دمشق - سانا
تشغل تجربة الشاعرة فاطمة سليمان الأحمد الملقبة بفتاة غسان في ديوان الشعر النسائي السوري المعاصر حيزا مهما بمشارب الأصالة التي نهلت منها مع قدرتها على التجدد وطرق أبواب غير مألوفة في الشعر.
نشأة الشاعرة الأحمد المولودة بقرية السلاطة في ريف اللاذقية عام 1908 في كنف أسرة محبة للعلم وللغة العربية أفسح لموهبتها الشعرية بالظهور مبكرا فنظمت الشعر الموزون في سن 14 وكرست قصائدها ضد الاحتلال الفرنسي وفي محاربة الجهل والتخلف والتعصب فضلا عن التغني بالطبيعة وصدر لها كتاب واحد ضم قصائدها وترجمة لها وتوفيت في 4 أيار من سنة 1985.
حفيد فتاة غسان الشاعر أسامة ديب رأى أنها استطاعت بقصائدها أن تكون جزءا من الحركة النسائية في سورية فتحدت الواقع السلبي الذي كانت المرأة تعيشه حينها مشيرا إلى أن تتلمذها على يد والدها العلامة سليمان الأحمد وقراءتها للكتب التي ضمتها مكتبته منحها فكرا تنويريا ينبذ العصبيات غير أن صدامها المباشر مع الواقع كان يشعرها بالقلق فتلوذ إلى الطبيعة باحثة فيها عن الجمال والعزلة مع دعوتها المستمرة لتعليم جيل الشباب ولاسيما المرأة.
انتماء الشاعرة الأحمد لأسرة يصدر عنها الشعر ويطاوعها البيان على حد تعبير الدكتور محمد عبدالله قاسم جعل من قصائدها أنيسة وسلسلة وشفيفة وأعطاها قياد الشعر بسهولة وصفاء الديباجة حتى ان زوجها الشاعر محمد كامل صالح لم يكن لينشر شعرا دون أن يستشيرها وشقيقها بدوي الجبل اختارها لتكتب مقدمة ديوانه مبينا أنها أطلقت على نفسها اسم فتاة غسان في مطلع صباها لإعجابها الشديد بقصة لجرجي زيدان حملت ذات الاسم.
وفتاة غسان برأي الشاعر الدكتور جهاد بكفلوني فاقت عصرها بما امتلكته من موهبة وبما جادت به من صور فريدة ولاسيما في وصف الطبيعة التي عدتها صديقا يقي عن الألم والحزن ما يشي عن تعلق حميمي بالريف ومفرداته معتبرا أن قصيدتها شروق الشمس فتح في الشعر العربي.
أرسل تعليقك