من خلال أنشطة متجددة تحيي دول العالم في الـ 25 من الشهر الجاري من كل عام حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي والتي تستمر لغاية الـ 10 من الشهر القادم بهدف زيادة الوعي المجتمعي بأهمية مناهضة العنف ودعم وتمكين النساء الناجيات منه.
ويصنف العنف ضد المرأة كأشد أشكال التمييز حسب الأمم المتحدة حيث تتعرض امرأة واحدة من بين كل ثلاث نساء ل العنف الجسدي أو الجنسي في مرحلة ما من حياتهن لهذا تركز الجهود الحكومية والأهلية في جميع انحاء العالم لمناهضته ودعم الناجيات منه وإعادة دمجهن بالمجتمع.
وفي سورية تعمل الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان بالتعاون مع الجهات المعنية على وضع البرامج والخطط لدعم وتمكين المرأة تعليميا واجتماعيا واقتصاديا ولاسيما اللواتي تعرضن للعنف بمختلف أشكاله حيث أوضح رئيس الهيئة الدكتور أكرم القش أنه أعيد تفعيل المرصد الوطني للعنف التابع لها منذ تموز الماضي بشكل تجريبي وحتى آخر العام الجاري ليصار بعدها إلى تقييم التجربة وتعميمها على باقي المحافظات.
وتم تحديد 20 نقطة بدمشق لرصد حالات العنف التي تصل إلى مشافي وزارتي الصحة والتعليم العالي ووزارة الداخلية ومراكز الأمانة السورية للتنمية والجمعيات الأهلية وفق الدكتور القش الذي أوضح أنه تم تدريب وبناء قدرات الكوادر العاملة بنقاط الرصد بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان مشيرا إلى أن مخرجات رصد حالات العنف ستكون تقارير إحصائية تحليلية تساعد صانعي القرار في وضع الخطط المتعلقة بمواجهة العنف وخطط استجابة مناسبة على المستويين الأسري والمجتمعي.
وحول عمل وحدة حماية الاسرة التي افتتحتها الهيئة عام 2017 أوضح الدكتور القش أنها أول جهة حكومية مختصة لمعالجة حالات العنف الواقعة على النساء والأطفال وتأمين إقامة مؤقتة وإعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع إضافة إلى خدمات واستشارات قانونية وطبية ودعم نفسي اجتماعي وبرامج إعادة تأهيل وتدريب مهني لافتا إلى أن الهيئة تقدم حاليا الخدمات ذاتها للنساء والفتيات الراغبات من غير المقيمات بها.
وتحضر الوحدة لوضع خط اتصالات “خط المساعدة” لتقديم خدمات المشورة والدعم بكل أشكاله للنساء في مختلف أماكن تواجدهن وربطهن بنظام إدارة الحالة في حال الحاجة أو عبر الجمعيات الأهلية العاملة في مكان تواجد طالبات الخدمة.
وأشار الدكتور القش إلى أن الإطار الوطني لتمكين المرأة الذي أعدته الهيئة بالتعاون مع الجهات المعنية أصبح جزءا من برنامج سورية ما بعد الحرب موضحا أنه نتيجة للظروف التي فرضتها الحرب الإرهابية تعددت أدوار المرأة بالمجتمع وأصبحت مشاركتها أوسع ومعيلة لأسرتها لذلك خرجت عن دورها النمطي ودخلت مختلف مجالات سوق العمل لتصل نسبة مساهمتها به وفق بعض المسوحات إلى 24 بالمئة.
وفي إطار دور القطاع الأهلي في هذا المجال تأتي نشاطات جمعية جذور للتنمية والدعم النفسي والاجتماعي حيث أطلقت بمشاركة عدد من الجمعيات الأهلية حسب رئيسة مجلس إدارتها خلود رجب الشهر الماضي حملة “إيفا” لدعم وتمكين النساء اقتصاديا تضمنت إقامة فعالية أفضل طاهية شاركت بها أكثر من 40 سيدة بهدف تمكين أدواتهن لدخولهن سوق العمل بشكل أوسع.
وتحضر الجمعية بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بدمشق وفق رجب لإقامة فعالية بعنوان”زنوبيا” بمشاركة عدد من الفنانين التشكيليين لتسليط الضوء على قضايا العنف ضد المرأة عبر الفن إضافة إلى مجموعة من النشاطات التوعوية تجاه قضايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وضمن أيام الحملة التي تنفذ أنشطتها في سورية تحت شعار “من حقك تحكي” تقيم جمعية الندى التنموية التي تأسست عام 2005 بازارا تعرض به المنتجات والصناعات اليدوية الفنية والاكسوارات والأطعمة والثياب لعدد من النساء بشكل مجاني حسب منسقة برنامج مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في الجمعية غفران النوفي.
وتبدأ الحملة في الـ 25 من تشرين الثاني وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي في العاشر من كانون الأول وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان حيث أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 1991.
وصدقت سورية عام 2002 على اتفاقية سيداو التي اعتمدتها الأمم المتحدة عام 1979 وهي اتفاقية دولية لمناهضة العنف والتمييز ضد المرأة تضم 30 مادة وصدقت عليها 189 دولة.
وقد يهمك أيضا:
سيدة تكشف كواليس لقائها مع سوزان مبارك في أحد المقاهي المصرية
علاء مبارك والدي سيتحدث عن ذكريات حرب أكتوبر قريبًا
أرسل تعليقك