دمشق - سورية 24
قال المحامي “خضر سعد مخلوف”، إنه صادف استشارة قانونية من أغرب الاستشارات التي مرت عليه على حد تعبيره، لرجل أراد أن يدخل السجن مع عائلته لمدة 6 أشهر، القصة التي رواها المحامي في منشور له عبر الفيسبوك في الـ20 من شهر أيار الفائت، تداولها ناشطون كثر، وانقسموا بين مُصدق للرواية ومشكك فيها.
تداول القصة بتلك الطريقة، دفع بـ”مخلوف” للتوضيح في منشور جديد اليوم السبت قال فيه إن هناك الكثير من التفاصيل التي لا يستطيع ذكرها بسبب أسرار المهنة، وأضاف: «بحب قول الرجال اللي كتبت عنو واللي قلتو انو يروح يشتغل ويعيش .. هاد الرجال عندو بتر برجلو وغير موظف ومرتو مو موظفة واطفالو صغار كتير»، مؤكداً أنه أثار القضية بدافع إنساني.
“مخلوف” وهو من مدينة “جبلة” وفق التعريف في صفحته الشخصية بالفيسبوك، كان قد قال في منشوره الذي روى فيه تفاصيل الحادثة: «اجاني تلفون من أحد الأشخاص وقلي عايزك باستشارة أنا وعائلتي قلتلو تفضل .. قلي معلش أستاذ لازم نشوفك كلنا .. المهم نزلت شفتو هو وعائلتو الكريمة المؤلفة من ٤ أشخاص (اب وام وبنتين ) .. قلي سؤالي الك وبتمنى تاخد الموضوع بشكل جدي لانو غير قابل للمزح ابدا .. قلتلو تفضل .. قلي شو الجريمة اللي عقوبتها بالقانون ٦ شهور ومن دون ما يموتوني من القتل والتعذيب جوا السجن».
المحامي قال للشخص إنه سيجاوبه على سؤاله، وطلب إليه معرفة الأسباب التي تدفعه لطلب مثل هذه الاستشارة، يضيف “مخلوف”: «قلي بالحرف نحنا عيلة يا منموت سوا يا منعيش سوا والجرم لازم يكون مشترك وجماعي لنقدر نفوت كلنا عالسجن ناكل ونشرب وننام لانو بصراحة ما معنا ناكل والحالة تحت العدم ومافيني شوف عيلتي عم تجوع قدام عيوني وانا واقف مافيني اعمل شي».
اقرأ أيضاً: “جان فالجان” النسخة السورية.. سرق لحماً ودجاجاً وأسطوانة غاز!
يتابع “مخلوف” سرد تفاصيل الحادثة الغريب من نوعها، ويقول: «قلتلو بس بهالحالة بتصير محكوم .. بجاوبني بالحرف محكوم وعم آكل احسن من (غير محكوم ) والفقر عم ياكل من جسم ولادي .. والله بيعرف انو مو مجرم وهيك بفوت عالسجن وانا ضميري مرتاح، قلي كرامتي وكرامة ولادي هي لقمة العيش والجريمة متل بعضها بس الله يوفقك تكون جريمة ما ناكل فيا قتل كتير»، ليؤكد المحامي أنه ولأول مرة منذ مزاولة مهنته يعجز أمام استشارة.
ثم حدثت مفاجأة، يوضحها المحامي: «فجأة بطالع سند أمانة من جيبتو وبيبصم عليه انو انا مدينو مبلغ من المال وبقلي حرفيا ادعي عليي بحسنة هالاولاد لا تردني خايب».
يؤكد المحامي أن الموضوع تم حله بوساطة “أهل الخير”، ويتساءل: «كم فيه عيلة هيك ياوطن؟»، ويضيف: «الزبدة يا وطن انو المواطن بلش يفكر بالجريمة ليعيش بس ليعيش مو لشي تاني، تشريع الجريمة الممنهج في سوريا أصبح قاب قوسين أو أدنى».
وعلى الرغم من تشكيك البعض برواية المحامي وبعيداً عن تأكيدها أو نفيها، يستمر خبراء ومختصون بالتحذير من استمرار ارتفاع الأسعار مقابل تراجع القدرة الشرائية للمواطن، ما يجعل البلاد أرض خصبة للجريمة والسرقات.
قد يهمك ايضا:
عبداللهيان يؤكد قانون قيصر يتعارض مع حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية
أدباء عراقيون يستنكرون الإرهاب الاقتصادي الأمريكي الغربي ضد سورية
أرسل تعليقك