تناولت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية ورشة البحرين الاقتصادية التي تنطلق اليوم في العاصمة البحرينية لمناقشة الجانب الاقتصادي من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميًا باسم "صفقة القرن". وعبّر بعض الكُتاب العرب عن رفضهم للمؤتمر واصفين إياه بـ"المشبوه".
"لا خيار إلا الصمود"
تقول صحيفة القدس الفلسطينية في افتتاحيتها: "شعبنا يثبت للقاصي والداني خاصة في المنعطفات الخطرة التي مرت وتمر بها قضيته الوطنية، بأنه شعب حي وعصي على الكسر وأفشل ويفشل جميع المؤامرات والتحديات التي تستهدفه وقضيته وأرضه ومقدساته".
وتضيف الصحيفة أن "أصوات جماهير شعبنا التي خرجت في مسيرات ضخمة منددة بصفقة القرن وشقها الاقتصادي الذي ستعقد ورشته المشبوهة اليوم في المنامة وسط غياب الفلسطينيين، لن يعلو عليها أي صوت مهما كان مصدره وحجمه، لأن شعبنا مثله مثل شعوب الأرض التي نالت استقلالها وطردت المستعمرين من بلادها في الصين والهند وكوبا والجزائر، سيسقط مشاريع التسوية التي تستهدف قضيته وتنتقص من حقوقه الوطنية".
على المنوال ذاته، يقول عمر عياصرة في السبيل الأردنية: "في مشهد ورشة البحرين، الفلسطينيون لوحدهم، رسميا، أصروا على رفض الورشة، بكل ألوانهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأظهروا إلى الآن صلابة قل نظيرها. العرب للأسف كانوا دائما يرددون عبارة (نرضى بما يرضاه الفلسطينيون) وها هم أصحاب القضية لا يرضون بورشة البحرين، ويعتبرونها خنجرا مسموما في خاصرتهم، ومع ذلك العرب لا يهتمون".
ويضيف الكاتب أن "ما يجب على الفلسطينيين أن يدركوه أن الشعوب كلها معهم، وأنهم أقوياء بتوحد موقفهم، وأنه لا خيار إلا الصمود، فالقلعة الفلسطينية هي الأمل كي تتكسر عليها لحظات الضعف... فلتتواصل تظاهرات الرفض للورشة، ولتتوحد كل القوى الفلسطينية مع الجمهور، فهذا التوحد كفيل بإسقاط كل المؤامرات مهما كانت ومهما حاولت".
ويقول طلال سلمان في المنار الفلسطينية إن "هذا المؤتمر (الخطيئة الأصلية) الوحيدة التي ترتكبها حكومة البحرين وأميرها الذي أراد العلو والرفعة فنصَّب نفسه ملكاً على جزيرة صغيرة في الخليج العربي".
أما محمد عايش فيقول في القدس العربي اللندنية إن "مؤتمر البحرين ليس بداية لمشروع سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وإنما هو تمهيد لإقامة علاقات مباشرة بين العرب وإسرائيل بما يخدم المشروع الإسرائيلي في المنطقة، كما أنه محاولة لتجاوز الفلسطينيين والقفز عنهم وعن كل مؤسساتهم وتحويلهم إلى مجرد (جالية) أو (أقلية) داخل اسرائيل، التي يعترف بها كل العرب ويقيمون معها علاقات مباشرة.
اقرأ أيضًا:
الشافعي تخضع لجلسة تصوير بفستان الزفاف وتكشف حقيقة زواجها
والأخطر من ذلك أن بعض الأنظمة العربية المتهافتة على الكراسي، قد تقدم الشرعية اللازمة للاحتلال الاسرائيلي من أجل البقاء في القدس والضفة الغربية، لا بل تقوم بتمويل الصيغة التي يقبل بها الاحتلال.. أي أنها ستتحمل تكاليف هذا الاحتلال عبر إيهامها بأنها (تستثمر) في الأراضي الفلسطينية".
ويرى الكاتب أن "أهم ما في مؤتمر البحرين اليوم أن الفلسطينيين غائبون، وكل ما عدا ذلك هو مجرد تفاصيل، فمن يريد من العرب أن يقيم علاقات مع إسرائيل فليفعل، ومن يريد أن يلقي بملياراته في جيوب ترامب فليفعل وكل هذه هوامش.. المهم اليوم أن الفلسطينيين يقاطعون هذا المؤتمر المشبوه".
من جهته، يقول رضوان الأخرس في العرب القطرية إن "فشل اتفاقية أوسلو كان سبباً مهماً من الأسباب التي أدت لاندلاع الانتفاضة الثانية، أوسلو فشلت فشلاً ذريعاً، وقد حوت في طياتها اتفاقية باريس الاقتصادية، وكانت تلك محاولة أخرى من أجل الوصول إلى وهم (السلام الاقتصادي). ورشة المنامة تعيد تكرار التجربة ذاتها بعناوين وأشكال وعبارات جديدة، فالبعض يعتقد أنه إذا قام بتسويق التجربة ذاتها بطريقة مغايرة، فإنه سيخرج بنتائج مختلفة، كمن يعتقد بأن كسوة الحمار بلباس الحصان ستجعل منه حصانا".
ويضيف الكاتب: "لا يمكن للأنظمة العربية التباهي أو الاستعراض بتبرير وجودها في هكذا مؤتمر إلى جانب الإسرائيليين، تحت مبرر دعم الفلسطينيين، لأن الفلسطينيين أنفسهم غير موجودين في المكان ويقاطعونه ويعتبرونه تنازلاً وتفريطاً بحقوقهم الوطنية. إذن الاستعراض فشل، لكن العروض تمضي على الأرض، لكنها تمضي في حقل من توترات واحتقانات متصاعدة قد تنفجر في أية لحظة".
قد يهمك أيضًا:
حجب خدمة "الاتصال" عن برنامج بوتين السنوي في هجوم إلكتروني
تحالف عالمي لمحاربة التهديدات عبر الإنترنت
أرسل تعليقك