طرابلس - سورية24
اتَّهم "الجيش الوطني" الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، تركيا باستهداف المدنيين في مدينة الأصابعة بواسطة الطيران المسير، الثلاثاء، لصالح القوات الموالية لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، الذي سعى خلال لقائه وفدا أميركيا رسميا، إلى الإيعاز بتغير موقف الإدارة الأميركية تجاه الحرب التي يشنّها حفتر لـ"تحرير" العاصمة طرابلس.
وقال السراج، في بيان أصدره مكتبه مساء الثلاثاء، إنه جدد خلال اجتماعه في تونس الإثنين الماضي مع الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، ورتشارد نورلاند السفير الأميركي لدى ليبيا، تأكيده باعتباره القائد الأعلى للجيش الليبي، على «الاستمرار في الدفاع عن العاصمة ومدنية الدولة، والتصميم على دحر العدوان»، وأثنى على التعاون المستمر مع الولايات المتحدة في كثير من المجالات، وبخاصة مكافحة الإرهاب، ونقل البيان عن السفير الأميركي قوله خلال اللقاء الذي حضره بعض قادة حكومة السراج ومستشاريه، تأكيده بأنه «لا حل عسكري للأزمة الليبية، والولايات المتحدة تسعى إلى وقف العمليات العسكرية، وإيجاد حلول دبلوماسية لتحقيق الاستقرار والازدهار في ليبيا من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية».
وقالت «أفريكوم» إن قائدها الجديد شارك في تونس في اجتماعات تركز على الأمن الثنائي الأميركي-التونسي، والمصالح الأمنية الأميركية في ليبيا المجاورة، موضحة أن الاجتماع التمهيدي مع السراج كان بمثابة «فرصة لبناء علاقات جديدة وتقييم الوضع في ليبيا»، ونقلت عنه قوله: «نحثّ السراج على أهمية دعم الحل الدبلوماسي لإنهاء الصراع الحالي، ونحن ملتزمون بإجراء حوار مفتوح وشفاف حول هذه القضية الأمنية العاجلة».
وقالت البعثة الأممية إن رئيسها غسان سلامة أطلع في تونس الوفد الأميركي على آليات وآفاق العملية السياسية، مشيرة في بيان لها إلى «تأكيد الجميع على أن التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لضمان أمن ليبيا».
وقال المركز الإعلامي لغرفة «عمليات الكرامة» التابع للجيش الوطني، إن الطيران التركي المسيّر، الذي تجلبه حكومة السراج، قصف مدينة الأصابعة، الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب غربي طرابلس، وهو ما أدى إلى مقتل 4 موظفين مدنيين كانوا يوجدون بمقر أعمالهم بمخازن السلع التموينية. ولفت إلى أنه«كالعادة.. الأتراك الذين يقودون هذه الطائرات من غرف العمليات في طرابلس لا تهمهم دماء الليبيين الأبرياء»، وأضاف: «لن تذهب دماء الأبرياء سدى، وسينال المجرمون عقابهم».
وقالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها القوات الموالية لحكومة السراج، إن قواتها عزّزت من مواقعها في محور القربولي - الزطارنة، وتحديداً في القويعة بمنطقة تاجوراء، الضاحية الشرقية للعاصمة طرابلس، مشيرة في بيان لها إلى «سيطرتها على تمركزات لقوات الجيش بعد أن أرغمت فلوله على الانسحاب تحت ضربات المدفعية الثقيلة لقواته».
اقرأ أيضًا:
مسؤول أميركي يُوضِّح سعي أميركا لإعادة حفتر والسراج إلى طاولة المفاوضات
وقال عبدالهادي الحويج، وزير الخارجية الليبي، التابع للحكومة المؤقتة في «شرق البلاد» إن «الجيش الوطني» يخوض «معركة حاسمة لا تقبل الحياد من أجل إعادة هيبة ليبيا، والقضاء على الإرهاب وميليشياته»، وأضاف الحويج في ندوة نظّمها «اتحاد عمال مصر» في القاهرة، إن «القوات المسلحة الوطنية تمكنت من السيطرة على 90 في المائة من أراضي الدولة الليبية»، وأرى أنها «باتت على تخوم طرابلس بمقدار 7 كيلومترات فقط»، مضيفا: «كان من الممكن دخول العاصمة منذ اليوم الأول، لكن نظرا لكثافتها السكانية، فإن القوات المسلحة أعطت مهلة للدخول المنظم، حفاظاً على أرواح الليبيين»، وذهب إلى أن «الهدف مما تقوم به القوات المسلحة ليس حكم الشعب بالقوة، ولكن استعادة الدولة من إرهاب الميليشيات، والاحتكام لإرادة الليبيين عبر صناديق الانتخابات».
وتحدث الحويج عن الدور المستقبلي، الذي يجب أن تلعبه العمالة والشركات المصرية في إعادة إعمار بلاده، وقال بهذا الخصوص: «من المعيب أن لا تكون العمالة المصرية في مقدمة العمالة، التي تأتي إلى ليبيا من أجل إعمارها». ولفت إلى أن المصريين الذين دخلوا إلى ليبيا عن طريق الهجرة غير المشروعة، ومعهم أوراقهم، ولا يعانون من أمراض، وُفقت أوضاعهم من قبل الحكومة الليبية ووزارة خارجيتها. متابعاً: «نأمل في زيادة العمالة المصرية ودخولها إلى ليبيا بالطرق المشروعة، عن طريق اتحاد عمال مصر، لتجنب وقوعها فريسة للتنظيمات الإرهابية وجماعات الاتجار بالبشر».
وذكرت مؤسسة خيرية إيطالية أن قارب إنقاذ تابعا لها انتشل نحو 100 مهاجر، من بينهم نساء حوامل وأطفال «عانوا بشدة» في ليبيا. وقالت مؤسسة «ميديتيرانيه» الخيرية، في تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن السفينة «ماري جونيو» أنقذت المهاجرين من زورق مطاطي «كان مكتظاً وتتقاذفه الأمواج بعد فراغ الهواء من أحد الأنابيب بالفعل»، مبرزة أنه من بين هؤلاء 26 امرأة، بينهن «8 على الأقل» حوامل، و22 طفلاً أقل من 10 سنوات، و«6 قصر آخرين على الأقل».
قد يهمك أيضًا:
الأمم المتحدة: الجيش الوطني ألحق أضرارا بمطار مدني في غرب ليبيا
الجيش الوطني الليبي يستهدف مواقعَ لحكومة "الوفاق" في محيط غريان
أرسل تعليقك