أبحاث مشاهدة بريطانية تؤكد أن مشاهدة الأخبار على التلفزيون لم تعد تجذب الشباب
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

الأسلوب التقليدي غير الفعال الذي تقدم به النشرات لا يشجعهم على المشاهدة

أبحاث مشاهدة بريطانية تؤكد أن مشاهدة الأخبار على التلفزيون لم تعد تجذب الشباب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أبحاث مشاهدة بريطانية تؤكد أن مشاهدة الأخبار على التلفزيون لم تعد تجذب الشباب

مشاهدة الأخبار على التلفزيون لم تعد تجذب الشباب
لندن- سورية 24

أشارت أبحاث المشاهدة واستهلاك الإعلام من هيئة «أوفكوم» البريطانية إلى أن مشاهدة الأخبار على شاشة التلفزيون لم تعد تجذب الشباب الذين يتوجهون بدلاً من ذلك إلى التعامل مع منصات الإعلام الإلكترونية. ومع ذلك، فالاهتمام من الشباب لمعرفة ما يجري حولهم من أحداث لا يقل عن اهتمام فئات أخرى، ولكنهم يعانون من عدم الثقة في المصادر لمتاحة لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما لا يعرفون بدائل موثوقاً بها.

ويرى الشباب أن الأسلوب التقليدي وغير الفعال الذي تقدم به نشرات الأخبار لا يشجع على المشاهدة، ولا يتواصل معهم بلغتهم. والمتوقع أن يستمر إغفال نشرات الأخبار من الشباب مع تقدمهم في العمر، وهذا يعني أن نشرات الأخبار في صيغتها الحالية في طريقها إلى الانزواء، حيث يتناقص الاهتمام بها من مشاهدي المستقبل.يختلف رد الفعل من الخبراء نحو هذه الظاهرة، حيث يعتبرها البعض خطراً على المجتمع والديمقراطية في المستقبل، مع إهمال مصادر الأخبار المحترفة، والاتجاه إلى «السوشيال ميديا»، حيث لا توجد معايير، وتنتشر الأخبار الكاذبة.

أما البعض الآخر فيشجع ما يراه حرية واستقلال الشباب في اختيار مصادر الأخبار التي تروق لهم، ويرى أن تقديم الأخبار لهم يجب أن يتغير في أسلوبه حتى يجذب اهتمامهم، بدلاً من مطالبة الشباب نفسه بأن يتغير.مع عزوف الشباب عن مشاهدة أخبار التلفزيون، واستمرار اهتمامهم بمجريات الأحداث في العالم، كان لا بد من توجيه بعض الاهتمام للتواصل مع الشباب من خلال أساليب تقديم جديدة. ومن المحاولات التي تجرى إلكترونياً تجربة تقديم الأخبار في كبسولات مبسطة للشباب، تحت عنوان «نيوز وايز»، وهو مشروع يتوجه إلى الصغار في سن 9 إلى 11 عاماً، ويسأل الآلاف منهم في المدارس حول آرائهم في الأخبار، وما يفهمونه منها، ومطالب التغيير التي يرونها لكي تكون الأخبار جذابة.

وعبر هذا البرنامج يتم أيضاً تعليم الأطفال عن جوانب إعلامية قد تكون غامضة عليهم، مثل كيفية إعداد الأخبار، وأهمية الأخبار في الديمقراطية، واكتشاف التحيز في تقديم الأخبار، وكيفية التعرف على الأخبار الكاذبة، والفارق بين الأخبار والرأي والحقائق والإشاعات. ويكتشف الأطفال أيضاً أن الأخبار لم تعد طريقاً في اتجاه واحد، لسماع الأخبار كما هي وعدم إبداء الرأي أو الرد عليها، فالأساليب الجديدة تتيح التفاعل للشباب بتبادل الأخبار فيما بينهم والتعليق عليها.

وكشف مشروع «نيوز وايز» عن جوانب كانت مجهولة لمعدي الأخبار، مثل استهجان فصول أطفال كاملة للرئيس الأميركي ترمب، ولكن من دون معرفة الأطفال أنفسهم للسبب في ذلك. كما أن لدى الأطفال أسئلة كثيرة عن أسباب الهجمات الإرهابية، وتفسير الأخبار المركبة، والخلفيات التي ترسم ملامح الأخبار، ولكنهم لا يعرفون إلى من يتوجهون بهذه التساؤلات.
وكشفت لجنة بريطانية معنية بمحو الأمية بين الأطفال أن نصف الأطفال تقريباً لديهم مخاوف من عدم القدرة على تمييز الأخبار الكاذبة. ودعت اللجنة وسائل الإعلام وشركات التكنولوجيا والمدارس إلى دعم جهود الكشف عن الأخبار الكاذبة واستبعادها. كما طالبت بتدريب الأطفال على التعرف على الأخبار الكاذبة على المنصات الإلكترونية التي يتابعونها، حيث يمكن رصد هذه الأخبار التي لا توجد لها مصادر، وتعليم الأطفال كيفية الحكم على الأخبار، وعدم تصديق كل ما يسمعونه أو يشاهدونه. وهذه المهارات ضرورية للجيل الجديد الذي يعيش حياته في الواقع الافتراضي. وهناك اقتراحات بتغيير المناهج الدراسية لكي تأخذ في الاعتبار التغييرات الواقعة في عالم الميديا الحديث.

المناخ المطلوب هو توفير المجال للمناقشة والاختلاف في الرأي، من دون تنمر أو عدوانية أو خوف، حيث يتعلم الأطفال كيفية الاستماع، واحترام وجهات النظر، وتوجيه الأسئلة. ويرى البعض أن الشباب ينعزل عن الأخبار المركبة التي تستمر لفترات طويلة، ولا يعرف الفارق بين الأخبار والرأي. والمطلوب في هذه الحالات هو تبسيط الأخبار، وهي مسألة قد تفيد الكبار أيضاً في فهم الأخبار.

ومن التحولات الملحوظة أيضاً في استهلاك الأخبار أن المشاهدة أصبحت ممارسة فردية بين الأشخاص والمنصات الإلكترونية التي يتواصلون من خلالها. ولعكس هذا التوجه، يمكن للأخبار أن تكون ضمن عناصر المناقشة في المدارس والمنازل، بحيث يتاح مجال المناقشة العامة لجوانب الأخبار، من حيث المصداقية أو عدمها.

وعودة إلى هيئة «أوفكوم» البريطانية التي تراقب الإعلام وتوجهات المشاهدة، حيث ترصد فترات المشاهدة بين الأعمار المختلفة، وتكشف أن فترة المشاهدة اليومية لأخبار التلفزيون تصل إلى 33 دقيقة بين كبار العمر فوق 65 عاماً، ولكنها لا تزيد على دقيقتين بين الشباب في عمر 16 - 24 عاماً. كما رصدت أن نصف تعداد بريطانيا لا يستقي الأخبار من التلفزيون، وإنما من وسائط التواصل الاجتماعي.
هذه التوجهات الجديدة قد تغير كثيراً من المفاهيم التقليدية، وقد يكون لها انعكاسات سياسية. فالأحزاب البريطانية مثلاً كانت تعتبر أن التواصل الشعبي الأهم هو عبر شاشات التلفزيون، وأن نشرة العاشرة مساء هي وسيلة التواصل الحيوية مع الشباب، ولكن هذه الافتراضات قد تكون صحيحة بالنسبة لكبار العمر، ولكنها ليست كذلك بالنسبة للشباب.

وتتيح وسائل التواصل الاجتماعي جانباً مهماً يفتقده التلفزيون، وهو إمكانية التعليق على الأخبار، والمشاركة في مناقشة عامة حول المواضيع الحيوية. وفيما كانت «بي بي سي» هي المصدر العام الأهم للأخبار في بريطانيا في الماضي، فإنها الآن تحتل مع محطة «آي تي في» نسبة 60 في المائة من الاهتمام العام، ثم تدخل على مسرح الأحداث منصة «فيسبوك» بنسبة 35 في المائة، وتدخل ضمن وسائط بث الأخبار حالياً بنسب صغيرة مصادر جديدة مثل «واتساب» و«تويتر» و«إنستغرام».

ومن الملاحظات الأخرى في تقرير «أوفكوم» الأخير أن قراءة الصحف التقليدية زاد عبر مواقع الصحف على الإنترنت، ولم يقل إلا على الطبعات الورقية. وما زالت قطاعات كبيرة من كبار السن تفضل الاطلاع على الأخبار من مصادرها التقليدية. أما الشباب فهو يتبع وسائط أخرى قد تكون لها توجهات مختلفة عن الإعلام العام فيما تعتبره أخبار مهمة للشباب. وما يهم الشباب في نهاية المطاف ليس بالضرورة العودة إلى التلفزيون، وإنما تقييم الأخبار التي تعرض له، والمشاركة في مناقشتها، وإغفال الأخبار الكاذبة التي تأتيه بلا مصادر، وتكوين صورة عامة للأخبار التي تهمه من مصادر متعددة يكون فيها هو المشاهد والحكم في الوقت نفسه.

قد يهمك أيضًا:

الحكومة النيبالية تؤكد أن 1426 من مواطنيها لقوا حتفهم في قطر منذ عام 2010

صحافيون مكسيكيون يطالبون بحمايتهم بعد مقتل 3 من زملاءهم في اقل من أسبوع

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبحاث مشاهدة بريطانية تؤكد أن مشاهدة الأخبار على التلفزيون لم تعد تجذب الشباب أبحاث مشاهدة بريطانية تؤكد أن مشاهدة الأخبار على التلفزيون لم تعد تجذب الشباب



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24