موسكو- سورية 24
لا يعيش سوى 6 أشخاص في بيختوفوييه، وهي بلدة معزولة في روسيا تفصلها كيلومترات من الغابات والمستنقعات عن باقي العالم، غير أن ساعية البريد جالينا إرمولوفا تساعد على تأمين حاجات أبناء منطقتها.
كلّ أسبوع، تركب إرمولوفا سيارتها الرباعية الدفع الكبيرة لتقطع الغابة السيبيرية باتّجاه أقرب مكتب بريدي، تجلب منه بريد جيرانها ومعاشاتهم التقاعدية وبعض الحاجيات.
تقول المرأة الخمسينية التي تعيش في بيختوفوييه مع زوجها: "عهدنا الذهاب بالجرّارة لكن الرحلة كانت تستغرقنا 3 ساعات لقطع 16 كيلومترا".
غير أن حياتها تبدّلت قبل بضعة أشهر، عندما قدّم لها ابنها مركبة كبيرة رباعية الدفع زودّت بعجلات ضخمة، وأدخلت عليها بعض التعديلات بمساعدة صديق.
ولم تعد الرحلة تستغرق سوى ساعة واحدة للوصول إلى بلدة إمشيجال، حيث تعيش مئة نسمة.
ترعى الأبقار حول المكتب البريدي، الذي يقوم أيضًا مقام محل تجاري تشتري منه جالينا السكّر ومنتجات التنظيف وسوائل الاستحمام لتوزيعها على الجيران عند عودتها.
في الثمانينيات، كان نحو 450 شخصًا يعيش في بيختوفوييه على بعد 300 كيلومتر من شمال أومسك، أكبر مدن سيبيريا الشرقية.
لكنّ المدرسة أغلقت أبوابها في العقد التالي، ومع مرور السنين لم يبق في البلدة سوى الكبار في السنّ.
عملت جالينا مدرّسة ثمّ أمينة مكتبة فبائعة، وعندما "اندثرت كلّ هذه المهن من البلدة، التحقت بمكتب البريد"، بحسب ما تروي.
جالينا وزوجها الذي يعمل في قطاع حراسة الغابات، هما الوحيدان في بيختوفوييه اللذان ما زالا يزاولان عملا، وتقول: "لسنا سوى 6 أشخاص هنا، وعملي يساعدني على التواصل مع الناس".
لكن جالينا أكثر من ساعية بريد في نظر جيرانها، فهي تجلب بعد كلّ رحلة البريد والحاجيات وأيضا أخبارا من المنطقة.
ويقول فلاديمير نيوجوييف (58 عاما): "كيف لنا أن نعرف ما يحصل في الجوار لولاها، حتّى لو لدينا تلفاز فيه 120 قناة؟".
قد يهمك أيضًا:
السودانيات يكافحن للحصول على تمثيل أفضل رغم المشاركة الكثيفة في المظاهرات
قصة حب نادرة بفارق 56 عامًا بين العريس وعروسه تتصدر الصحف في إندونيسيا
أرسل تعليقك