عمر الشريف النجم السوري اللبناني المصري العالمي سمّاه (سلطان الطرب)، ورسخ هذه التسمية الصحفي المعروف جورج إبراهيم الخوري في مجلة الشبكة، التي كان يرأس تحريرها. جورج وسوف، أبو وديع، الطفل المعجزة. بدأ الغناء محترفاً عام 1974، وحين غنى في حمص ضمن سهرة، وحصل حينها على 50 ليرة سورية، اشترى لأمه غسالة بـ25 ليرة، وأجرة السوزوكي بـ5 ليرات. ورغم أنها كانت تحتاج الغسالة، حيث كانت تغسل بيديها ع اللقن/ الطشت، فإنها صرخت به مستغربة، من أين أتى بهذا المبلغ؟ فقال لها عملت حفلة وأعطوني 50 ليرة.
بالشام نام على الرصيف ولفّ حذاءَه بجريدة، ووضعه وسادة تحت رأسه.
حين ذهب إلى دمشق وهو ابن 14 سنة، سجلوا له شريط كاسيت، فيه أغان مثل حاصبيا وماما يا ماما.. وانتشر الشريط، في سورية ولبنان والعالم العربي، مثل النار في الهشيم وهو الذي قبلها كان يرتل وينشد في الكنيسة.
وحين ذهب إلى دمشق وقابل نقيب الفنانين وقتها، الفنان صباح فخري، ليبدي رأيه ب موهبته، ويعطيه إذناً بالعمل في الغناء، قال له: (روح لعند أمك، وبس تصير شبّ بعطيك إذن..)، بقي في دمشق، عمل 4 أشهر وكان يقبض بالليلة الواحدة 1200 ليرة سورية، على حين كان راتب والده، الذي يعمل رئيس مرآب، في مصفاة حمص للبترول 300 ليرة سورية بالشهر، بعد 4 أشهر، عاد للبيت بسيارة، اشتراها من حفلاتها التي قدمها بدمشق، كما اشترى بيتاً لأهله، الذين كانوا يقطنون في حمص بالإيجار… ثم غادر إلى بيروت، حيث عائلته وأعمامه هناك، إلا أمه وأباه وأخواته الـ 4 بقوا في سورية.
يعترف أنه لم يعش طفولته، لكنه فرحان بحياته ومقتنع بكل ما مر فيها.
لكن أول مرة يهرب فيها من البيت، كانت مع ابن عضو مجلس شعب وصديق آخر لهم، راحوا 3 أيام إلى حلب، وناموا بالسيارة، قضوها في محال السهر والفرفشة.
هو غير أنه سلطان طرب، هو سلطان في الكرم، ويقدم ما يستطيع من مال أو خدمات خيرية. وعن البخل يقول إن البخل صفة بشعة، والبخيل لو حرارته 40 ما بيعطيك منها حرارة واحدة! في بيته بالكفرون كتبَ على لوح خشبي: (فعلتُ قليلاً من الحسناتِ.. إنها أجملُ أغنياتي)، ويعلق (الله أعطاكَ أعطِ).
لا يحب الألقاب، وقد طلب صادقاً، أن يحذفوا له هذا اللقب، وهو يحترم من يحترم عمله، ومن يركض وراء نجاحه.
مُحب، قلبه كبير، ليس عنده عداوة مع أحد، هو مع مقولة (كنْ جميلاً ترَ الوجود جميلا..) وكل شيء بحياته كان حلواً، ولم يكن في حياته أي شيء مُرّاً أو قاتماً، يحب لبنان بلداً ثانياً، لأن بلدَه الأول سورية، مسقط رأسه، ومربع طفولته، والمكان الذي سيدفن فيه، في قريته الكفرون.
.. يحب البحر وهو هائج وهو (رايق)، ويجمع الخبز في بيته بأكياس، ويرميهم بالبحر للسمك.. التي برأيه تدعو له بالتوفيق وبدوام صحته وصحة أولاده.
كرامته غالية عليه، ولا يمنحها لأحد، متمرد منذ صغره.
في منزله بالكفرون يزرع الكاميرات بكل مكان طبعاً إلا (الحمام) كما يقول..
وعن مقولة (إنْ لم تكنْ ذئباً أكلتك الذئاب).. وبتتغدى فيه قبلْ ما يتعشى فيك يجيب: (يا خييّ أنا لا أتغدى ولا أتعشى، أنا يتروّق/ بفطر وبس).
اقرأ أيضًا:
سلمى سليمان تشارك في مسلسلين برمضان 2019
مرة مذيعة تونسية سألته بلغة فصحى، أو عالية الفصاحة، ضحك وقال لها (الحقيقة لقد عُدتُ….) وأكمل معها بالفصحى، وهو يضحك، ملتقطاً الموقف بظرافة.. زار أغلبية مدن العالم.. والتقى كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية، ولديه صداقات كثيرة وعميقة معهم: يؤكد أنه
(حين تكون في الخارج تخجل أن تخالف ولو بتدخين سيجارة في مكان عام..)
في منزله بالكفرون كل أنواع التكنولوجيا، وآيباد يتحكم بكل شيء عن طريق الصوت، يحب صنع المقالب البريئة مع أصدقائه، ويحب الأجواء المرحة.
وعن حفلاته يقول إن أمه وأخواته البنات الأربع، اللواتي أصبحنَ معلمات وتقاعدن حالياً، لم يحضرن له أي حفلة أقامها، كما أنه لم يقم أي عيد ميلاد له على الإطلاق.
وعن أبيه، قال: مرة وحيدة جرحته، وجرح الأب صعب، وجرحه صعب أن يلتئم، دفشت الطاولة برجلي أمامه، وانسحبت، حينها سافرت إلى دمشق تحت المطر 160 كم، لكنني لم أستطع النوم. أنبني ضميري، فعدت بهذا الجو العاصف، في الليلة نفسها، 160 كم لأعتذر من أبي، وقبلت رجليه، كي يرضى عني.
المطربة الراحلة وردة الجزائرية، التي تحمل لقب أميرة الغناء العربي، قالت في مقابلة تلفزيونية: (جورج وسوف بخبرته وإحساسه، لو غنى كلمة /طز/ الناس ستحبه، وأنا أحبه لإحساسه، وللحالة الطربية التي يتميز بها).
عن فيروز: الست فيروز الغالية، هي آخر النجوم، علم من أعلام الفن اللبناني والعربي، وحالياً هي مهملة، لازم تشوف الناس، تشمّ رائحة ربها، دعوها تعيش بدل أن تبقى بين 4 حيطان.
عن مهرجان المحبة -مهرجان الباسل، وكنت حاضراً كإعلامي، لهذا الكلام، في المدينة الرياضية باللاذقية، وقبل حفلته قال: يعود الفضل بانطلاق مهرجان المحبة للرائد باسل ولأبو وديع، وأشار أيضاً لمدير المدينة الرياضية حينها المهندس سيف الدين سليمان.
الوسوفيون الصغار والكبار يرددون: اللي ما يحب أبو وديع، لا يعرف معنى الغناء والطرب..)
يختم أبو وديع ابن الـ 58 سنة (23 كانون الأول 1961)، ومبدع أكثر من 30 ألبوماً، الذي طاف في عالم المجد والشهرة وجال في ربوع الحياة، بصخبها وجمالها وأطياف ألوانها: إنه ما في شي يستاهل بهذه الدنيا، كله رايح، وكلنا رايحين، وبتمنى ما حدا يعزي فيني.
قد يهمك أيضًا:
المغنية هبة علي طموحها أغنية تجمع البساطة والتراث
الفنان يزن خليل أداء متنوع وحضور مميز في دراما رمضان
أرسل تعليقك