نظريات تقبل تغطية أحداث العنف وحوادث التطرّف وأخرى ترفض
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

يضطرّ بعض الإعلام إلى لقاء شخصيات كريهة للرأي العام

نظريات تقبل تغطية أحداث العنف وحوادث التطرّف وأخرى ترفض

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نظريات تقبل تغطية أحداث العنف وحوادث التطرّف وأخرى ترفض

تغطية احداث العنف
واشنطن -

 يستغلّ بعض المتطرفين الإعلام مِن أجل نشر أيديولوجياتهم وأفكارهم، ومن ناحية أخرى يسعى الصحافيون إلى تغطية الأحداث بأنواعها ومنها الأحداث العنيفة وأعمال التطرف، ويضطر الإعلام ضمن هذه التغطية إلى لقاء شخصيات متطرفة كريهة للرأي العام، لكنها تمثّل أهم جوانب ظاهرة التطرف، وهنا يحتدّ النقاش بشأن كيفية التعامل مع ظواهر التطرف إعلاميا، وهل تشجع تغطية الإعلام للتطرف والمتطرفين على المزيد من التطرف أم أنها تكشف زيف ادّعاءات وأفكار التطرف والمتطرفين؟

تحذّر إحدى النظريات مِن تغطية أحداث العنف وحوادث التطرف على أساس أن "العنف يولّد العنف"، وفي دراسة أجراها البروفيسور مايكل جيتر من جامعة ميدلين في كولومبيا بالتعاون مع باحث ألماني من معهد دراسات العمل في بون، تم تحليل أكثر من 60 ألف حادثة إرهاب خلال الفترة ما بين 1970 حتى 2012 نُشرت في صحيفة "نيويورك تايمز".

ولاحظ جيتر أن العالم شهد تصاعدا في أعمال التطرف خلال الـ15 عاما الأخيرة، وبلغ عدد حوادث التطرف في عام 1998 نحو 1395 حادثة لكن الرقم ارتفع بشدة في عام 2012 ليصل إلى 8441 حادثة، كما أن عدد الضحايا ارتفع من 3387 إلى 15396 عبر 15 عاما، وفي معظم الحوادث لجأت الجماعات المتطرفة إلى استخدام الإعلام للترويج لأفكارها.

كانت أبرز الأمثلة مشاهد الفيديو التي بثها تنظيم داعش لجز رؤوس الضحايا وتسجيل الفعل الشنيع لإعلام العالم، وبعدها طالبت جهات متعددة بمنع "أكسجين الدعاية" عن مثل هذه الجماعات العنيفة.

ويقول البروفيسور جيتر إن المنظمات المتطرفة تحتل صدارة التغطية في تلفزيونات العالم، وهي تستخدم هذه التغطية من أجل بث أفكارها ونشر الفزع وتجنيد المزيد من المتطرفين، وقارن جيتر بين الحوادث التي تلقت تغطية إعلامية كثيفة وبين حوادث أخرى تماثلها خطورة لكنها لم تستحوذ على اهتمام الإعلام بسبب حوادث أكبر في الأهمية مثل الأعاصير والكوارث الطبيعية.

ووجد أن الحوادث التي حظيت بتغطية إعلامية مكثفة أدت إلى زيادة أحداث العنف في البلدان نفسها، خلال الأسابيع التالية بنسب تتراوح ما بين 11 و15 في المائة، وتوصل جيتر إلى نتيجة أن كل مقال إضافي نُشر في "نيويورك تايمز" عن حادثة متطرف أدى إلى مقتل ضحية أو اثنين في الأسبوع التالي للحادث المتطرف.

ولاحظ أيضا أن الهجمات الانتحارية تستحوذ على اهتمام إعلامي أكثر من الحوادث الأخرى، مما يشرح توجه الجماعات المتطرفة إلى الاعتماد المتزايد عليها، وهو ينظر إلى التغطية الإعلامية للتطرف ليس فقط من زاوية تشجيع هجمات جديدة لكن أيضا من باب التحذير من هجمات أخرى وشيكة خلال أيام من وقوع الهجمة الأولى، لكنه يضع الأمور في نصابها الصحيح بالقول: إن 42 إنسانا يقع ضحية للتطرف يوميا في العالم مقارنة بنحو سبعة آلاف طفل يموتون جوعا وبأمراض متعلقة بسوء التغذية يوميا.

وهو يقترح، بناء على البحث المكثف الذي أجراه، إعادة النظر في التغطية الإعلامية المبالغ فيها لحوادث التطرف، ومنع المتطرفين من الحصول على منصة إعلامية مجانية، وهو ينصح الإعلام بتغطية الأحداث الأخرى التي تسبب الأضرار حول العالم بدلا من التركيز على قسوة المتطرفين وأفعالهم اللا إنسانية.

وتشير أبحاث أميركية أخرى إلى أن المطلوب من الإعلام هو تغيير أسلوب تغطية الحوادث المتطرفة وليس كمّ أو عدد مرات التغطية، ونظر أحد الأبحاث إلى 600 تغطية إعلامية للتطرف خلال 3 أشهر في عام 2015 من 20 مصدرا، ووجد أن التركيز الإعلامي كان على جانب العنف وليس على وسائل حل الأزمات بطرق غير عنيفة.

ووجدت الدراسة أن الإعلام الأميركي ذكر التدخل العسكري الأميركي 199 مرة، وهو عدد مرات يزيد على إجمالي ما نُشر عن الجهود الدبلوماسية والتدخل الإنساني والأساليب اللاعنفية، وفي أربع حالات من وسائل إعلام أميركية تم إغفال الحلول غير العنفية بالمرة عبر فترة وصلت إلى ثلاثة أشهر.

وخلال 3 أشهر فقط في عام 2015 ضمن نموذج الدراسة الذي شمل 20 مؤسسة إعلامية أميركية، جاء ذكر الإسلام مرتبطا بالعنف 475 مرة، سبعة أضعاف أكثر من ذكر المسيحية و23 ضعفا أكثر من ذكر اليهودية، ولم تذكر التغطية أن النصوص الدينية، في كل الأديان، يمكن أن تُتخذ سلاحا يُساء استخدامه.

والغريب أن وسائل الإعلام يتغذى بعضها من بعض في موضوعات التطرف، فتذكر وسيلة صحافية أن مصدرها هي وسيلة أخرى من دون بذل العناء للبحث عن مصادرها الخاصة، وفي بريطانيا ثار الرأي العام على الإعلام المحلي لاستضافته ومحاورته متطرفين عنيفين من أمثال أنجم تشودري، المتطرف، وستيف بانون المتطرف الأميركي اليميني، وبلغ الأمر أن وسائل إعلام منعت بث أو نشر أي أخبار عن تشودري، لمنع نشر أفكار الكراهية التي يحملها.

ويرى مراقبون في الإعلام البريطاني أن الشروط القاسية المفروضة على تشودري عند إطلاق سراحه في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، سوف تؤدي به إلى كسرها في النهاية والعودة مرة أخرى إلى السجن.

وإذا كانت حالة تشودري واضحة للإعلام البريطاني والغربي في منع "أكسجين الدعاية" عنه، فهناك حالات ليست بنفس القدر من الوضوح لليمين المتطرف الذي ارتفعت أسهمه في أوروبا في السنوات الأخيرة بسبب الإعلام، فهناك حالات واضحة لوسائل إعلام يمينية تتماشى مع الأفكار اليمينية، بل إن بعضها يشجعها ويصب الزيت على النار أحيانا بالتحريض ضد المهاجرين أو اللاجئين على أساس أنهم يهددون المجتمع الأوروبي ويؤرقون سلامته.

وتبذل الدول الغربية حاليا جهودا من أجل الضغط على شركات التواصل الاجتماعي لاستعادة زمام السيطرة على المواقع ومنع المواد المتطرفة التي تشجع على العنف، لكنه جهد يقول البعض إنه جاء متأخرا بعض الشيء

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظريات تقبل تغطية أحداث العنف وحوادث التطرّف وأخرى ترفض نظريات تقبل تغطية أحداث العنف وحوادث التطرّف وأخرى ترفض



GMT 11:03 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020

GMT 09:50 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجوزاء 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 23:09 2021 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

ديمة الجندي تسترجع ذكرياتها مع حاتم علي

GMT 07:47 2019 الأربعاء ,25 أيلول / سبتمبر

مرتضى يتحدى الجبلاية ويفتح النار على جنش والخطيب

GMT 15:02 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

"رولز رويس" تكشف مكانة السيارات في الستينات

GMT 16:27 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

كيتي بيري تعاني إدمان التسوق والتبذير

GMT 11:35 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تطبيق جديد يشبه Photoshop يصل الهواتف الذكية

GMT 18:22 2020 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

نور الشربيني تمثل مصر في نهائي جي بي مورجان للاسكواش

GMT 19:15 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

«ملامح الخمسينيات»... مفردات تعكس حالة من الحنين للماضي

GMT 12:41 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

حالات يجب فيها تغيير زيت محرك السيارة فورًا تعرف عليها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24