أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن تسجيل 97 وفاة جديدة جراء فيروس كورونا المستجد "COVID-19" خلال الساعات الـ24 الماضية.وقالت وزارة الصحة، في بيان أصدرته ظهر اليوم السبت، إن عدد الوفيات جراء الفيروس وصل إلى 611 حالة بعد أن كان أمس الجمعة على مستوى 514، وذلك في ارتفاع يومي يعتبر الأكبر في إيران منذ بدء التفشي.
وأضاف البيان أن الحصيلة العامة للمصابين ارتفعت بواقع 1365 حالة لتصل خلال اليوم الماضي إلى مستوى 12729، بينما بلغ عدد المتعافين 4339 حالة.
وتعتبر إيران من الدول الأكثر إصابة بفيروس كورونا المستجد "COVID-19" في العالم إلى جانب الصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية، بينما أفادت وسائل إعلام محلية بإصابة عدد من المسؤولين الحكوميين بهذه السلالة، بينهم وزيران.
ومن جانبه؛ أعلن مساعد وزير الصحة الإيراني، رضا ملك زاده، عن رفضه نظرية المؤامرة القائلة إن تفشي فیروس کورونا كان في سياق "حرب بيولوجية"، وقال: "وفقًا لتقديراتنا، لیس الأمر کذلك".
وفي حديثه لبرنامج تلفزيوني، الجمعة، حول أزمة كورونا في إيران، شدد ملك زاده على أن "الولايات المتحدة نفسها ستتضرر بشدة من الفيروس"، وأنه "من المستبعد جدًا" أن يكون تفشي هذا الفیروس في سياق حرب بيولوجية.
يحمّل كثير من الإيرانيين شركة الطيران "ماهان إير"، جزءا من المسؤولية تفشي فيروس "كورونا" المستجد بشكل كبير في إيران، التي أصبحت بؤرة المرض في منطقة الشرق الأوسط.
ويعتقد أن شركة الطيران ليست سوى مجرد واجهة ومصدر تمويل للحرس الثوري الإيراني المصنف لدى الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية، بحسب تقرير لراديو "فاردا" المتخصص في الشأن الإيراني.
ورصد التقرير 55 رحلة بين إيران ومدن صينية مثل بكين وشنغهاي، وأخرى إلى مدينة غوانغجو بكوريا الجنوبية، التي يتفشى فيها الفيروس أيضا، بين 4 و23 فبراير الماضي، مشيرا إلى أن الرحلات لا تزال مستمرة.
وقال النائب في البرلمان الإيراني بهرام بارساي، إنه لم يكن بوسع الشركة الاستمرار في رحلاتها الجوية إلى الصين من دون إذن سلطة تفوق سلطة الرئيس حسن روحاني.
وبالنظر إلى طبيعة النظام السياسي في إيران، فإن هذه السلطة ليست سوى الحرس الثوري التابع لمرشد النظام علي خامنئي شخصيا.
وعلى المستوى الحكومي، قالت طهران في فبراير إنها أوقفت رحلاتها الجوية مع الصين، البؤرة التي خرج منها الفيروس أواخر عام 2019.
لكن بارساي تحدث عن مخاوف الشارع الإيراني وغضبه من استمرار الرحلات الجوية مع الصين، داعيا البرلمان إلى التحقيق في تقاعس منظمة الطيران المدني عن أداء دورها.
وقال: "جريمتهم (منظمة الطيران) أكبر من جرائم أولئك الذين يحتكرون الأقنعة الطبية"، مشددا على أن المنظمة الحكومية تتحمل نفس المسؤولية مثل شركة "ماهان إير".
وفي 31 يناير الماضي، وبعد اجتماع طارئ للحكومة الإيرانية، قررت طهران اتخاذ إجراءات لمنع وصول فيروس "كورونا" إلى البلاد، من بينها وقف الرحلات الجوية إلى الصين.
لكن هذا القرار لم ينشر في الموقع الرسمي للحكومة الإيرانية، الأمر الذي يثير علامات استفهام.
الرد الحكومي
وفي مواجهة حالة الخوف والغضب، قال مسؤول في وزارة الطرق والنقل في أوائل فبراير إن الشركة سمحت "لعدد محدود من الرحلات الجوية بالسفر إلى الصين".
وبدورها، قالت شركة "ماهان إيران" إن الرحلات الجوية كانت لنقل "مساعدات إنسانية" متعلقة بمكافحة فيروس "كورونا"، الأمر الذي لم يؤكده مصدر صيني.
وبدأ مواطنون إيرانيون في التعبير عن غضبهم إزاء استخفاف الحكومة بحياتهم في شبكات التواصل، وامتد الأمر إلى وسائل الإعلام رغم القيود المشددة المفروضة على الأخيرة.
وربما يكون أحد الأسباب وراء الإصرار على هذه الرحلات التجارية، المصالح الاقتصادية الكبيرة للحرس الثوري.
وقال موقع "Rouydad 24" الإخباري الإيراني، إن بعض الطائرات الإيرانية العائدة من الصين هبطت في منطقة كرمان جنوبي إيران، وعسولية المطلة على الخليج العربي، مشيرا إلى احتمال أنها تنقل قطع غيار لصالح مصانع ومنشآت تابعة للحرس هناك.
وأصبحت إيران بؤرة فيروس "كورونا" الرئيسية في الشرق الأوسط، وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية بفارق شائع جدا عن بقية الدول المحيطة، بواقع أكثر من 10 آلاف إصابة وما يزيد على 500 وفاة.
وكانت طهران أعلنت في 19 فبراير الماضي أول إصابتين بفيروس كورونا في قم، لكن معارضين وحتى أعضاء في البرلمان أكدوا أن الفيروس كان متفشيا في البلاد قبل هذا التاريخ.
وقال منتقدون إن نظام الملالي عرض حياة الإيرانيين للخطر من أجل مصالحه السياسية، عندما أصر على إجراء الانتخابات التي تمت بعد يومين (21 فبراير)، ودفع الناس إلى التجمعات والاختلاط، وعندما تكتم على حقيقة أرقام ضحايا فيروس "كورونا".
فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن حالة من التوتر تسود على الحدود بين العراق وإيران بسبب فيروس كورونا. ويحاول الضباط العراقيون حماية بلدهم من الفيروس القادم من إيران، ما أدى إلى رفع حالة التوتر بين البلدين.
ونقلت الصحيفة قصصاً عن حالة مأساوية تمر بها إيران جراء فيروس كورونا رواها عائدون من إيران. وذكرت أن الحدود مع إيران - الحليف الوثيق للعراق وشريكه التجاري – كانت سهلة الاختراق إلى حد كبير، إذ كانت الأسر التي تعيش على كلا الجانبين وزوار الأماكن الدينية يتجولون ذهابا وإيابا بين البلدين. لكن جائحة الفيروس التاجي غيرت ذلك بين عشية وضحاها.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد دعا، الخميس، إلى تشكيل مركز من قبل القوات المسلحة لمواجهة تفشي كورونا، وتحدث عن إمكانية أن يكون الأمر "هجومًا بيولوجيا" على إيران، أدى إلى تفشي الفيروس.
ووفقًا لما صرح به المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، فإن هناك أدلة على هجوم بيولوجي، وبالتالي فإن إجراءات القوات المسلحة الإيرانية "يمكن أن تكون أيضًا تدريبًا دفاعيًا بيولوجيًا وتعزيزا للقوة الوطنية".
لكن المرشد الإيراني لم يشر إلی تفاصیل هذه الأدلة، ولم يوضح كيف تعرضت لهذه الحرب البيولوجية كل من إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية.
وفي غضون ذلك، ذكر حسين سلامي، القائد العام للحرس الثوري، في 5 مارس/آذار، أن "كورونا قد تكون نتاج هجوم بيولوجي أميركي".
قد يهمك ايضا
حالتا إصابة جديدتان بـ"كورونا" في كربلاء والنجف في العراق
إصابات جديدة بـ"كورونا" في روسيا
أرسل تعليقك