أفاد شهود عيان بأن المئات من العراقيين انضموا إلى ساحات التظاهر والاعتصامات أمس الجمعة، لدعم مطالب المتظاهرين والمعتصمين لحسم تسمية رئيس وزراء جديد في إطار المهلة التي حددها الرئيس برهم صالح، بعد احتجاجات دامت أربعة أشهر متواصلة في بغداد و9 محافظات جنوبية.
وذكر شهود عيان أن المئات من المتظاهرين انضموا إلى ساحات التظاهر في التحرير والخلاني ببغداد ومحافظات البصرة وميسان والناصرية والمثنى والديوانية وكربلاء والنجف وبابل وواسط حاملين أعلام العراق، ويهتفون بشعارات وأهازيج شعبية تؤكد عزم ساحات التظاهر بالمضي نحو الثبات على المطالب وتشكيل حكومة انتقالية، تمهد لإجراء انتخابات مبكرة بعيدا عن تدخل الأحزاب.
وأوضحوا أن جماهير ساحات التظاهر ستبقى متمسكة بالقبول بمرشح مستقل غير منتم لأحزاب السلطة، وأن جميع الأسماء المطروحة حاليا، تم رفضها لأنها لا تمثل تطلعات ساحات التظاهر ولا الدماء التي أريقت منذ انطلاق المظاهرات في أكتوبر الماضي.
وبحسب الشهود، فإن عددا من الجسور ما زالت مغلقة منذ ساعات الصباح الأولى، في ظل انتشار أمني واسع بالشوارع، وفي محيط ساحات التظاهر، فيما أغلق متظاهرون مداخل ساحات التظاهر ونشر مجاميع لتفتيش الوافدين لتأمين الحماية لساحات التظاهر.
ويسود الهدوء في ساحات التظاهر، ولم تسجل أية اضطرابات أمنية مع ساعات الصباح الأولى.
وكانت كندا و16 دولة أدانت استخدام القوات الأمنية وميليشيات الحشد الشعبي العنف المفرط ضد المحتجين، مطالبين الحكومة العراقية بإجراء تحقيق موثوق في قضية قتل المتظاهرين.
وأطلق ناشطون دعوات لتظاهرة كبرى في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، وساحات الاعتصام في المحافظات الجنوبية، تنديدا بعمليات القتل المستمرة للمتظاهرين السلميين.
الدعوات تأتي أيضاً للضغط على الطبقة السياسية من أجل تسمية رئيس للوزراء وتحديد موعد محدد للانتخابات المبكرة والمصادقة على قانون الانتخابات.
إلى ذلك، ذكرت مصادر صحفية عراقية الجمعة أن المراسلة التلفزيونية اشتياق عادل، نجت من محاولة اغتيال من قبل ملثمين أطلقوا الرصاص عليها قرب منزلها في بغداد.
وأفادت المصادر بأن ملثمين مجهولين يستقلون دراجة بخارية أطلقوا الرصاص على المراسلة التلفزيونية اشتياق عادل، أمام منزلها في بغداد ونجت من محاولة الاغتيال لكنها أصيبت برضوض من جراء سقوطها على الأرض وصدمة بعد أن فشل الملثمون في إصابتها بشكل مباشر.
هذا وكشفت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، عن وجود خارطة طريق اممية سيتم عرضها على مجلس الامن لخلق عراق آمن ومستقر.
وقالت بلاسخارت في تصريح لقناة "سي ان ان" الأميركية، إنه "تم اعداد خارطة طريق أممية للحل تم مشاركتها مع العراقيين وستعرض على مجلس الأمن".
وأضافت أن "الخطة ليست لحل الأزمة الحالية حسب بل لخلق عراق مستقر"، معربة عن امله في ان "يتم تأييد الخطة من قبل دول العالم".
فيما أكّدت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" مساء أمس، الجمعة، تصعيد السّلطات العراقيّة للعنف ضدّ المحتجّين خلال الأسبوع الجاري، بغية إخماد الاحتجاجات المناهضة للوضع السياسي القائم؛ وذلك في تقرير نشرته المنظمة الحقوقية الدولية مساء أمس.
وأوضحت المنظمة في تقريرها أنه "في 25 و27 كانون الثاني/ يناير الجاري استخدمت السلطات العراقية العنف لإخماد الاحتجاجات التي تعم بغداد وجنوب البلاد"، مبيّنة أن "قوات الأمن أضرمت النار في خيام المتظاهرين، وأطلقت الذخيرة الحية، واعتقلت متظاهرين في بغداد، والبصرة، والناصرية".
وقالت الباحثة في الأزمات والنزاعات في المنظمة، بلقيس والي، إنّه "يبدو أن حرق خيام المتظاهرين في ساحات المدن إجراء تقوم به السلطات العراقية لإجلاء المتظاهرين السلميين عن الأماكن العامة"، وفقا للتقرير.
وأوضحت أنه "ينبغي لسلطات بغداد تلبية مطالب المحتجين عبر معالجة الفساد المتفشي وتحسين حصولهم على الخدمات الأساسية والوظائف بدل استخدامها غير المبرر للقوة".
وقال مسعفون في التقرير إن "السلطات بدأت في 25 من الشهر الجاري إخلاء ساحات الاعتصام بعد يوم من مغادرة أنصار رجل الدين البارز مقتدى الصدر الاحتجاجات، حيث شنّت السلطات ما بدا أنه حملة منسقة لإنهاء سيطرة المحتجين على الميادين المركزية في بغداد، والبصرة، والناصرية".
ووفقا لمسعفين لم ينشر التقرير أسماؤهم فإن "مسلحين ببزّات عسكرية وسيارات تستخدمها عادة قوات الأمن وصلوا إلى الساحات، وهاجموا المتظاهرين، وضربوهم، واعتقلوهم، وحرقوا خيامهم".
ووثق تقرير "هيومن رايتس ووتش" إضرام النيران بـ 130 خيمة للمحتجين، وحملات اعتقالات وإطلاق الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين يومي 26 و28 من الشهر الجاري.
ودعت المنظّمة الدّوليّة السلطات العراقية إلى التحقيق في كل وفاة حصلت على أيدي قوات الأمن، بمساعدة خبراء دوليين إذا لزم الأم... ومحاكمة أي شخص يثبت ضلوعه في استخدام القوة، حتى القادة"؛ فيما لم يصدر بعد تعليق من السلطات على التقرير.
والخميس، أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي"، مقتل 467 متظاهرًا منذ بدء الاحتجاجات المناهضة للحكومة والنخبة السياسية الحاكمة مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إلّا أنّ هذه الأرقام لا تزال أقل من المعلنة مؤخرًا من قبل منظمة العفو الدولية والرئيس العراقي برهم صالح، حيث تحدثا عن مقتل ما لا يقل عن 600 متظاهر منذ بدء الاحتجاجات.
وتأتي هذه الأرقام المتضاربة وسط إحجام وزارة الصحة العراقية وبقية المؤسسات الحكومية عن الكشف عن الأرقام المسجلة لديها.
وأجبر الحراك الشعبي حكومة عادل عبد المهدي على الاستقالة، في الأول من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ويصرون على رحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم منذ إسقاط نظام صدام حسين عام 2003.
ويعيش العراق فراغًا دستوريًّا منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية بتكليف مرشح لتشكيل الحكومة المقبلة في 16 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، جراء الخلافات العميقة بشأن المرشح
بالمقابل دعت السفارة الأمريكية فى بغداد مجددا إلى اتخاذ خطوات جادة لحماية المتظاهرين والصحفيين وناشطى المجتمع المدنى من الاغتيالات وأعمال العنف على يد من قالت إنهم "جماعات مسلحة".
وأضافت السفارة، فى منشور على حسابها فى "فيسبوك" أرفقته بفيديو عن المظاهرات والانتهاكات التى تحصل خلالها، أنها تستمر فى المطالبة بإجراء تحقيقات وبالمساءلة الكاملة لمرتكبى هذه الأفعال حسبما أفادت قناة العربية الإخبارية اليوم السبت .
من جهتها، أشارت "غرفة عمليات بغداد" إلى "اعتداء جديد على القوات الأمنية بساحة الخلاني" فى بغداد برمانة يدوية، مؤكدةً إصابة 4 عناصر أمنية.
وكان المرجع الدينى الشيعي، آية الله على السيستاني، قد جدد الجمعة تنديده باستخدام القوة ضد المتظاهرين المناوئين للحكومة، فى حين يدخل الحراك الاحتجاجى الحاشد منعطفاً حاسماً، وتتصارع الكتل السياسية على تسمية رئيس وزراء جديد.
وتأتى تعقيبات السيستانى فى حين يتواصل الاضطراب فى ساحتى الخلانى والوثبة ببغداد، حيث أصيب ما لا يقل عن 11 محتجاً الجمعة بأيدى قوات الأمن التى أطلقت عبوات الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
فى سياق آخر، نصب أنصار "التيار الصدري" خيماً فى ساحة التحرير ببغداد التى توافدوا إليها مساء الجمعة.
وكان مقتدى الصدر قد حث أتباعه على العودة إلى الشارع، بعد أسبوع من سحب دعمه للمتظاهرين المناهضين للحكومة الذين اعتصموا فى ساحة التحرير ببغداد
وقد يهمك أيضا:
دياب يؤكد أن الحكومة اللبنانية أمام امتحان كسب الثقة الداخلية والخارجية
تفاقم الأزمة اللبنانية مع سقوط مئات الجرحى من المتظاهرين وقوات الأمن
أرسل تعليقك