البريطانيون يتسببون في انتقال آفة إلى أستراليا بسبب احترافهم صيد الثعالب
آخر تحديث GMT06:28:45
 العرب اليوم -

بفضل المستعمرين والمهاجرين نحو مناطق مختلفة من العالم

البريطانيون يتسببون في انتقال آفة إلى أستراليا بسبب احترافهم صيد الثعالب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - البريطانيون يتسببون في انتقال آفة إلى أستراليا بسبب احترافهم صيد الثعالب

صيد الثعالب
لندن ـ سليم كرم

كان صيد الثعالب من أهم رياضات الصيد بكل من إنجلترا وبلاد الغال وأيرلندا. وظهر هذا النوع من الصيد التقليدي بهذه المناطق خلال القرن الـ15 وانتشر لاحقاً بفضل المستعمرين والمهاجرين نحو مناطق مختلفة من العالم ككندا والولايات المتحدة الأميركية والهند وأستراليا، واستمر صيد الثعالب ببريطانيا لقرون عديدة قبل أن يعرف نهايته مطلع القرن الـ21 بكل من إنجلترا وأسكتلندا وبلاد الغال بفضل جملة من القوانين التي حظرت هذه الممارسة.

مع انتقالهم نحو مستعمرتهم بأستراليا، اصطحب البريطانيون منذ النصف الأول من القرن الـ19 نشاطهم التقليدي بصيد الثعالب معهم، والذي كان حينها مخصصاً بالأساس للطبقات الثرية. وبسبب غياب هذا الحيوان بالأراضي الجديدة، قرر الإنجليز نقل أعداد من فصيلة الثعالب الحمراء عبر المحيطات لإطلاق سراحها بأستراليا بهدف دفعها للتكاثر هناك واستغلالها لاحقاً في أغراض الصيد.

وبدايةً من العام 1833، أدخل البريطانيون العشرات من الثعالب الحمراء إلى جزيرة تسمانيا، المعروفة حينها بأراضي فان ديمن (Van Diemen)، ومناطق من مستعمرة نيوساوث ويلز في أستراليا. لكن هذه الثعالب الحمراء فشلت في التأقلم بجزيرة تسمانيا بسبب مبدأ التنافس الإقصائي حيث تنافست هذه الفصيلة من الثعالب مع حيوان "شيطان تسمانيا" وفشلت في التأقلم. لكن في نيوساوث ويلز، نجحت الثعالب الحمراء في فرض نفسها كحيوانات مفترسة وتمكنت خلال بضعة عقود من التكاثر بشكل سريع بفضل وفرة مصادر الغذاء وإقدام البريطانيين على إدخال الأرانب، الطعام المفضل للثعالب، المصنفة كحيوانات دخيلة على أستراليا.

خلال العقود التالية، تكاثرت الثعالب الحمراء بشكل مذهل بجنوبي أستراليا وقُدرت أعدادها بالملايين. وكونها عنصراً دخيلاً، ساهمت الثعالب الحمراء في تخريب النظام البيئي بأستراليا لتصنّف بسبب ذلك سنة 1893 كآفة من قبل السلطات المحلية. فضلاً عن ذلك، امتد انتشار هذه الحيوانات لمناطق أخرى من أستراليا فوصل في غضون فترة وجيزة كلا من كويندلاند وفيكتوريا.

على حسب السلطات الأسترالية، ساهمت الثعالب الحمراء التي جاء بها البريطانيون في انقراض ما لا يقل عن 10 أنواع من الحيوانات كان أهمها جرذ كنغر الصحراء، كما شارفت عشرات الأصناف الأخرى، كآكل النمل المخطط والكوكا، على الانقراض حيث أقصيت من المناطق التي لطالما عاشت بها وانحصر وجودها ببعض الجزر والمناطق النائية التي لم تبلغها الثعالب الحمراء. وببعض مناطق أستراليا، طورت هذه الحيوانات الدخيلة مهارات لتسلق الأشجار فعمدت لمهاجمة وافتراس صغار حيوان الكوالا.


على مدار سنوات، اعتمدت أستراليا العديد من الطرق للحد من انتشار الثعالب الحمراء، فلجأت لتسميم مصادر المياه القريبة من تجمعاتها وسنت قوانين سمحت بصيدها على مدار العام، كما وفرت تقنيات صيد متقدمة ضدها. كما أجريت العديد من الدراسات لإقحام حيوانات أخرى منافسة للثعالب الحمراء بالمنطقة وعلى رأسها الكلب الأسترالي الملقب بالدانغو.

وسنة 2012، قدّر عدد الثعالب الحمراء بأستراليا بأكثر من 7 ملايين، وأمام هذا الوضع لجأت سلطات ولاية أستراليا الغربية لاعتماد إجراءات صارمة لملاحقة وقتل هذا الحيوان الدخيل بهدف الحد من انتشاره بالمنطقة وحماية الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض.

وقد يهمك أيضا:

دراسة تكشف مستويات عالية من التلوث تضرب غالبية الشواطئ الأميركية

syria

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البريطانيون يتسببون في انتقال آفة إلى أستراليا بسبب احترافهم صيد الثعالب البريطانيون يتسببون في انتقال آفة إلى أستراليا بسبب احترافهم صيد الثعالب



GMT 17:26 2021 الأحد ,07 آذار/ مارس

النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021
 العرب اليوم - النجمات في الغولدن غلوب للعام 2021

GMT 09:58 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الأسد 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2020

GMT 12:34 2020 الإثنين ,29 حزيران / يونيو

يحذرك هذا اليوم من المخاطرة والمجازفة

GMT 12:55 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

التحالف" يبلغ "قسد" ببقائهم في دير الزور حتى القضاء على داعش"

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الذهب في سورية اليوم الثلاثاء 6 تشرين الأول / أكتوبر 2020

GMT 20:38 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إفلاس 5 شركات في ظل الأزمة الاقتصادية التركية

GMT 08:15 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

لوحات تحكي بلسان الأطفال في معرض لون وحب لسناء قولي

GMT 00:33 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب خليج ألاسكا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Syria-24 Syria-24 Syria-24 Syria-24
syria-24 syria-24 syria-24
syria-24
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
syria-24, syria-24, syria-24