر دانييل روزبيري في الفيلم وهو يرسم خطوط هذه الأزياء خلال فترة الحجر وهو جالس في متنزه في نيويورك.

 للوهلة الأولى تبدو الفساتين سُريالية بأكمام كبيرة تُزينها مجوهرات تُضاهيها ضخامة. ورغم أن كل الفيلم يدور حول رسمات غير مكتملة، إلا أنه يفتح المجال للمشاهد لكي يتخيل أشكالها بعد أن تتجلى في أرض الواقع.

لكن ربما تكون ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» أكثر من جسدت المفهوم الجديد للإبداع الافتراضي. ليس فقط لأن وراءها ماكينة ضخمة هي مجموعة «إل.في.إم.إتش» بكل إمكانياتها المالية والإبداعية فحسب بل لأنها تعرف تمام المعرفة أن الدار مؤسسة فرنسية في مجال الـ«هوت كوتير».

 تأسست على هذا الخط وتعتبر أحد أهم أعمدته.

من هذا المنظور كان لا بد لها أن تفكر في طريقة تعكس مكانة الدار وتاريخها. الفيلم القصير الذي قدمته كان أشبه بحلم ليلة صيف، تتوافر فيه كل عناصر الخيال والفانتازيا والحلم. 

أخرجه ماتيو غارونه مخرج فيلمي «دوغمان» و«غومورا» الحائزين على جوائز في مهرجان كان السينمائي، بكل ما تُوفره المؤثرات السينمائية والحبكات الشكسبيرية.

 يظهر فيه شابان يحملان صندوقا على شكل مقر «ديور» الأيقوني بـ30 أفينو مونتين الباريسي، يتضمن دمى بحجم 16 إنشا فقط، بأزياء مفصلة على المقاس. يتوغل الشابان في الغابة يُفرقان هذه الأزياء على شخصيات خيالية.

يذكر أن الإشارة هنا لا تقتصر على تنقل هذه التشكيلة عبر العالم لعرضها على زبونات مميزات فحسب، بل أيضا إلى مرحلة تاريخية مهمة، فخلال الحرب العالمية الثانية، وحتى تُروج فرنسا لنفسها كعاصمة للموضة، تكاثف مصممون وفنانون للعمل على مشروع بعنوان «مسرح الموضة».

 كانت فكرته تصميم أزياء تحاكي التحف الفنية على دمى، تم شحنها واستعراضها حول العالم لتسليط الضوء على قوة الفن في المحن.

 لم يخف على ماريا غراتزيا كيوري أننا في حرب مماثلة، كما لم تُخف أن «عملية تصميم هذه التشكيلة كانت معقدة. فإدراكنا بأن العرض الحقيقي لن يحصل، تطلب منا التفكير بشكل جديد.. أكثر ابتكارا».

رغم أن هذه الأفلام السينمائية القصيرة ليست جديدة في مجال الموضة، وكانت تستعمل في الحملات الإعلانية، إلا أنها الوسيلة المثالية حاليا لتسجيل حضور أي مصمم في موسم كان يدر عليهم الملايين، ويُكلفهم أيضا الكثير، نظرا لنخبويته. بفضل هذه الأفلام المحبوكة بالإثارة والحلم، أصبح مفتوحا أمام جمهور أوسع، وهو ما انعكس على عدد المشاركات أيضا.

 عوض سبع عروض في اليوم مثلا، أصبح يستوعب أكثر من 14 عرضا في اليوم من دون أن يُسبب أي تعب للمشاهد.

علق المصمم الإيطالي ماوريتزيو غالانتي، على هذه الظاهرة بالقول إن تقديم العروض على شكل أفلام وعبر الإنترنت يُشبه الانتقال من المسرح إلى السينما، منوها بأنها تجعل المشاهد يركز على فنية التصوير والتفصيل والحياكة بدلا عن مراقبة ضيوف الصف الأمامي من النجوم والمحاولات المستميتة لالتقاط صور لهم أو معهم.

ومع ذلك يُمني صناع الموضة أنفسهم بعودة العروض الفعلية إلى سابق عهدها في سبتمبر (أيلول) المقبل، على شرط أن لا نرى موجة جديدة من كوفيد - 19.

 فالأسلوب الافتراضي ربما يكون الحل الملائم في الوقت الحالي إلا أنه لا يحرك العواطف بقدر ما يحفز العقل، لتبقى الآمال معقودة على سبتمبر القادم، وعودة العروض التقليدية بناسها وهرجها ومرجها، وإن كانت الأغلبية تستبعد عودتها بنفس الروح التي كانت عليها قبل جائحة كورونا، فهي لا تحتاج إلى مصممين يمنحونها قبلة الحياة فقط بالابتكار والإبداع بل إلى ثورة تضاهي الجائحة بقوتها وقسوتها لمواجهة المستقبل.

قد يهمــــك أيضـــا: 

مصممة فستان زفاف ميغان ماركل تُغادر منصبها كمديرة فنية لدار "غيفانشي"

ساعات من الذهب الأبيض تليق بفستان زفافك

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسبوع الأزياء في باريس يستعين بالتصوير السينمائي للهرب إلى عالم الأحلام أسبوع الأزياء في باريس يستعين بالتصوير السينمائي للهرب إلى عالم الأحلام



GMT 16:21 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

احدث موديلات فساتين زفاف لعام 2021 للعروس الممتلئة

GMT 14:25 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة فساتين سهرة لبنانية موضة ربيع وصيف 2021

GMT 16:21 2021 الأربعاء ,20 كانون الثاني / يناير

دبي تحتفي بتصاميم ألكينسدر مكوين وبمفهوم الموضة المستدامة

GMT 10:58 2019 الخميس ,01 آب / أغسطس

تجد نفسك أمام مشكلات مهنية مستجدة

GMT 17:22 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عرض فيلم وثائقي عن ملكة السول الراحلة أريثا فرانكلين

GMT 15:57 2020 الأحد ,02 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 22:02 2019 الخميس ,11 إبريل / نيسان

"إهانة والدة الحكم" تنهي موسم دييغو كوستا

GMT 12:21 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حرب تغني لسيد درويش والشيخ إمام في دار الأوبرا

GMT 22:12 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على أرقام الهلال على ملعبه قبل الكلاسيكو السعودي

GMT 15:44 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قتلى وجرحى من "قسد" بهجمات في ريف دير الزور

GMT 13:14 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

دراسة تُفجر مفاجأة لفعالية "الأسبرين" في محاربة "كورونا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24