دمشق -سوريه24
يحضر الدمج بين وصف العالم الواقعي والوصف التخيلي بنتاج الأديب إياس الخطيب القصصي والروائي ليصبح هذا الكاتب الذي تعرفنا على أعماله للمرة الأولى مطلع الحرب على سورية في حالة بوح مستمرة عن واقعه ومجتمعه ضمن سلسلة من الصور والتخيلات.
وخلال حديث مع سانا الثقافية أوضح الخطيب أن الكتابة تشكل لديه حالة من الشغف تعيشه ويعيشها وتعطيه فرصة اقتناص اللحظة العابرة والتقاطها وتدوينها حبراً على الورق في حالة بوح تمكن الكاتب بث هموم مجتمعه ووطنه وأمته من خلال عمل أدبي يأخذ شكل القصة أو الرواية أو الشعر أو غير ذلك.
ويؤكد مؤلف رواية “حرائق النعنع” أن الكاتب والأديب هو لسان حال مجتمعه وأمته وهو الأقدر على التعبير عما يختلج مشاعر الآخر الذي يعجز عن البوح لكنها أيضاً تعني حالة من الأرق والمسؤولية عن عمل يريد له الكاتب أن يبصر النور كي يراه فيما بعد الآخرون.
وحتى يصبح الأدب الذي يكتبه الخطيب شديد الالتصاق بالواقع فإنه يعمد عندما يكتب على إسدال الستائر على كل ما هو حوله ليصبح شخصاً من شخوص قصته أو روايته.
ويشير الخطيب إلى شعور الأديب بالألم حيال قلة اهتمام غالبية الجمهور وعزوف المجتمع عن القراءة وتحول القراءة والثقافة والاطلاع لتكون شيئاً من الكماليات مؤكداً ضرورة وضع حلول للوقوف بوجه هذه الظاهرة والحد منها لأنها بداية السير نحو التخلف حسب رأيه.
وحول اللحظة التي يذهب فيها إلى الكتابة ذكر الخطيب أنه لا يغادر الكتابة حتى يعود إليها مجدداً وهي لا ترتبط فقط باللحظة التي نمسك بها القلم بل هي أمر مرافق للكاتب في كل تفاصيل حياته اليومية ومشاهداته التي لا تنتهي.
الخطيب الذي يتابع دراسته العليا في روسيا الاتحادية منذ أربعة أعوام يرى أن غربته عن أرض سورية أعطته فرصة الاطلاع على ثقافات الأمم الأخرى ومفردات الشعوب وما أنتجته من أدب وموسيقا وفلسفة وعلوم والتجارب الجديدة والقراءات للآداب العالمية باللغة الأم التي تطور من أدوات القاص والروائي والشاعر والمسرحي على المستويين المعرفي والتقني للنص.
ويؤكد مؤلف “الرقص على شرفة النهار” أن حضور سورية في نتاجه الأدبي لم يتأثر بابتعاده عنها فظلت مقيمة في سويداء القلب و “حب الوطن.. جزء من القداسة” كما أورد ذلك في رواية حرائق النعنع مبيناً أن سورية دائماً ترافقه في جميع الأنشطة التي يقوم بها من مؤتمرات دولية وفعاليات أدبية وفنية ومجتمعية وهي مصدر اعتزازه أينما حل.
وعن الحيز الذي تشغله الحرب على سورية في نتاجه الأدبي اعتبر أن الهم السوري إلى الآن وفي هذه اللحظة الراهنة بالتحديد أكبر من أي عمل أدبي حاول أن يقاربه لهول ما شهدته سورية في السنوات الأخيرة وإن كانت الأقلام كثيرة التي حاولت ملامسة وجعنا معرباً عن اعتقاده بأن قصته “الجثة” برمزيتها قاربت إلى حد ما وضع سورية الراهن.
قد يهمك أيضًا:
هيئة دار الأسد للثقافة والفنون تعلن عن سياسة العمل الجديدة
البورتريه بروح جديدة وبصمة خاصة بيد الفنان السوري ريان حلب
أرسل تعليقك