الشاعر صالح هواري الفلسطيني المولد الدمشقي الهوى الذي تغنى بقصائده مطربون فتحولت أناشيده إلى أغان في حب الوطن والحث على المقاومة إضافة إلى أناشيد كثيرة تغنى بها الأطفال واستطاع ملامسة قلوبهم والدخول إلى عالمهم الواسع الشفاف.
كتب هواري محاولته الشعرية الأولى قصيدة “بور سعيد” اثر العدوان الثلاثي على مصر 1956 وكانت موزونة رغم عدم معرفته بالوزن الذي تعلمه لاحقا وبعد نضج موهبته التزم القصيدة المقاومة بسبب احتلال الصهاينة لفلسطين وتحول أهلها إلى لاجئين يسكنون الخيام فكانت قصائده نابعة من المخيمات التي رفدت شعره بمعطيات الجمال الفني إضافة إلى المضمون المليء بالحنين الموشح بالألم والدعوة إلى الكفاح والأمل بالعودة.
هواري في مقابلة مع سانا أوضح أنه أصدر ديوانه الأول “الدم يورق زيتونا” في محاولة للدلالة على أن الشعب يضحي بدمه ويقاوم من أجل السلام العادل والشامل وليس المفروض من قبل المحتل دون أن يتنازل عن حبة تراب من فلسطين.
وكان ديوان هواري الثاني “المطر يبدأ العزف” إشارة إلى الثورة الفلسطينية ضد الاحتلال التي بدأت تعزف ألحان المقاومة مجسدا عبره مرحلة جديدة في تجربته الشعرية والولوج في حداثة شعر التفعيلة التي تمثلت في الشكل والمضمون عبر صور حملت نكهة الحداثة والابتكار في الرمز والعمق في الطرح مشيرا إلى أن الحداثة حقيقة تكمن في الإبداع وليس في الشكل أو المضمون.
اقرأ أيضًا:
مهرجان شعري لملتقى القرداحة ضمن كرنفال صيف سورية الثقافي
ويرى هواري أن الحداثة التي طرحها الرواد كانت مغرقة في الغرابة وكأنهم يكتبون للنخبة فقط متجاهلين القارئ في المجتمع العريض لست مع الإغراق في الضبابية وإنما مع الرمز الموحي الشفاف الذي يترك للقارئ مفاتيح القصيدة لفك رموزها وأنا مع الغموض لا الاغماض.
مشيرا إلى احتفائه بالنص النثري دون اطلاق تسمية الشعر عليه لأن العنصر الايقاعي والغنائي ضرورة لا بد منها في القصيدة فجبران وأمين الريحاني كتبوا أجمل النصوص النثرية دون أن يطلقوا عليها صفة الشعر.
وينوه هواري في هذا السياق بترجمة أدباء عرب لشعر أجنبي مع الحفاظ على موسيقاه فجاء على مستوى عال من الشاعرية كرباعيات الخيام التي ترجمها أحمد رامي وترجمات جبرا ابراهيم جبرا لسونيتات شكسبير معتبرا أن النص المترجم إذا اشتغل عليه شاعر مجيد جاء أفضل من الأصل.
ويرى هواري أن من سمات الشعر الحقيقي الإبهار والمفارقات والايحاء والبلاغة والايجاز والوزن والكشف وهي ضرورة للشعر على مختلف مدارسه.
وحول تجربته مع القصائد المغناة يوضح أنه لم يكتب شعرا للغناء ولا يفصل القصيدة كأغنية ولكن قد يأتي ملحن ويتناولها للغناء مثل نشيد “كل شيء للوطن.. كل شيء للقضية” وشارة القوات المسلحة “بالعزم بالاصرار بالثبات” التي لحنها الموسيقار سهيل عرفة وقصيدته عما سمي بالربيع العربي وما جره من إرهاب وإجرام بعنوان “هب الربيع” وغنتها مطربة الجيل ميادة الحناوي.
يشار إلى أن الشاعر صالح هواري من مواليد فلسطين 1938 نزح إلى سورية عام النكبة 1948 ودرس فيها فنال إجازتين جامعيتين في الآداب والحقوق من جامعة دمشق وهو عضو اتحادي الكتاب العرب والكتاب والصحفيين الفلسطينيين من إصداراته “الموت على صدر البرتقال” وأغاني أيوب الكنعاني و”في فنجان الغيم” وللأطفال “عصافير بلادي” و”قتلوا
الحمام” وحاز عددا من الجوائز منها جائزة القدس سنة 2010.
قد يهمك أيضًا:
صادق الصبّاح يستعد لدخول سوق الدراما السورية
توقيع مجموعة شوكولا الشعرية في ثقافي أبو رمانة
أرسل تعليقك