القطيف ـ سورية24
انتهى القائمون على على تنفيذ التصميم التراثي لبيت العمدة الذي تم بناؤه في أحد أركان مشروع وسط العوامية بمحافظة القطيف السعودية، من وضع اللمسات الأخيرة للبيت، معلنين افتتاحه للزوار. ويمثل هذا البيت تحفة فنية معمارية أصيلة تحاكي البيت القطيفي، وهو يمتد على مساحة 400 متر مربع، وتم بناؤه بمواد طبيعية في مجملها، تم اعتمادها بهدف صنع متحف حي لماضي محافظة القطيف (شرق السعودية). ويجاور هذا البيت المراكز الثقافية والفنية الحديثة المنشأة بجانبه في المشروع الذي دمج الماضي بالحاضر تحقيقاً لرؤية "المملكة 2030" في جعل التراث منصة اقتصادية ثقافية تندمج مع جميع المجالات.
ونشر الحرفي حبيب آل سليس، وهو أحد القائمين على تنفيذ التصميم التراثي لبيت العمدة، الصور الأولى له بعد وضع اللمسات الأخيرة عليه. وظهر البيت في الصور من الداخل بتصاميم برز فيها اللون الأزرق المطلية به الأبواب الخشبية. وقال آل سليس لمصادر إعلامية إن تصميم بيت العمدة يعبر عن التنوع التراثي في الفن المعماري بالقطيف، لكن لم يُوظف فيه كل التراث القطيفي بل جزء منه فقط. وأوضح أنه تم مطابقة تصاميم بيت العمدة الأول بالعوامية على البيت الحالي.
ويعود وجود اللون الأزرق الذي صبغت به أبوابه إلى كون عوائل القطيف الثرية، قبل السبعينيات، كانت تعمد إلى صبغ الأبواب والنوافذ باللون الأحمر أو الأخضر أو الأزرق. من جهتها، تُرجع بعض البحوث في تراث محافظة القطيف كثرة استخدام اللون الأزرق إلى "اللازورد" وهو حجر السعادة والمحبة الذي يعد من الأحجار الوفيرة والثمينة، إذ كان الأهالي يتباهون به منذ آلاف السنيين حتى في ملبسهم، كما كانت تزجج به أقنية الفخار.وصمم بيت العمدة بفن معماري أصيل، ونفذه تحت إشراف أمانة المنطقة الشرقية الحرفيان حبيب آل سليس وعباس آل عبد الغني المتخصصان في بناء وترميم البيوت التراثية، وهما معتمدان من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
أقرا أيضا" :
ويتكون بيت العمدة من سبع غرف بالدور الأرضي، وسبع غرف أخرى في الدور الأول، بالإضافة الى مطبخ وفناء مفتوح في وسط البيت وغرفة "المربعة" وغرفة الخلوة. وفيه أبواب ونوافد خشبية وأسقف مصنوعة من "الحصير" و"البسكيل" و"الشندل"، أما الأرضيات فهي مصنوعة من الحجر البحري و"الصبان" والطين المحروق (الجص).وذكر آل سليس، أن كل جزء في خارج البيت وداخله يمثل جزءا من تراث محافظة القطيف. وشرح أنه تم بناء "بادقير" في أعلى البيت، وهي طريقة التهوية القديمة التي كانت معتمدة في المنطقة. كما تم رسم زخارف جصية بأشكال هندسية وإسلامية على الواجهات الخارجية والداخلية وعلى الروازن الخارجية والداخلية والمحاريب والأقواس.وتم زخرفة البيت بزخارف جصية في الممرات والغرف. وكانت هذه الزخارف تدل قديما على مكانة وغنى صاحب البيت. كما عمد الحرفيان إلى عمل بوابات منقوشة ونوافذ خشبية بالخشب الصلب وفتحات للإنارة تسمى "الروشن".وأكد آل سليس أنه سوف يستفاد من هذا البيت مستقبلاً في عرض أصالة البيوت التراثية بالمنطقة، لكي تشهد الأجيال القادمة أسلوب الحياة القديم وتتعرف على ثقافتها الأصيلة.
وقد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك