دمشق - سورية 24
ناقش المشاركون خلال جلسات اليوم الأول من مؤتمر التطوير التربوي الذي تقيمه وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي بعنوان "رؤية تربوية مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن"، الاستراتيجية الوطنية المستقبلية للتربية في سورية ومتطلبات الارتقاء بجودة التعليم في ظل تحديات القرن الحادي والعشرين إضافة إلى واقع التعليم المهني والتوجهات الدولية المعاصرة في مجال الطفولة المبكرة.وقدم المشاركون في المؤتمر المنعقد في قصر المؤتمرات بدمشق حتى الثامن والعشرين من الشهر الجاري مجموعة من الأبحاث وأوراق العمل حول أهمية مأسسة التعليم البديل في سورية وربطه مع التعليم النظامي وسياسة التوجيه في نظام التعليم السوري وآفاق تطويرها وأخلاقيات التربية والتعليم في سورية والثقافة التنظيمية الإدارية ودورها في تحسين جودة الأداء الإداري للعاملين في وزارة التربية وتطوير آليات انتقاء القيادا ت التربوية في الوزارة ودور المنظمات الأهلية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة إضافة إلى توظيف موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك في دعم خدمات التعليم الجامعي كمعزز لدور المدرس ومكونات المناهج في ظل العالم المتغير.
ودعا المشاركون في مداخلاتهم، إلى ضرورة تطوير إمكانيات ومواهب المعلم والتركيز على منظومة القيم في التربية وتعزيز التنافس الإيجابي بين الطلاب وضرورة الربط بين الأخلاقيات والواقع الاقتصادي والاجتماعي للمعلم وتطوير عملية الامتحانات بحيث تركز على قياس مهارات الطلاب.وأشار الدكتور أندريه إميلينوف مدير قطاع التعاون الدولي والعلاقات العامة في روسيا إلى أنه رغم اختلاف الثقافات بين البلدان إلا أن أنظمة التعليم في جميع الدول تسعى إلى تحقيق هدف التنمية المستدامة معتبراً أن التعاون والتنسيق بين المشاركين يسهمان في الوصول إلى تعليم شامل بكلفة ميسرة.وأكد إميلينوف استعداد بلاده لمساعدة سورية في مجال التعليم من خلال تبادل الخبرات في هذا المجال مبينا أن هناك الكثير من العمل يجب فعله لتجاوز الصعوبات والمشكلات التي تعترض النظام التعليمي منوها بالإقبال الكبير على تعلم اللغة الروسية في سورية والتي باتت تحظى بشعبية كبيرة.ومن الصين أعرب الخبير في التعليم العالي ياو هاوغن عن تقديره للجهود التي تبذلها الحكومة السورية في سبيل إعادة إعمار التعليم في سورية والخطط المستقبلية التي تضعها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة مستعرضاً مجموعة من الحالات التي أسهمت في تحسين جودة التعليم في بلاده.
وتحدث عبد الحكيم الحماد معاون وزير التربية عن الجهود التي تبذلها الوزارة لمعالجة المشكلات في القطاع التربوي مبيناً أن أبرز المجالات التي ينبغي التركيز عليها هي إعداد المعلم والمتعلم والاهتمام بالمهارات الحياتية والعمل التطوعي وإنشاء جيل محب لوطنه يحترم ثوابته الوطنية.واستعرض الدكتور سعيد خراساني معاون وزير التربية لشؤون التعليم المهني والتقني مجموعة من المفاهيم والتعريفات المرتبطة بالتعليم البديل والتحديات التي تواجه عملية التعليم حالياً من التسرب والأطفال والشباب القادمين من دول اللجوء والمشكلات التعليمية والتربوية التي ظهرت نتيجة الحرب مشيراً إلى ارتفاع نسب التسرب المدرسي وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي حيث بلغت في عام 2017-30 بالمئة بعدما كانت 6ر3 بالمئة في عام 2010 وارتفاع نسبة عدم الالتحاق بالمدارس والانقطاع عن المدرسة لفترات تتراوح بين شهر وسنة دراسية كاملة وارتفاع نسبة الأمية.واستعرض خراساني البرامج التعليمية البديلة المطبقة في سورية لمن فاتهم فرص التعليم مثل مناهج الفئة ب التي أعدتها وزارة التربية للمواد الأساسية وذلك بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” والذين تتراوح أعمارهم بين 8 و15 عاماً.
أقرا أيضا" :
بدوره لفت الدكتور رياض طيفور معاون وزير التعليم العالي إلى أن هناك خطة في الوزارة لإعادة النظر بواقع التعليم المهني وتعديل آلية قبول الطلاب في مختلف اختصاصاته والتشريعات والقوانين الخاصة بهذا المجال.وأكد نقيب معلمي دمشق عهد الكنج خلال الجلسة ضرورة الاهتمام بالمعلم كأساس للعملية التربوية وفرز وتحديد المشكلات التي تواجه قطاع التربية في النواحي المختلفة وتبادل الآراء والخبرات من المختصين والأكاديميين حول الحلول الممكنة لهذه المشكلات وفق الإمكانات الراهنة ومتطلبات مرحلة إعادة الإعمار داعياً إلى مراعاة الفروق في التعليم بين الريف والمدينة وسد حاجات كل منهما مع إعطاء الأولوية للتعليم المهني والتقني ووضع السياسة التربوية العامة للتعليم في سورية بما يضمن تحقيق الانتماء الوطني من جهة ومواكبة التطور المعرفي المتسارع من جهة أخرى.ومن كلية التربية بجامعة حلب بين الدكتور هيثم أبو حمود أن العملية التربوية بجميع مكوناتها تعتبر أحد مرتكزات الأمن القومي يتحدد من خلالها مستوى الدولة وتقدمها واستمرارها وبالتالي فإن السياسية التربوية ليست جزءاً منفصلاً عن السياسة العامة للدولة لافتاً إلى ضرورة صياغة فلسفة تربوية خاصة عربية سورية تأخذ بالمتغيرات التربوية العالمية المعاصرة.ودعا إلى صياغة فلسفة تربوية تعكس طموحات الدولة وتطلعاتها المستقبلية وذلك من خلال توصيف الملامح وماهية تمثيل سلوك المتعلم لتكون بمثابة خارطة طريق تحدد طبيعة القيم وحدود المعارف التي يمكن أن يمتلكها المتعلم.وكانت فعاليات مؤتمر التطوير التربوي الذي تقيمه وزارة التربية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي انطلقت صباح اليوم في قصر المؤتمرات بدمشق تحت عنوان رؤءية تربوية مستقبلية لتعزيز بناء الإنسان والوطن.
وقد يهمك أيضا" :
أرسل تعليقك