دمشق -سوريه24
سعيا منها لإعادة الجسور مع تاريخنا الفني الحضاري العريق نظمت جمعية الفنون الثقافية مساء اليوم ندوة حوارية بعنوان رحلة الموشح من الأندلس إلى الشام وذلك بقاعة زنوبيا في فندق داما روز بدمشق.
الندوة الحوارية التي أقيمت بالتعاون مع وزارتي الثقافة والسياحة ركزت على ثلاثة محاور أساسية تناوب عليها من سورية الدكتور سعد الله آغا القلعة ومن المغرب الباحثة ومغنية الأوبرا سميرة القادري ومن لبنان الباحثة الموسيقية الدكتورة غادة شبير بحضور حشد من الموسيقيين والمثقفين والإعلاميين والفنانين.
وقدم في أول محاور الندوة الدكتور القلعة عرضا شاملا عن الموشح مبينا أن تسميته لها اسقاطان في عالمين مختلفين الأول مجال الأدب والشعر حيث يعرف بأنه فن شعري والثاني في مجال علم التلحين ويعرف بالقالب الغنائي.
واستعرض القلعة نظريات نشأة الموشح ومنها الشائعة عن نشأته في الأندلس والنظرية الاسبانية والمشرقية وصولا إلى النظرية الجدلية الجديدة التي تأخذ بعين الاعتبار تكامل الوعي الجمالي والهندسي في الفن عند العرب.
وأخذ القلعة الحضور في رحلة إلى الموشحات الأندلسية في حلب متحدثا عن التنويعات التي ادخلها الحلبيون عليها وما اضافه لها الموسيقيون الرواد في حلب ودمجها مع رقصة السماح الصوفية التي تجسد نبضات لايقاع الموشح وتموجات اللحن ليصل بالموشح في رحلته بعد حلب إلى مصر وباقي الدول العربية.
وفي محور المقاربة بين الشرق والغرب في مجال الموشح تحدثت مغنية الأوبرا المغربية سميرة القادري عن تجربتها البحثية في هذا المجال وما توصلت إليه من نتائج علمية وعملية معتمدة على المخطوطات القديمة واللغات المنسية في البحث عن أجوبة الأسئلة الجدلية عن نشأة الموشح داعية إلى اطلاع الأجيال الجديدة على الموشحات من خلال تدريسها في المدارس والجامعات لأنه من حقنا أن نقول انها لنا نحن العرب مع المطالبة بتوفير المصادر العلمية التي تعنى بتاريخ الموشح وتوفيرها المكتبات العربية لتطلع عليها الأجيال المقبلة.
الباحثة والمطربة اللبنانية الدكتورة غادة شبير ركزت في المحور الثالث على أن الموشح هو فن شعري مستحدث يختلف عن ضروب الشعر الغنائي العربي في أمور عدة لالتزامه بقواعد معينة تقنية وخروجه غالبا عن العروض باستخدامه اللغة الدارجة واتصاله القوي بالغناء مع استعراض لخصائص الموشح بين جمعه بين العامية والفصحى وتميزه بتحليل الوزن والقافية وكسر ملل القصائد.
وأشارت شبير إلى أن الموشح لديه العديد من الطرق في التلحين ومنها ما جاء موسيقيا فقط ونظم عليه الشعر ومنها ما ارتبط فيه اللحن مع الشعر.
وتطرقت شبير إلى الموشح عند الأخوين رحباني موضحة انهما استحدثا ما يسمى الموشح المعاصر لحاجتهما لشكل جديد من الموشح بهدف استخدامه على المسرح حيث عمدا إلى وضع المقدمات الموسيقية لتكون له مكانة كبيرة وقدما له لوحات طويلة وحوارات غنائية ومواويل متداخلة ما أدى إلى تجديد الشكل إضافة إلى إدخال الصوت الأنثوي إلى جانب الصوت الرجولي ما يخدم إبراز الموشح على المسرح بهدف مواكبة الأجيال القادمة بطريقة مختلفة.
ومن المقرر أن تقام يوم غد أمسية غنائية خاصة بالموشح بمشاركة مطربين من المغرب وتونس والجزائر والأردن ولبنان وإسبانيا بالإضافة إلى سورية في قصر العظم.
قد يهمك أيضًا:
الحسكة فعاليات فنية منوعة في مهرجان “ترابك ذهب”
حالات أنثوية داخلية في معرض بين للتشكيلية الشابة رنيم اللحام
أرسل تعليقك