القدس المحتله ـ ناصر الاسعد
وصل جاير بولسونارو، الرئيس البرازيلي، إلى إسرائيل الأحد، في زيارة تستمر 4 أيام، والتي تعيد تنظيم السياسة الخارجية بنفس القدر الذي تهدئ فيه من المشاكل في بلاده، إذ تعد تقوية العلاقات مع إسرائيل أولوية لملايين الإنجيليين البرازيليين الذين ساعدوا في وصول بولسونارو إلى منصبه، وينتظرون الآن مكافأة، وهي نقل سفارة البرازيل إلى القدس، حيث يعتقدون بأن السيد المسيح سيأتي هناك للمرة الثانية.
ويعتمد الرئيس البرازيلي على الإنجيليين ودوائرهم الكبيرة في الكونغرس، في دفع أجندته التشريعية، والتي تبدأ بإصلاح غير شعبي لنظام المعاشات التقاعدية اللازمة لإصلاح المالية العامة، وفي هذا السياق، قال سوستينيس كافالكانتي، أحد المشرعين الإنجيليين في مجلس النواب: "آمل من كل قلبي أن يعلن بولسونارو عن نقل السفارة، إذا لم يعلن ذلك، سيذكره العديد من المشرعين به يوميا في الكونغرس."
ويشكل تقارب التحالف مع إسرائيل والولايات المتحدة في ظل حكم بولسونارو، تحولا في سياسة البرازيل التقليدية الخارجية الأكثر حيادية، كما أن ضابط الجيش السابق والذي يطلق عليه لقب ترامب أميركا اللاتينية، يدعم تغيير النظام في فنزويلا، مخالفا مبدأ عدم التدخل في شؤون دولة أخرى.
أقرا أيضا" :
قوة الإنجيليين
كان أكثر من 40 مليون إنجيلي برازيلي المفتاح الرئيسي لفوز بولسونارو، حيث أظهر نحو 70% منهم الدعم له في ليلة الانتخابات، ولكن مكتب الرئيس البرازيلي يركز على الأجندة المالية والأمنية بدلا من الاهتمامات الثقافية والاجتماعية للإنجيليين، وتم تعميد بولسونارو في عام 2016 في نهر الأردن، وخلال زيارته إلى إسرائيل سيزور الأماكن المقدسة، وفقا لمسؤول على دراية بالزيارة، وبرفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، سيحضر حدثا يجمع شركات التكنولوجيا الإسرائيلية، وسيوقع اتفاقية للدفاع، والأمن السيبراني والمائي والزراعي، والأمن العام والطاقة.يأتي نقل السفارة محملا بمخاطر، حيث تدهور العلاقة مع الدول العربية، إذ قال السفير الفلسطيني لدى البرازيل، إبراهيم الزابين: "مثل هذا النقل سيغير كل شيء، لن نقبله ولن تقبله أي دولة عربية. ستتغير العلاقات على جميع الأصعدة، حتى التجارية، نناشد حس الرئيس العقلاني بعدم اتخاذ هذه الخطوة."وقال أولفر ستونكيل، أستاذ العلاقات الدولية في مؤسسة غوتولو فارغاس، وهي مركز بحثي وكلية إدارة أعمال: "إمكانية معاناة الصادرات أو أن يصبح البرازيليون هدفا يضع أعضاء الفريق الاقتصادي لبولسونارو وكبار ضباطه العسكريين على حافة الهاوية"، وفي محاولة واضحة لإيجاد حل وسط، قال بولسونارو في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن البرازيل من المحتمل أن تفتتح أحد أنواع المكاتب التجارية في القدس. ولكن هذا من الممكن أن يكون محبطا لكل الأطراف، بما في ذلك نتنياهو الذي يواجه تحديا انتخابيا كبيرا، كما أنه احتفل بالفعل بنقل السفارة خلال زيارته إلى البرازيل في ديسمبر/ كانون الأول.
قد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك